حماة- قال نشطاء ومقيمون إن دبابات الجيش السوري انتشرت على مداخل مدينة حماة بعد يومين من خروج أضخم احتجاجات تشهدها المدينة ضد الرئيس بشار الأسد منذ تفجر الثورة قبل ثلاثة أشهر. وتمركزت آليات عسكرية على بعض المحاور في مداخل المدينة كما سمع مساء دوي إطلاق "نار كثيف" بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، وأكد الأخير أن العشرات اعتقلوا في ضواحي حماة مشيرا إلى ميول السلطات إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة التي أقال الرئيس السوري بشار الأسد محافظها السبت غداة مظاهرة مناهضة للنظام. وفي إحدى ضواحي دمشق التي شهدت أيضا احتجاجات واسعة ضد حكم الأسد قال نشطاء إن الشرطة قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين أمس الاحد. وأضافوا من ضاحية الحجر الأسود الفقيرة التي يقطنها آلاف اللاجئين من مرتفعات الجولان السورية المحتلة "كانت مظاهرة ليلية عادية عندما أطلق وابل من الرصاص. جرح كثيرون أيضا... كان الأمر مفاجئا للجميع لأن تلك كانت أول مرة يطلق فيها الأمن النار على مظاهرة ليلية في الحجر الأسود". جدير بالذكر أن مدينة حماة (210 كلم شمال دمشق) شهدت أكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر مطالبين برحيل النظام السوري، بحسب ناشطين. وقد شهدت هذه المدينة عام 1982 حملة قمع دامية أدت إلى مقتل 20 ألف شخص في حماة عندما انتفض الإخوان المسلمون ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي. في غضون ذلك، تواصل وحدات من الجيش السوري تدعمها آليات عسكرية تقدمها نحو قرية كفر رومة في إطار استمرار العملية العسكرية التي بدأها في ريف أدلب (شمال غرب) منذ منتصف يونيو خدام: مشاورات في الداخل لتشكيل مجلس حكم انتقالي من ناحيته كشف عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، عن مشاورات تجرى في الداخل حول تشكيل هيكلية تساند الثورة وتعمل على تحقيق أهدافها في مرحلتي العمل على إسقاط النظام وفي مرحلة إدارة البلاد بعد سقوطه خلال بضعة أشهر. وأضاف في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته أمس الأحد أنه سيكون من مهام هذه التشكيلة خلال المرحلة الانتقالية إصدار القرارات والقوانين واتخاذ الإجراءات الهادفة لإطلاق حرية العمل السياسي في جميع المجالات، بما في ذلك حرية تشكيل الأحزاب وإطلاق حرية الإعلام وإلغاء جميع القوانين الاستثنائية التي تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وتحول دون عودة السوريين المقيمين في الخارج. وحول ما يقال عن وجود اضطرابات داخل الجيش وإمكان تطورها لانقلاب عسكري، قال: "من الصعوبة القول بإمكانية حدوث انقلاب عسكري. والأكثر إمكانية هو حدوث تفكك في القوات المسلحة بسبب الانعكاسات الوطنية والنفسية لدى العسكريين" مشيرا إلى أن الكثيرين يتساءلون إلى أين يأخذهم بشار الأسد؟.