منذ أيام قليلة أجرى الرئيس السوري بشار الأسد حديثا مع جريدة الحياة اللندنية قال فيه إنه لا يعلم سببا للمشكلة في العلاقات المصرية السورية.. إلا أن مسئولا مصريا رفيع المستوى أدلى بتصريحات لصحيفة الشروق أكد فيها أن الأسد يعلم جيدا أسباب الجفاء. كما هي العادة في مثل هذه الأمور الشائكة.. طلب المسئول المصري من الجريدة عدم ذكر اسمه.. إلا أنه قال إن "فخامة الرئيس بشار الأسد رئيس سوريا الشقيقة يعلم تماما سبب الجفوة المصرية السورية، وهو الخيارات السياسية لسوريا. ولقد نقلنا إلى الإخوة الأصدقاء أكثر من مرة أسباب قلقنا من اختياراتهم السياسية التى نراها أقرب للأجندة الإيرانية منها للأجندة العربية". وردا على سؤال حول ما إذا كانت القاهرة بصدد توجيه دعوة للزيارة للرئيس بشار الأسد الذى صرح مرتين فى خلال شهر بأنه لم يتلق دعوة لزيارة القاهرة، قال المصدر إن "هذه الأمور هى بين الرئيسين مبارك والأسد". ولم ينف المصدر وجود ما يتعلق "بالكيمياء الشخصية" فى إطالة زمن الجفوة ولكنه قال إن الأصل فى الأمور يبقى سياسيا. المصدر المصرى قال إن ما تقوم به سوريا بدعم حماس وحزب الله فى مواجهة السلطة الفلسطينية الشرعية والدولة اللبنانية هو أمر لا يمكن لمصر أن تقره أو تتغاضى عنه، مشيرا إلى أن سوريا تصر على موقفها ومصر تصر على موقفها وأن جهود تقريب وجهات النظر لم يكن لها حظ كبير من النجاح. حرص المصدر نفسه على الإشارة إلى التعاون الاقتصادى المتزايد الذى يجمع بين مصر وبين "الأشقاء فى سوريا"، معربا عن اعتقاده بوجود رغبة متبادلة - بل نية - لدى الجانبين المصرى والسورى فى تكثيف هذا التعاون.. وكان أكثر حرصا في عدم استعمال كلمة "المصالحة بين الطرفين" باعتبار أنه لا توجد قطيعة بين البلدين. وأقر المصدر بعدم ارتياح القاهرة لدخول سوريا على خط المصالحة الفلسطينية بصورة مباشرة ومعلنة أن ذلك "يخدم أهداف تقوية حماس على حساب السلطة وهو أمر لا تقبله مصر لأن السلطة هى الكيان الشرعي"، غير أنه أردف: "إن مصر يمكن أن تعمل إذا وجدت التجاوب اللازم من حماس نحو إدخال حماس فى حكومة جديدة للوحدة الوطنية يجري العمل عليها فى إطار مصالحة ترعاها مصر".