أعلن الجيش الأمريكي أمس أن عدد جنوده في العراق أصبح أقل من خمسين ألفا، وذلك بعد انتهاء العمليات القتالية للقوات الأمريكية في بغداد. وقال الجيش في بيان إنه «اليوم وطبقا لتوجيهات الرئيس أوباما انخفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلي ما دون خمسين ألف جندي». علي صعيد آخر، أكدت مصادر عراقية في النجف صحة المعلومات التي تحدثت عن نية زعيم التيار الصدري، مقتدي الصدر ترك إيران والاستقرار في لبنان، بسبب الضغوط الإيرانية للقبول بترشيح نوري المالكي لولاية ثانية في رئاسة الوزراء. وأشارت المصادر إلي أن الصدر «يفضل العودة إلي العراق والاستقرار في مدينته النجف الأشرف، والعودة إلي الجلوس في «البراني» وهو بمثابة مكتبه الذي يستقبل في ضيوفه وأتباعه، لكن الظروف في العراق غير مناسبة حاليا لهذه العودة. وكشفت المصادر عن محاولات ومراسلات تمت من قبل المالكي مع الصدر، تدخلت فيها وساطات إيرانية وعراقية من أجل تصفية الأجواء بينهما، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. إلي ذلك يستأنف طرفا «التحالف الوطني» في العراق مفاوضاتهما لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء خلال الأيام المقبلة. بدورها أعلنت «القائمة العراقية» برئاسة إياد علاوي توقف مفاوضاتها مجددا مع باقي الكتل «بسبب تصلب المواقف»، وأكدت تعرضها لضغوط أمريكية لمنع تحالفها مع «التيار الصدري» وبحث رئيس الوزراء نوري المالكي أمس مع وفد من الكونجرس الأمريكي ترتيبات تشكيل الحكومة. ونقل بيان عن المالكي قوله «نريد تعميق العلاقات ضمن اتفاق الإطار الاستراتيجي ولدينا الرغبة في تطوير العلاقات في الجوانب الاقتصادية والزراعية والتجارية والعلمية». وتابع إن «الحكومة ستتشكل والأمور بدأت تتضح باتجاه تشكيلها وأن المهم أن يكون التشكيل مبنيا علي أسس صحيحة». من جانبه أكد رئيس القائمة العراقية أياد علاوي ضرورة قيام حكومة شراكة وطنية في العراق محملا ائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه المالكي مسئولية الأزمة الحالية. وقال علاوي- الذي يشارك في اجتماعات مجلس العلاقات العربية والدولية في الكويت حاليا في تصريح له أمس إنه ليس هناك انسحاب أمريكي من العراق بل خفض لعدد القوات مشيرا إلي وجود تخبط في السياسة الأمريكية إزاء العراق ناجم عن تراكم الأخطاء منذ عام 2003 .