كشفت إحدى الوثائق السرية الأمريكية التى يواصل موقع "ويكيليكس" نشرها وبعثتها السفارة الأمريكيةبالدوحة بتاريخ 24 فبراير 2010 إلى الخارجية الأمريكية، أن لقاء عقد بين حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى والسيناتور جون كيرى، وقال بن جاسم خلال اللقاء، إن مصر لها مصلحة فى استمرار محادثات المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح لأطول فترة ممكنة. وأضاف حمد أن مصر ليست لديها نهاية للعبة، فهى لا تسعى من وراء العمل كوسيط فى المحادثات سوى لتحقيق مصلحة تجارية مع الولاياتالمتحدة، وشدد حمد على ضرورة إقصاء مصر من المفاوضات، مفجرا مفاجأة، بأن قادة حماس بالداخل والخارج مستعدون للاعتراف بحدود 1967. واعتبر بن جاسم أن "مصر تبدو مثل طبيب لديه مريض واحد"، وإذا كان هذا هو العمل الوحيد "فسيسعى الطبيب لإبقاء المريض على قيد الحياة ولكن فى المستشفى لأطول فترة ممكنة". وبحسب بن جاسم، تريد حماس على المدى القصير تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح وإعادة بناء الدمار الذى أحدثته إسرائيل فى غزة، مضيفا أن حماس لا تثق فى مصر أو فى اللجنة الرباعية، ولفت إلى أنه منذ بداية عملها كانت اللجنة الرباعية ضد حماس ومنحازة مع مصالح أبومازن ومصر والأردن. وأضاف بن جاسم: "إن فائدة مصر الوحيدة لدى الولاياتالمتحدة هى التوسط لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لذلك ليس لديها أى مصلحة فى إخراج نفسها من المباراة الوحيدة التى تلعبها" - وفقا لابن جاسم - مقللا من أهمية الدور المصرى، وأضاف: "قل لأصدقائك فى مصر إن عليهم مساعدة أنفسهم". وقال بن جاسم إن قطر علمت فى أواخر عام 2008 أن إسرائيل والولاياتالمتحدة تحتاجان إلى المصريين للتعامل مع الأزمة فى قطاع غزة، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت اشتكى لاحقا لقطر من أن مصر بلد كبير ولكن لا يمكنها التحرك بسرعة كافية. وأشار السيناتور كيرى إلى أنه كان فى القاهرة فى ذلك الوقت وكانت قطر تدعو إلى عقد قمة عربية فى ديسمبر 2008 أو يناير 2009، ورغب فى التعرف على وجهة نظر بن جاسم حول الخلاف بين قطر ومصر فى ذلك الوقت. وتشعر قطر - وفقا لابن جاسم - بالقلق حيال مصر وشعبها، الذى بدأ صبره ينفد، وتابع بن جاسم قائلا إن القاهرة تؤكد أن قناة الجزيرة هى مصدر المشاكل فى مصر. وهذا ليس عذرا، وأضاف أنه عرض على مصر وقف بث قناة الجزيرة فى مصرة لمدة عام، إذا وافقت على التوصل خلال تلك الفترة إلى تقديم تسوية دائمة للفلسطينيين، وأنه لم يتلق ردا مصريا. وفى هذا الإطار، كشفت بعض الوثائق الدبلوماسية المسربة من السفارة الأمريكية فى الدوحة، التى نشرها موقع ويكيليكس الإلكترونى، عن استخدام قطر لقناة الجزيرة كورقة مساومة لتحسين علاقاتها مع الدول الأخرى، من خلال تعديل السياسة التحريرية والتغطية الإعلامية للقناة بما يتناسب مع خدمة مصالح السياسة الخارجية القطرية. وأضافت الوثيقة أن "الجزيرة كانت تغير فى تغطيتها الإعلامية للقضايا الإقليمية والدولية، بما يتلاءم مع الدول الأخرى بما فيها الولاياتالمتحدة، كما أنها عرضت وقف انتقاداتها لهم مقابل الحصول على امتيازات كبيرة". وقال الدبلوماسيون الأمريكيون فى برقياتهم إلى واشنطن، إن المواد الإعلامية التى تنتجها القناة صارت جزءا من مناقشتهم الثنائية، خاصة بعد التأثير الإيجابى الذى أحدثته الجزيرة على العلاقات بين قطر والسعودية والأردن وسوريا وغيرها من الدول.