القاهرة:- قال الرئيس مبارك إن الذين يروجون لوجود اضطهاد فى مصر يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلى حقائق وإنما إلى أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل.. وأضاف أن هناك من يروج للطائفية ولكنها ليست نبتا طبيعيا للبيئة والثقافة المصرية, وتأتى على خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والأقباط, ومظاهر ذلك واضحة فى كافة أنشطة الحياة الإجتماعية اليومية وهذا ليس أمرا مستجدا وإنما هو تراث وطنى راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة. وأكد أن الدولة مسئولة عن التصدى لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية ولن تتهاون فى تطبيق القانون على الجميع بكل الحسم دون تردد فضلا عن مسئوليتها فى تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا وعلى المستويين التشريعى والتنفيذى. وأكد الرئيس حسنى مبارك فى حوار لمجلة الشرطة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوما عن معارك مصر بل ظلت فى قلب العمل الوطنى أوقات الحرب والسلام ولاتزال على إيمانها وعقيدتها تحدث قدراتها وتعظم جهودها وتضاعف طاقتها وإمكانياتها لحراسة تحرس أمن الوطن الذى يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات والتهديدات والمخاطر. وقال الرئيس مبارك إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام فى التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات , فقيمتها الحقيقية فى أنها علامات وطنية فى تاريخ مصر تضىء الطريق لأجيالنا الجديدة وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التى واكبت مسيرة مصر وشعبها. وشدد على أن أمن مصر القومى يمثل أولوية قصوى "فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير , فمصر تمارس دورها فى بيئة إقليمية ودولية مليئة بالأزمات والمتغيرات والمشكلات والتحديات وتتحرك لحماية أمنها القومى بمفهومه الإستراتيجى الشامل وعلى كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية وبكافة أبعاده بما فى ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والأمن الغذائى". وقال الرئيس مبارك "إن حدودنا مؤمنة بدرع قوى هو جيش مصر الذى يشكل الدعامة الأساسية فى حماية أمننا القومى وسيبقى إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة على ردع العدوان , ولهذا ظل فى قلب أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا". ولفت الرئيس حسنى مبارك إلى أن هناك سعيا محموما لاختراق جبهة مصر الداخلية ومحاولات مستمرة للارهاب لزعزعة الاستقرار آخرها ما حدث بالأسكندرية فى أول أيام العام الجديد .. كما أن هناك تحدى التطرف والجماعات السلفية التى تريد العودة بمصر إلى الوراء..وهناك الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن الوطن ما بين تعثر جهود السلام واستمرار محاولات ضرب الاستقرار فى العراق واليمن والغيوم التى تتجمع فى سماء لبنان والتطورات فى السودان..وهناك التصاعد فى المواجهة بين الغرب وإيران بما تمثله من مخاطر على أمن الخليج والبحر الأحمر وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى وهناك من يحاول الوقيعة بيننا وبين دول حوض النيل وشق الصف بين المسلمين الأقباط. وحول تطورات الأوضاع فى تونس , قال الرئيس مبارك إن مصر تحترم إرادة الشعب التونسى وخياراته , معربا عن تمنياته بأن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها فى أسرع وقت وأن تستعيد الهدوء والاستقرار تحقيقا لتطلع شعبها للديمقراطية والتنمية والتقدم.