تناولت الصحف السعودية في افتتاحياتها الصادرة اليوم التغيرات التى تشهدها المنطقة العربية مما أحدث انقلابا في موازين القوى يعيد زمام الامور إلى الشعوب، ويشجع الدبلوماسية العربية على التفاعل مع مطالب وطموحات الامة واستقلال اإرادة والقرار العربى. وقالت صحيفة "الجزيرة" إن التغيرات التي شهدتها المنطقة العربية، والتي تمثلت في الانتفاضات التي طالت بعض الدول العربية، ونجحت في تغيير أنظمة ثلاث منها، وتعمل على إلحاق نظامين آخرين عاجلا أو آجلا بها، أحدثت انقلابا في موازين القوى الإقليمية التي حاولت السطو على القرار العربي والتحكم في توجيه المواقف العربية خدمة لأجنداتها التي تسعى إلى تحقيق مصالح تعزز تمددها السياسي المبني على طموحات طائفية وكسب مواقع سياسية ومصالح اقتصادية. وأشارت إلى أن الربيع العربي أسقط ادعاءات الممانعة والصمود والمقاومة الزائفة التي خدعت الجماهير العربية؛ حيث كشف لها ما حصل في مرحلة الربيع العربي زيف وخداع من حاولوا اختطاف القرار العربي وبناء نفوذ سياسي وبناء فضاء طائفي يخدم أجنداتهم للسيطرة على الدول العربية. وأكدت الصحيفة أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة واللقاءات الثنائية . كشفت قوة الموقف العربي المستقل الذي يعمل من أجل المصالح العربية الخالصة بعد أن تخلص من هيمنة وإملاءات القوى الإقليمية غير العربية، مشيرة إلى أنه ظهر الموقف الفلسطيني المستقل بوصفه أقوى المواقف متجاوزا كل محاولات الترهيب والترغيب، وضيع الفرصة على من كانوا يتاجرون بالقضية الفلسطينية، وسحب البساط ممن اعتادوا إقامة استعراضات الممانعة وادعاء الصمود، كما كان يفعل أحمدي نجاد الذي لم يحضر أحد مؤتمراته الصحفية بعد أن توجهت الأنظار والأسماع إلى ما يقوله محمود عباس الرئيس الفلسطيني "أبو مازن". من جهتها، قالت صحيفة الوطن "إن الثورة الشعبية في سوريا هذا الأسبوع تدخل منعطفا هاما للغاية، من شأنه تعزيز استمرار الاحتجاجات وربما التعجيل في إسقاط النظام"، واستدلت الصحيفة على ذلك بماهية الأخبار الآتية من أسطنبول حيث أجرى المجلس الوطني السوري أمس مشاورات مع عدد من تيارات المعارضة من أجل توحيدها، ومن ثم الإعلان عن التشكيل النهائي للمجلس الوطني الانتقالي. واعتبرت انه في ظل ترحيب واشنطن وباريس ومن قبلهما أنقرة بإنشاء المجلس الوطني السوري، فإن هذه الخطوة ستتبعها خطوات من ضمنها الاعتراف الدولي بشرعية المجلس وأنه يعتبر السلطة الوحيدة التي تمثل الشعب السوري، على غرار ما جرى في ليبيا. وأكدت الصحيفة ان نجاح المجلس الانتقالي السوري في مهمته الصعبة المقبلة، مرهون بوحدة قوى الشعب خلف المجلس ودخول كافة الأطياف السياسية السورية فيه، وهو ما يلوح في أفق اجتماع إسطنبول. من جانبها، قالت صحيفة "اليوم" "منذ شهور والأزمات مفتوحة في وطننا العربي فالحراك الشعبي المتمثل في مطالب عادلة مثل الديمقراطية والحريات والعدالة يواجه آلة جهنمية من القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح". ورأت الصحيفة ان تحركات الشعوب العربية المنتفضة على حكامها لن تهدأ ولن تقف عند حد فكلما زادت آلة القمع ازدادت الشعوب تمسكا بعدالة قضيتها واستطاعت أن تكسب مناصرين جددا لقضاياها العادلة ومن حق شعب سوريا واليمن والدول الأخرى أن تتنسم هواء الحرية وأن تزهو بجرأتها فلم يعد الأمر كما كان في تسعينيات القرن الماضي. وأكدت أن من يعتقد أن الشعوب تهدأ في مطالبها بحريتها فهو واهم وقد يكون القمع والقتل حلا مؤقتا لإطفاء جذوة الثورة لكن الثورات سوف تستمر والظرف السياسي التاريخي والدولي الحالي يساعد على بقاء تأجج الثورات الشعبية، مؤكدة أن الإصرار على الحل الأمني سيفشل ولن يلغي طموحات الشعوب في العيش بحرية وعدل وكرامة.