رام الله: دخلت العلاقة بين السلطة الفلسطينية وقطر في أسوأ مراحلها بعد نشر قناة الجزيرة الفضائية وثائق تقول إنها تكشف ما دار في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلال العقديين الماضيين. وأكدت مصادر فلسطينية رفيعة لصحيفة "الشرق الأوسط" أن السلطة الفلسطينية تملك وثائق هامة من شأنها إدانة قطر في قضايا متعلقة بالمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وأخرى لم تشأ المصادر تحديدها، لكنها أوضحت "أنها خطيرة". وبحسب المصادر، فإن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، هو الذي منع نشر هذه الوثائق سريعا، كما كان ينوي بعض المسؤولين الفلسطينيين، ردا على ما نشرته قناة "الجزيرة" القطرية من وثائق ضد السلطة، لكنها ستظهر في مراحل لاحقة. ودخلت علاقة السلطة بقطر في أسوأ مراحلها على الإطلاق، وسمح في رام الله، بإحراق صور الأمير القطري كدلالة على تحميله مسؤولية ما نشرته "الجزيرة" من وثائق مسربة. وبسبب هذا التوتر الكبير، ما زال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مترددا في الذهاب إلى قطر مطلع الشهر المقبل لحضور مؤتمر القدس الذي دعته إليه جامعة الدول العربية، وإن كان هناك مسؤول كبير في السلطة قال ل"الشرق الأوسط" إنه سيذهب على الأرجح. واكدت عدة فصائل فلسطينية بينها حركتا حماس والجهاد الاسلامي في اجتماع عقدته الاربعاء في مدينة غزة على "رفع الغطاء عن المفاوضين" الفلسطينيين اثر بث الوثائق. وقال اسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس لوكالة الانباء الفرنسية ان "اكد الحضور في الاجتماع على ضرورة رفع الغطاء عن المفاوضين و ان سلطة فتح غير مخولة للحديث باسم الشعب الفلسطيني كما ان اي اتفاقات يتم التوصل اليها مع الاحتلال لن تكون ملزمة لشعبنا". بدوره قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي التي دعت الى الاجتماع "دعونا جميع الفصائل الفلسطينية لهذا الاجتماع لاتخاذ موقف مما جاء في تسريبات قناة الجزيرة". وتابع لوكالة فرانس برس "اكد الحضور على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية وان اي مساس بها يعتبر جريمة، وعلى ضرورة وقف المفاوضات واعادة بناء منظمة التحرير لتكون مرجعية للشعب الفلسطيني باكمله". وتغيب عن الاجتماع بحسب البطش حركة فتح اضافة الى الجبهتين الشعبية والديموقراطية. ونظمت حركة حماس الاربعاء مسيرة في مدينة رفح جنوب القطاع "رفضا لتنازلات السلطة" وقام خلالها "بشنق ست دمى تمثل عباس وفياض وقريع وعريقات وعبد ربه ونصر يوسف على يد اللاجئين وابناء الشهداء والاسرى" كما قالت في بيان صحفي. المصدر : صحف ووكالات