لم يعتد الكثيرون منا على ممارسة مجهود بدني بصورة يومية دون سبب مقنع، ولعل في ذلك ما يغرينا بالتساؤل عن سبب ذلك، هل هو الكسل أم الانشغال بالعديد من الأعباء الدراسية والمهنية التي تبدو أهم أم فقدان المرونة واللياقة هو أكثر ما يشعر الفرد منا باليأس من إمكانية استعادتها مهما كانت جدية المحاولات؟ سؤال مهم نحاول الإجابة عليه. لا شك أن الأسباب السابق ذكرها من أهم العوامل التي تعرقل إمكانية الحصول على اللياقة، لكن هناك أساليب يمكن أن تنسينا تلك العوائق وتشجع المرء منا على ممارسة التمارين دون مبالاة بنتيجة تلك المجهودات، سواء كان النجاح أم الفشل. لا أحد ينكر أن الالتزام الصارم بجدول محدد للتمرين أمر صعب ويحتاج جهاد طويل مع النفس، فعادة ما يدب الملل في نفس المرء، خاصة إذا تعرض لإصابات أثناء التمرين أو شعر بضآلة مجهوداته مقارنة بأقرانه مما يفقده ثقته بنفسه تدريجيا. لا بد للمرء أن يتخلص من تلك العوائق التي يفرضها على نفسه لتعترض طريقه لإصلاح الذات، وعليه أولا مقاومة عدة عوائق من بينها: 1- عنصر الوقت: يتعلل الكثيرون بأن عدم قدرتهم على التمرن يكمن في ضآلة وقتهم، لكن التنظيم هو الحل الأنسب لتفادي تلك المشكلة. ومن الحلول المقترحة: " الاكتفاء بالسير أو الركض البطيء لمدة لا تتجاوز عشر دقائق يوميا، وهي مدة ليست بالطويلة ومن الممكن تكرارها عدة مرات كلما أتيحت الفرصة. " الاستيقاظ مبكرا، ومع صعوبة ذلك بسبب ضغوط العمل من المنصوح به إعادة المحاولة كلما أتيحت الفرصة، فمن الممكن مثلا الاكتفاء بيومين من كل أسبوع يخصص المرء فيهما نصف ساعة للتمرين، وكلما اعتاد على الاستيقاظ مبكرا كلما كان حريا به مضاعفة فترات التدريب. " إنجاز معظم المهام اليومية من خلال السير وعدم الاستعانة بالسيارة إلا في حالات الضرورة. " ممارسة الأنشطة الرياضية التي تضمن حرق السعرات الحرارية، مثل ركوب الدراجات بصحبة الأصدقاء أو تسلق المرتفعات الذي يضمن تدريب عضلات الساق ومنح الجسم مرونة لممارسة كافة التمرينات. 2- الشعور بالملل: من الطبيعي أن تنتاب المرء منا لحظات من الملل بسبب تكراره عاداته اليومية، والتي من أهمها الذهاب إلى عمله لكسب الرزق، وقد تكون ضغوط العمل وحدها كافية بحيث لا يقدر المرء على تحمل ضغوط والتزامات أخرى. ومع ذلك، هناك ضرورة قصوى للتخلص من حالات الملل بل وقتلها من خلال التمرن، ويستوجب ذلك: " التفكير في النشاطات المفضلة. " تنويع النشاطات بين السير والركض والسباحة وقيادة الدراجات. " التعاون مع الجيران والأهل والأصدقاء للحصول على أقصى قدر ممكن من التشجيع. " زيارة صالات الألعاب وتعلم مهارات جديدة قد تنفع عند الإحساس بالملل وتعكر المزاج. 3- الحفاظ على صورة المرء أثناء التمرين: قد يحرص المرء على الحفاظ على صورته الشخصية أثناء القيام بالتمرينات، خاصة مع التقدم في العمر أو زيادة الوزن حيث إن الخطأ في ممارسة بعض التمرينات قد يتسبب في بعض الإحراج. من هنا تتبلور أهمية الإشارة إلى أن حالة المرء الجسمانية أهم بكثير من صورته أمام الآخرين والحفاظ على الصحة لا يقل أهمية عن الحفاظ على المظهر العام. من الممكن تفادي تلك المشكلة من خلال ممارسة التمارين على انفراد بالاستعانة بأشرطة فيديو تعرض بعض التمارين، أو قيادة الدراجات أو الركض في أماكن خالية، أو الاستعانة بالأجهزة الرياضية. لا شك أن تخفيض الوزن والحصول على اللياقة البدنية يشجعان المرء على نبذ كل المخاوف ومن يعرف معنى اللياقة البدنية لن يتنازل عنها بسهولة، ناهيك عن ارتفاع معدل الثقة في الذات. 4- الشعور بالإجهاد بعد ساعات العمل الطويلة: قد يتعلل البعض بفقدانهم الطاقة من أجل التدرب بعد انقضاء ساعات العمل وهذا في حد ذاته أمر وهمي فالتدرب هو أهم مصدر للطاقة. التزامات العمل لا تنتهي وممارسة التمرينات الرياضية أكثر ما يكسر حدة الرتابة ويساهم في رفع الروح المعنوية. .