في علم السينما ليس دائما ان اعادة تصوير المشهد تعيده بجودة اعلى من المعتاد عليه والحقيقة أن تكرار تصوير المشهد اكثر من مرة يكلف أكثر من تصويره مرة واحدة "One shoot" لانه يبرز كل ملامح المشهد دون أى اجهاد على الاطلاق لفريق العمل كاملا بداية من المخرج وصولا لاصغر مساعد لعامل الاضاءة.. وهنا تبرز القدرة على التعاون بين فريق العمل الجيد والجو العامل فيه. وعالم السياسة لا يختلف كثيرا عن عالم السينما فالجميع يحاول ابراز اكثر ما لديه من قوة ليسيطر او ليبدو على أفضل صورة أو للحصول على الممكن.. فالسياسة هى فن الممكن والفن هو الوصول للصورة الافضل والممكنة تبعا لجميع الظروف المحيطة والمؤثرة على العمل ككل من كل النواحي النفسية والجسدية والعصبية واذا كان هناك تناحر بين القوى العاملة في عمل واحد على تشبث كل منهم بالوصول للأهداف التي يراها هو فقط فأنه لن يصل أحد إلى شئ. هذا ما يحدث بالفعل في اطار تشكيل العلاقة بين القوى الوطنية والسياسية في الساحة المصرية للوصول إلى أفضل نتائج للسياسة العامة لاتفاق لاتمام دستور حتي ولو كان مؤقتا فجميع القوي يعتقد أنه بذلك يكتب الدستور الوحيد لمصر والذي لن يتم التعديل عليه على الاطلاق.. وكل القوي تري المصلحة من وجهة نظرها المحدودة الضيقة دون مراعاة المصلحة العامة معتقدة أنها بذلك ستحقق المصلحة العامة لمصر التي لو نطقت لقالت ما لا يطيقه أحد أن يسمعه. السياسة هى ذلك السلوك الذي يتصرف به السياسيون للحصول على الممكن وما يحدث الان ضد القوى الاسلامية في مقابلة القوى المدنية التي تلعب على ابراز أنها الاشجع والاقوى والاقدر والتي تحقق المصلحة العامة دون غيرها من القوى الاسلامية. فالاسلاميون لا يلعبون السياسة كما يجب أن تكون على العكس من ذكاء القوى المدنية الاخرى.. التي تلعب سياسة هذه المرة لافشال اللجنة التأسيسية على أمل ان يتم حل البرلمان فتظهر القوى المدنية بثوب الشجاع الهمام الذي سيعاد انتخابه مرة اخرى ليبرز دوره في اطار برلمان جديد لا يصل فيه الاسلاميون لا كثر من 20 بالمئة من المقاعد في حال اعادة انتخابات البرلمان مرة اخرى. للعلم غالبية دساتير العالم كتبت حسب اغلبية البرلمان فلنتفق يا قوى السياسة لكي ننقذ مصر مما هي فيه الان والوضع الحالي لا يبشر بوجود صراعات جديدة حول التأسيسية فالصراع الان إما الثورة او أن نكون اضعنا عاما ونصف في الفراغ المطلق لاجل الصراع السياسي بين القوى المدنية والدينية فلنفيق ونتفق لكى لا نضيع .