اليوم.. «محلية النواب» تناقش طلب إحاطة بشأن إزالة 30 عقارًا بالإسماعيلية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في الدقهلية    محافظ جنوب سيناء: نسعى للنهوض بالسياحة العلاجية وشرم الشيخ تتميز بتنوعها السياحي    منسق الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط يحث على استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة    وزير الرياضة: ليفربول أخطر اتحاد الكرة بتواجد صلاح في معسكر المنتخب    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في محافظة قنا    بعد دقائق من انطلاقه.. تداول إجابات امتحان العلوم للشهادة الإعدادية بقنا    اليوم.. محاكمة قاتل صديقه وتقطيع جثته في عابدين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنهي كافة الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    الملا: تطوير ميناء الحمراء البترولى يخدم خطط الاستكشاف غرب المتوسط    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق في منتصف الأسبوع الثلاثاء 21 مايو 2024    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    أردوغان يهاجم متسابقي يوروفيجن: أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    زلزال بقوة 6 درجات يضرب محافظة أوجاساوارا اليابانية    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    أمير هشام: الكاف تواصل مع البرتغالي خوان لإخراج إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    أحداث العالم في 24 ساعة.. وفاة الرئيس الإيراني وطلب اعتقال نتنياهو وخسائر للاحتلال    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: مصر تستقبل 4 مواليد كل دقيقة    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    سائق توك توك ينهي حياة صاحب شركة بسبب حادث تصادم في الهرم    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    على باب الوزير    "وقعت عليهم الشوربة".. وفاة طفل وإصابة شقيقته بحروق داخل شقة حلوان    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس مبارك ل"مجلة الشرطة": الذين يروجون لوجود اضطهاد فى مصر يصدرون عن أكاذيب وشائعات دون سند أو دليل.. ونحترم إرادة الشعب التونسى وخياراته ونتمنى عودة الهدوء والاستقرار لهذا البلد الشقيق
نشر في اليوم السابع يوم 24 - 01 - 2011

أكد الرئيس حسنى مبارك، أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوما عن معارك مصر، بل ظلت فى قلب العمل الوطنى أوقات الحرب والسلام ولا تزال على إيمانها وعقيدتها تحدث قدراتها وتعظم جهودها وتضاعف طاقتها وإمكانياتها لحراسة تحرس أمن الوطن الذى يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات والتهديدات والمخاطر.
وقال الرئيس مبارك، فى حوار لمجلة الشرطة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة، إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام فى التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات، فقيمتها الحقيقية فى أنها علامات وطنية فى تاريخ مصر تضىء الطريق لأجيالنا الجديدة، وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التى واكبت مسيرة مصر وشعبها.
وشدد على أن أمن مصر القومى يمثل أولوية قصوى "فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير، فمصر تمارس دورها فى بيئة إقليمية ودولية مليئة بالأزمات والمتغيرات والمشكلات والتحديات وتتحرك لحماية أمنها القومى بمفهومه الاستراتيجى الشامل وعلى كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية وبكافة أبعاده بما فى ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والأمن الغذائى".
وقال الرئيس مبارك "إن حدودنا مؤمنة بدرع قوى هو جيش مصر الذى يشكل الدعامة الأساسية فى حماية أمننا القومى وسيبقى إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة على ردع العدوان، ولهذا ظل فى قلب أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا".
ولفت الرئيس حسنى مبارك إلى أن هناك سعيا محموما لاختراق جبهة مصر الداخلية ومحاولات مستمرة للإرهاب لزعزعة الاستقرار آخرها ما حدث بالإسكندرية فى أول أيام العام الجديد، كما أن هناك تحدى التطرف والجماعات السلفية التى تريد العودة بمصر إلى الوراء، وهناك الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن الوطن ما بين تعثر جهود السلام واستمرار محاولات ضرب الاستقرار فى العراق واليمن والغيوم التى تتجمع فى سماء لبنان والتطورات فى السودان، وهناك التصاعد فى المواجهة بين الغرب وإيران بما تمثله من مخاطر على أمن الخليج والبحر الأحمر وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى، وهناك من يحاول الوقيعة بيننا وبين دول حوض النيل وشق الصف بين المسلمين والأقباط.
وقال الرئيس مبارك إن الذين يروجون لوجود اضطهاد فى مصر يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلى حقائق وإنما إلى أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل.
مضيفا نعم هناك من يروج للطائفية، ولكنها ليست نبتا طبيعيا للبيئة والثقافة المصرية، وتأتى على خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والأقباط، ومظاهر ذلك واضحة فى كافة أنشطة الحياة الاجتماعية اليومية، وهذا ليس أمرا مستجدا وإنما هو تراث وطنى راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة.
وأكد أن الدولة مسئولة عن التصدى لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية ولن تتهاون فى تطبيق القانون على الجميع بكل الحسم، ودون تردد، فضلا عن مسئوليتها فى تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا وعلى المستويين التشريعى والتنفيذى.
وحول تطورات الأوضاع فى تونس، قال الرئيس مبارك إن مصر تحترم إرادة الشعب التونسى وخياراته، معربا عن تمنياته بأن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها فى أسرع وقت وأن تستعيد الهدوء والاستقرار تحقيقا لتطلع شعبها
للديمقراطية والتنمية والتقدم.
نص الحوار
وفيما يلى نص حوار الرئيس حسنى مبارك لمجلة الشرطة بمناسبة عيد الشرطة:
سيادة الرئيس نلتقى بكم مجددا وقلوبنا عامرة بالحب والإخلاص والالتزام لطرح ما لدينا من أسئلة حول قضايا مصر ومنطقتها بفضل هذا التقليد الذى وضعته سيادتكم احتفاء بعيد الشرطة فى الخامس والعشرين من يناير كل عام، مؤمنين بأن هذا اللقاء فرصة سنوية لتعزيز قدرتنا على أداء الرسالة الوطنية التى يحملها جهاز الشرطة المصرية على كاهله.
السيد الرئيس: أود فى البداية أن أهنئ جهاز الشرطة بعيدهم وأن أشد على أيدى قياداته وضباطه وصفه وجنوده.
إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام فى التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات، فقيمتها الحقيقية فى أنها علامات
وطنية فى تاريخ مصر تضىء الطريق لأجيالنا الجديدة وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التى واكبت مسيرة مصر وشعبها.
ينطبق هذا تماما على يوم الخامس والعشرين من يناير فهو يوم برهنت فيه الشرطة المصرية على وطنيتها وصلابتها وانحيازها لشعبها، حين اختارت أن تخوض معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال البريطانى، وضحى رجال الشرطة بأرواحهم ودمائهم دفاعا عن كرامة الوطن.
لقد أسعدنى الاطلاع على موسوعة (الشرطة المصرية عبر التاريخ الوطنى)، فقد أثبتت بالوثائق أن الشرطة المصرية لم تنفصل يوما عن معارك مصر، وأنها ظلت فى قلب العمل الوطنى فى أوقات الحرب والسلام ولا تزال على إيمانها وعقيدتها تحدث قدراتها وتعظم جهودها وتضاعف طاقتها وإمكانياتها وهى تحرس أمن وطن عريق يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة والعديد من التحديات والتهديدات والمخاطر.
سيادة الرئيس يلاحظ المتابعون لأحاديث سيادتكم تأكيدكم المستمر على قضية الأمن القومى وهو ما يعنى أنكم تعطونها أولوية خاصة بين أولويات العمل الوطنى.. كيف ترون الوضع الراهن للأمن القومى على مختلف دوائره ومحاوره؟
الرئيس الرئيس: أمن مصر القومى بمختلف هذه الدوائر والمحاور يمثل أولوية قصوى أمس واليوم وغدا وبعد الغد.. فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير.
مصر دولة فاعلة فى محيطها الإقليمى ومؤثرة فى الإطار الدولى الأوسع لاعتبارات الدور والتاريخ والجغرافيا واعتبارات أخرى عديدة.. مصر تمارس دورها فى بيئة إقليمية ودولية مليئة بالأزمات والمتغيرات والمشكلات والتحديات وتتحرك لحماية أمنها القومى بمفهومه الاستراتيجى الشامل وعلى كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية وبكافة أبعاده بما فى ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والأمن الغذائى.
نبذل أقصى جهودنا لتعزيز النظام الإقليمى العربى من أجل علاقات عربية عربية متينة وراسخة فى وجه محاولات قوى إقليمية لشق الصف العربى، وإضعاف العمل العربى المشترك، والهيمنة على المنطقة العربية وهويتها ومقدراتها.
ما أريد أن أؤكده أننى عندما أتكلم عن الأمن القومى، فلا أقصد بذلك فقط تأمين الحدود والدفاع عن الأرض المصرية، فحدودنا مؤمنة بدرع قوى هو جيش مصر الذى يشكل الدعامة الأساسية فى حماية أمننا القومى، وسيبقى إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة على ردع العدوان ولهذا ظل فى قلب أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا.
هناك سعى محموم لاختراق جبهتنا الداخلية ومحاولات مستمرة للإرهاب لزعزعة الاستقرار آخرها ما حدث بالإسكندرية فى أول أيام العام الجديد.. وهناك تحدى التطرف والجماعات السلفية التى تريد العودة بنا إلى الوراء.. وهناك الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على أمن الوطن ما بين تعثر جهود السلام واستمرار محاولات ضرب الاستقرار فى العراق واليمن.. والغيوم التى تتجمع فى سماء لبنان والتطورات فى السودان.. وهناك التصاعد فى المواجهة بين الغرب وإيران بما تمثله من مخاطر على أمن الخليج والبحر الأحمر، وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى.. وهناك من يحاول الوقيعة بيننا وبين دول حوض النيل وشق الصف بين مسلمينا وأقباطنا.
تحديات الأمن القومى عديدة ومتشعبة.. لكننا لا نغفل عنها للحظة.. ونتعامل معها بتحرك فاعل ونشط نكشف عن بعض جوانبه.. ولا نكشف عن البعض الآخر.
سيادة الرئيس.. كثر الحديث عن الاحتقان الطائفى ومحاولات ضرب الوحدة الوطنية وترددت أصوات فى بعض دوائر السياسة والإعلام بعد الاعتداء الإرهابى فى الإسكندرية تدعو لحماية الأقباط وتزعم وجود اضطهاد دينى فى مصر.. كيف تنظرون سيادتكم إلى ذلك؟
السيد الرئيس:
--------------
الذين يدعون ذلك إما أنهم يجهلون طبيعة مصر وخصوصية شعبها، فيتحدثون بسوء فهم وإما أنهم يعمدون إلى إشاعة هذا الزعم المغلوط فيتحدثون بسوء نية تنفيذا لمخططاتهم.. الذى لاشك فيه هو أن مصر مستهدفة بمسلميها وأقباطها.. وهناك من يحاول ضرب الوحدة الوطنية لشعبها.
الذين يروجون لوجود اضطهاد فى مصر، يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلى حقائق، وإنما إلى أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل.
نعم هناك من يروج للطائفية، ولكنها ليست نبتا طبيعيا للبيئة والثقافة المصرية، وتأتى على خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والأقباط، ومظاهر ذلك واضحة فى كافة أنشطة الحياة الاجتماعية اليومية، وهذا ليس أمرا مستجدا، وإنما هو تراث وطنى راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة.
هناك بالتأكيد تجاوزات طائشة مرفوضة من الجانبين تحاول أن تشعل الفتنة هنا أو هناك، وهناك بالتأكيد عقول متعصبة ومتطرفة على الجانبين، تحاول أن تفتعل الأزمات، وهناك - أيضا - خارج الحدود من لا يريد لمصر خيرا ويسعى إلى اختراقها، وزرع الفتنة بين جناحى نسيجها الوطنى الواحد سعيا لزعزعة وحدتها الوطنية.. والنيل من استقرارها.
أنا على اقتناع بأن هذه المحاولات أيا كانت أدواتها أو أساليبها وأيا كان المخططون لها ومنفذوها لن تستطيع أن تحقق أهدافها ومكائدها، لأن المصريين هم أكثر الشعوب اعتصاما بوحدتهم الوطنية فى وجه المخاطر والتهديدات، ويدركون أن هذه الحقيقة تشكل مصدر قوتهم عبر التاريخ.
الدولة مسئولة عن التصدى لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية ولن تتهاون فى تطبيق القانون على الجميع بكل الحسم ودون تردد هذا فضلا عن مسئوليتها فى تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا وعلى المستويين التشريعى والتنفيذى.. فالدين لله والوطن للجميع.. والمساواة فى الحقوق والواجبات مكفولة بأحكام الدستور والقانون بين كافة المصريين.. مسلمين كانوا أو أقباطا.. وكل حق يقابله واجب.. وكل حرية تقابلها مسئولية.
دور ومسئولية الدولة.. لابد أن يصاحبه دور ومسئولية من جانب العقلاء والمثقفين والكتاب ورجال الدين من الجانبين.. وعمل دؤوب ومنظم عبر كافة أجهزة الإعلام والثقافة والتعليم وغيرها، وهو واجب ومسئولية وفريضة وطنية لا تحتمل الانتظار أو التأجيل.
سيادة الرئيس.. فى ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة وما حققته أحزاب المعارضة المصرية من نتائج وما أفرزته من ردود أفعال، كيف ترى سيادتكم تأثير ذلك على مفهوم التعددية وحياتنا السياسية بوجه عام؟
السيد الرئيس: لقد قلت وأؤكد من جديد أننى كنت أتمنى من موقعى كرئيس للجمهورية أن تحقق أحزاب المعارضة حضورا أكبر داخل البرلمان، وقلت إن المشاركة لا المقاطعة هى الطريق الصحيح لاستكمال أركان الديمقراطية وترسيخها وهى السبيل لتقوية الأحزاب وتطوير أدائها وتدعيم فاعليتها فى المجتمع.
أؤكد مرة أخرى أن أحزاب المعارضة هى جزء من حياتنا السياسية، ولاشك عندى أنها جميعا تستهدف مصالح الوطن رغم تعدد رؤاها لما يحقق ذلك من سياسات وبرامج.. وهذا التعدد هو أساس التعددية كهدف نشجعه ونسعى إليه على طريق تجربتنا الديمقراطية.
سأظل مع التعددية الحزبية وتدعيم ممارستها، ومع تطوير أطر العمل السياسى وتوسيع دائرة المشاركة السياسة لكافة الأحزاب، وأدعوها لتطوير هياكلها وبرامجها وإلى دمج أجيال مصرية جديدة من شبابنا تفتح أمامهم الأبواب وتتيح لهم الفرص.. كما أدعوها للتواصل مع الناس فى الشارع المصرى والتعامل مع همومهم وتطلعاتهم.
فالشعب هو مصدر الشرعية والسلطات، وعلى كل من يشتغل بالعمل السياسى أن يحترم إرادته باعتباره الفيصل والحكم.
سيادة الرئيس.. لقد نجحت جهود الإصلاح الاقتصادى فى حماية الاقتصاد المصرى من آثار مدمرة للأزمة الاقتصادية العالمية، لكننا نتطلع فى المرحلة القادمة للمزيد من الإنجازات، كما نواجه العديد من التحديات والصعاب.. كيف ترون سيادتكم استراتيجية العمل الوطنى خلال هذه المرحلة؟
السيد الرئيس: لقد حددت برنامج العمل الوطنى تكليفاتى للحكومة فى كلمتى أمام الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى الشهر الماضى.
لدينا ثلاثة أولويات.. الأولى هى المزيد من الاستثمار ومعدلات النمو المرتفعة والمزيد من فرص العمل.. والثانية هى توسيع قاعدة العدالة الاجتماعية بين أبناء
الوطن ومحافظاته.. والثالثة هى التوسع فى تطبيق اللامركزية وتطوير الخدمات على مستوى المحليات.
أبناء الشعب يعلمون انحيازى للفقراء والفئات محدودة الدخل .. ويعلمون متابعتى لما يشغل الأسرة المصرية ومعاناتها من تكاليف المعيشة.. ويعلمون أننى لا أسمح أبدا بأى إجراء يمس حياة المواطنين ويزيد من أعبائهم .. وقد كلفت الحكومة بالمزيد من خفض عجز الميزانية والسيطرة على معدلات التضخم.. وأتابع تنفيذ تكليفاتى أولا بأول.
نعم أمامنا تحديات وصعاب.. لكننا قادرون على تجاوزها.. وجهاز الشرطة ومؤسساتنا الأمنية يتحملون مسئولية الحفاظ على الأمن والاستقرار.. فهما الضمان اللازم لجذب المزيد من الاستثمار والمشروعات وإتاحة فرص العمل ومحاصرة البطالة.. وتحقيق أهدافنا وأولوياتنا خلال المرحلة المقبلة.
سيادة الرئيس.. لقد تحول موقع ويكيليكس إلى ظاهرة فقد تدفقت الوثائق واحتلت الموقع الأول فى اهتمامات الرأى العام العالمى، ومعها تعددت الآراء والتقييمات ووجهات النظر.. ما هى الزاوية الصحيحة فى تقديركم لرؤية ذلك؟
السيد الرئيس: ما يهمنا هو ما أثبتته هذه التسريبات من صدق مواقفنا فليس لدينا ما نخفيه أو نخشاه.. وما نقوله فى العلن هو ما نقوله وراء الأبواب المغلقة.
ليست هناك ازدواجية فى مواقف مصر وسياستنا لم تكن يوما بوجهين ولن تكون ليس لدينا أجندات خفية وتلك هى شخصية مصر القائمة على الصراحة والوضوح فى اتصالاتها الإقليمية والدولية.
سيادة الرئيس.. ما الذى ترصدونه سيادتكم من ظواهر وتحديات تواجه الاستقرار والنظام الدولى؟
السيد الرئيس: إننا أمام عالم يواجه أزمات وتحديات وصراعات وأشكالا جديدة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وجميعها تمثل تهديدا لاستقرار دول منطقتنا وتؤثر بشدة على النظام الدولى، ويشكل الإرهاب أخطر هذه التحديات على المستوى الإقليمى والدولى.
لا يستطيع أحد أن يزايد على موقف مصر من الإرهاب، فقد قدمت مصر فى مواجهتها معه العديد من التضحيات، وشهداء وجرحى من رجال أمنها الأوفياء، كما أنها استبقت الجميع بتقديم تصور متكامل لمواجهته منذ سنوات الثمانينات مقترحة عقد قمة دولية تتصدى لأبعاد ظاهرة الإرهاب المختلفة، ولقد أثبت الوقت وحصاد ما أطلق عليه (الحرب ضد الإرهاب) صحة موقف مصر وصواب رؤيتها وحكمة قرارها، فبعد سنوات طوال من هذه الحرب اتسعت رقعة الإرهاب وتطورت أساليبه وأدواته، وزادت مخاطره وتهديداته، ولم تعد أية دولة بمنأى عن ضرباته وشروره.
وبالإضافة إلى مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة هناك تحدى اضطراب النظام الدولى الراهن الأحادى القطبية، واختلال التوازن المطلوب فى مؤسساته الاقتصادية والتجارية والمالية، وأزماته المتتالية مثل أزمة الغذاء عام 2008 والأزمة المالية والاقتصادية العام التالى، واتساع الفجوة بين الدول الغنية والنامية بما تمثله من تهديد للسلام الاجتماعى بالدول الفقيرة هذا فضلا عن القضايا العالقة مثل القضية الفلسطينية التى طال انتظارها لحل عادل والتى تؤجج الإحساس بالظلم ومشاعر اليأس والإحباط وتغذى الإرهاب والتطرف.
سيادة الرئيس.. دخلت القضية الفلسطينية مرحلة بالغة الصعوبة نتيجة التعنت الإسرائيلى وفى غيبة تحرك دولى فعال لقضية السلام.. كيف ترون
سيادتكم انعكاس ذلك على الدور المصرى والوضع الإقليمى؟
السيد الرئيس: لقد أكدت دائما أن جوهر الصراع فى المنطقة هو القضية الفلسطينية وأن تحقيق السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط يتطلب حل هذه القضية على نحو عادل فحل القضية الفلسطينية ليس - فقط - هو الطريق الموصل إلى سلام راسخ ودائم فى المنطقة، ولكنه السبيل إلى نزع حجج وذرائع الإرهاب والتطرف داخل منطقتنا وحول العالم والطريق لوضع دول الشرق الأوسط على مسار جديد من التعاون الإقليمى لصالح شعوبها.
مصر بذلت جهودها حيال القضية الفلسطينية وقضية السلام بالتزام راسخ وعزم لا يلين.. لكن القضية الفلسطينية بعد كل هذه الجهود لا تزال تقف فى مفترق طرق صعب، يمكن أن يؤدى إلى مزالق خطرة وتداعيات غير محمودة العواقب لا يتوقف تأثيرها على الأرض الفلسطينية أو الشعب الفلسطينى وحده ولا تطول آثارها المنطقة وحدها وإنما العالم بأثره.. وإذا كانت هذه هى مسئولية النظام العالمى كله فإن الأطراف الأساسية فى هذا النظام تتحمل الجانب الأكبر من هذه المسئولية حفاظا على مصداقية هذا النظام من جانب وعلى الأمن والسلام الدوليين على الجانب الآخر لأن تدهورا جديدا فى الشرق الأوسط سيؤدى إلى تداعيات أكثر اتساعا بحكم تداخل الأوضاع والقضايا فى ساحة واسعة ساخنة ومضطربة تذخر بعوامل عديدة قابلة للاشتعال.. كما سيؤدى لتصاعد غير مسبوق لقوى الإرهاب ستطول شروره دول العالم.. دون استثناء.
لقد أكدت مجددا خلال مشاوراتى الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى شرم الشيخ أن على إسرائيل أن تتحمل مسئوليتها فى الخروج بعملية السلام من مأزقها
الراهن.. قلت له ذلك بقوة وصراحة ووضوح.. وتحدثنا فى البدائل المطروحة لتحقيق ذلك.. والخطوات المطلوبة من جانب إسرائيل لإنقاذ جهود السلام.. كما أثرت معه الوضع الراهن فى غزة والتحرك المطلوب لتخفيف معاناة أهاليها، وحذرت من أى عدوان إسرائيلى جديد على القطاع، مشيرا للأصوات التى تروج لذلك مؤخرا داخل إسرائيل.
وفضلا عن اتصالاتنا مع إسرائيل فإننى أقول مرة أخرى أن على الولايات المتحدة وباقى أطراف الرباعية الدولية أن يترجموا ما وعدوا به إلى تحرك جاد وفعال على أرض الواقع.. يقرن الوعود بالأفعال.. ويدفع بعملية السلام العادل والشامل إلى الأمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.