لم يكن الخطاب الأخير للعقيد معمر القذافي - قائد الثورة الليبية - فقط مبعثا للضحك والسخرية على موقع الفيس بوك أو بين أوساط الشباب في الشارعين المصري والعربي، لكنه كان أيضا محط أنظار علماء وخبراء الطب النفسي، ومنهم العالم النفسي الكبير الدكتور أحمد عكاشة - رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي سابقا، ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي. فقد وجه عكاشة دعوة إلى مجلس الأمن إلى توقيف الرئيس الليبي معمر القذافي، باعتباره المسئول عما يحدث في ليبيا، وتشكيل لجنة طبية لإخضاعه للعلاج في الحال، مؤكداً أن أسلوب القذافى وابنه سيف الإسلام يدل على "اضطراب عقلي ذهنى"، وذلك على خلفية سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين من الليبيين نتيجة غارات الطائرات العسكرية وقذائف الدبابات، والتي ادعى القذافي في خطابه بشأنها، أنه لم يستخدم القوة بعد تجاه شعبه، وأنه سيلجأ لذلك بشكل أكثر كثافة وضراوة. وقال رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي في تصريحات خاصة لجريدة المصري اليوم: "سلوك القذافى وابنه في التعامل مع الليبيين يدل على عدم القدرة على التمييز والإدراك والاختيار الصحيح مما يدل على اضطراب في التفكير والوجدان"، داعياً مجلس الأمن إلى اتخاذ قرارات فورية للتدخل المباشر لحماية الشعب من (رئيس دولة يضرب شعبه بالطائرات والمدافع). وأكمل عكاشة: "السلوك الشاذ البعيد عن الواقع الذي يتبعه القذافى طوال السنوات الماضية، ووصل إلى ذروته فى ثورة الشعب الليبى، يؤكد ضرورة تشكيل "لجنة طبية عالمية لإجباره على العلاج بشكل إلزامي" وأشار الطبيب النفسي المخضرم إلى أن قوانين الطب النفسي في كل بلاد العالم تسمح بعلاج الفرد الذي يشكل خطراً على نفسه أو على المجتمع، لأن تركه حرا سيؤدى إلى تدهور حالته، ولذا يجب فوراً على مجلس الأمن تشكيل لجنة للقبض عليه وعلاجه في الحال. وتعليقا على خطبة القذافي الأخيرة، أكد عكاشة أنها تدل على نوع من ضلالات العظمة والنرجسية المفرطة والتوحد مع السلطة والكرسى والذات والالتصاق بالحكم على أساس أنه (مبعوث العناية الإلهية)، موضحاً أن القذافى يحتقر شعبه ويصفهم بأنهم (جرذان)، لافتا إلى أن النظام الليبى فقد سلطاته ومصداقيته بانتهاء شرعيته، معلقا: "هيحكمهم إزاى بعد ما قالهم (لعنة الله على أهلكم)". ووصف عكاشة القذافى بأن لديه (خللاً فى التفكير والاختيار) مما جعله لا يستطيع أن يأخذ القرار الصائب فى موقعه، مضيفاً أنه (خطر على المجتمع وعلى نفسه، وتركه لمدة طويلة قد يؤدى إلى تدهور وكارثة كبرى)، مؤكدا أن الجمعية المصرية للطب النفسى مستعدة لعلاجه مجاناً حتى يستعيد صحته النفسية.