بكلمات قاسية.. وجه سامح مكرم عبيد سكرتير عام حزب الوفد انتقادات لاذعة للسيد البدوي رئيس الحزب على طريقة إدارته لشئون الحزب.. لكن أقساها عندما وصف البدوي بأنه "الفرعون الذي طغى في الوفد". فقد قال سامح - الذي قدم استقالته من الوفد قبل فترة قصيرة - إنه يدعو قيادات الحزب وأعضاء الهيئة العليا للذهاب إلى السيد البدوي.. واستخدم الآية القرآنية التي يقول فيها الله عز وجل: "اذهب إلى فرعون إنه طغى"... في وصف قد يثير المزيد من الأزمات التي لا يحتاجها الحزب حاليا مع قرب موسم الانتخابات، ومع تفاقم أمة الدستور التي يرى كثيرون ومنهم سامح عبيد نفسه أن البدوي له دخل كبير في اشتعالها. انتقادات حفيد المناضل الوفدي الشهير مكرم عبيد للبدوي جاءت في إطار حوار مع أحد المواقع الإلكترونية وانصبت على أسباب استقالته رغم التاريخ الكبير لعائلته منذ نشأة حزب الوفد وحتى الآن. الإخوان.. سبب رئيسي وراء الاستقالة يصف سامح عبيد قرار الاستقالة بأنه "صعب وقاس" وأخذ وقتا كبيرا في التفكير قبل اتخاذه.. ويعترف أن السيد البدوي قدم إلى الحزب رئيسا بتطلعات كبيرة في التطوير كان هو واحدا ممن ساعدوه على محاولة تنفيذها.. إلا أنه - سامح - وجد تغييرا كبيرا في الأيديولوجيات الوفدية الأساسية وتحديدا في ثلاث نقاط. يرى سامح عبيد أن تصريح البدوي بأن "حزب الوفد ليس علمانيا ملحدا" يتنافى كلية مع مبادئ الحزب منذ نشأته، والتي قامت على أساس مبدأ (الدين لله والوطن للجميع) وهو أساس العلمانية.. وهو مبدأ يتنافى تماما مع مبادئ الإلحاد التي تنكر الدين بالكلية. واعتبر السكرتير العام السابق للوفد أن تنسيق البدوي مع الإخوان فيما يخص الانتخابات القادمة سبب رئيسي لتقديم استقالته حيث قال لمحمد عبد القدوس القيادي البارز بالجماعة: "احنا مش ممكن ننسق مع بعض، والغلطة التي قمنا بها في إحدى السنين لن نكررها، لأننا نختلف عنكم تماماً، فالجماعة تنادى بدولة دينية ونحن ننادي بدولة مدنية... فقال لي كيف تنادون بدولة مدنية، ورئيس حزبكم قال إن الوفد ليس حزباً علمانياً... وهنا كانت بداية الخلاف لأني شعرت بأن السيد البدوي يأخذنا إلى سكة الدولة الدينية، وإذا حزب الوفد نادى بذلك "فيبقي علينا السلام كلنا". الائتلاف الرباعي للأحزاب.. "زي قلته" يقول سامح مكرم عبيد عن نقطة الخلاف الثانية: "وأيضاً من ضمن نقاط الخلاف الأيدلوجي فكرة (الائتلاف الرباعي)، والذي وصفه السيد البدوي بأنه "زي قلته" وقال (أنا سوف أجمد الائتلاف لأن أسامة الغزالي حرب شتمني)، فكيف يريد أن يأخذ قرارا كهذا بمفرده دون الرجوع إلي الهيئة العليا". حذف شعار الحزب.. واحدة من الخطايا يقول سامح عبيد: "وأيضاً القوافل الإنسانية التي أرسلناها لغزة كانت جزءا من المشكلة، حيث تم حذف شعار الحزب (الهلال والصليب)... وعندما سألناه - البدوي - عن سبب ذلك، قال (أنا ماعرفش ومش مسئول عن كده).. وعندما ضغطنا عليه، قال (حماس جماعة متطرفة وبالتالي لا نستطيع أن نضع الهلال والصليب). وتحدث عبيد أيضا عن مجموعة من نقاط الخلاف مع البدوي منها خلافه الشديد معه حول شرائه لجريدة الدستور.. وأسلوبه الفردي في إدارة الحزب.. وكذلك تضارب مصالحه الشخصية مع مصالح الوفد.