بغداد: أكدت مصادر عراقية في النجف وبيروت صحة المعلومات التي تحدثت عن نية مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، ترك إيران والتوجه إلى لبنان بسبب الضغوط التي تمارس عليه للقبول بترشيح نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء المنتهية ولايته، لولاية ثانية . . ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر لم تكشف عنها أن "الصدر رفض كل الضغوط والمقترحات التي تقدم بها المسؤولون الإيرانيون، بما فيها المغريات السياسية والمادية من أجل موافقته على ترشيح المالكي، وأنه اليوم يخطّط جديًّا للتوجّه إلى لبنان ومن الممكن الاستقرار في بيروت"، منوّهة إلى أنّ "القرار الأول والأخير للتيار الصدري هو قرار زعيمه مقتدى الصدر". وأشارت المصادر العراقية من بيروت إلى أنّ "للصدر مكاتب وعقارات في بيروت وهي جاهزة ومهيّأة لاستقباله في أي وقت يقرّر الوصول إليها"، مشيرة إلى أنّ "نجلي شقيقه مصطفى الذي قتل مع والده وشقيقه في النجف عام 1999 يدرسان هناك في الجامعة الأميركية، كما أن ابن عمه جعفر محمد باقر الصدر، الذي تم ترشيحه من قبل التيار الصدري لرئاسة الحكومة، مقيم في بيروت". وذكرت أن مقتدى الصدر له مسكن في العاصمة اللبنانية كاشفة عن أن الصدر يتردد بين فترة وأخرى على بيروت من دون الإعلان عن زياراته إلى لبنان.واستبعدت المصادر أن يحلّ الصدر ضيفًا على زعيم حزب الله حسن نصرالله أو يقيم في جنوب لبنان كونه لا يريد أن يخضع لسيطرة جديدة بعد أن يتحرر من السيطرة الإيرانية، كما أنه لا يرتبط بعلاقات متينة مع نصرالله. يذكر أن مقتدى الصدر مقيم في مدينة قم الإيرانية منذ عام 2007 "لأغراض الدراسة الحوزوية لغرض الحصول على درجة الاجتهاد في الفقه الشيعي"، حسبما تشير مصادر عراقية في مدينة قم، منبهة إلى أن "السلطات الإيرانية التي تتولى حمايته تحافظ على سرية محل إقامته وأن عددًا محدودًا من مريديه يلتقون به". ويقيم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الآن في إيران، وهو الأمر الذي طالما أثار مخاوف بعض السياسيين من أن يتعرض للضغوط، وهو على ما يبدو، ما دفع عضو الائتلاف الوطني العراقي، بهاء الأعرجي، القيادي في التيار الصدري، للاعلان قبل عدّة ايام أنّ "السيد مقتدى الصدر لا يتّخذ أي قرار بتأثير خارجي، كما لا تملى عليه أيّ مقترحات من الخارج، سواء كانت من إيران أو من غيرها". وأشار الأعرجي إلى أن "السيد الصدر أوكل إلى الهيئة السياسية للتيار الصدري، والوفد المفاوض في التيار، الأمور السياسية ومسألة تشكيل الحكومة، وهو لا يلتقي بأيّ شخصيات، سواء كانت إيرانية أو عراقية، من أجل تشكيل الحكومة". وتشير التقارير انه تتمّ في العاصمة الايرانية طهران حاليًّا مباحثات خاصّة وسرية لإنهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كما تتحدث مصادر عن دخول روسيا على خط المفاوضات لتقريب وجهات النظر وإنهاء قضية تشكيل الحكومة العراقية.