يبدو أن العلاقة بين النادي الأهلي ومؤسسة الأهرام القومية علاقة أزلية وردية تغلفها أواصر الحب والمودة وتبادل المصالح ..علاقة توأمة خاصة لايفهم طبيعتها أمثالي من الذين تلطخهم انتماءات أخرى غير اللون الأحمر .. فأنا إن لم أكن معك في خندق واحد.. إذن أنا إنسان مغرض يحركه هوى الحقد والغيرة والدونية .. وهي طبيعة الحراك الرياضي في مصر الآن .. فالنقد الرياضي أصبح مثل " القرد " يجيد الرقص على كل الأغصان دون حياء أو خجل. وما استفزني للكتابة والتعليق هو الخبر الذي تناولته صحيفة الدستور يوم السبت الموافق الثالث من يوليو الجاري وجاء فيه أن الكابتن حسن حمدي رئيس النادي الاهلي الذي تمكن بفضل عبقريته الادارية وحنكته المعروفة عنه من ابرام صفقة غير مفهومة استثماريا في محاولة لإنقاذ قناة الأهلي من عثرتها المالية وذلك بشراء الحقوق الاعلانية للقناة في العام المقبل لقاء 20 مليون جنيه رغم أن مردود القناة في العام الماضي لم يتجاوز الخمسة ملايين جنيه وهو ما يتزامن مع الأزمة المالية الخانقة التى يمر بها النادي في الوقت الحالي ؟!!. نعم النادي الاهلي يمر بأزمة مالية طاحنة رغم تعاقده بالملايين مع جدو الاتحاد السكندري وعبد الحميد شبانة لاعب المحلة وابو السعود حارس المنصورة وحمزة نجم الزمالك السابق .. وهي الازمة التى دفعت النادي الى تأجيل منح اللاعبين مكافأة الفوز بلقب بطولة الدوري بالاضافة الى عدم حصول بعض اللاعبين على باقي مستحقاتهم المالية ... السؤال اذن .. هل هناك علاقة بين الازمة المالية ومحاولة انعاش خزينة النادي ببيع الحقوق الاعلانية للقناة التى يقال إن خسائرها بلغت 65 مليون جنيه وذلك على لسان الصحفي أبو المعاطي زكي في برنامج " هنا القاهرة " مع الكابتن مصطفى يونس. لم تأت استقالة او إقالة الصحفي خالد توحيد " الذي أصبح الان كارتا محروقا " من فراغ فالقناة محلك سر .. لم تقدم اي جديد منذ انطلاقها عام 2009 رغم الأرقام الفلكية التى حاولت قرود الصحافة ترويجها للتأثير جماهيريا على نجاح القناة . والمثير في الأمر حسب الصحيفة أن الحقوق الاعلانية للقناة كانت مطروحة في مزايدة علانية .. وأكدت الوكالات الاخرى المنافسة أنها لم ترصد هذا المبلغ الكبير لشراء الحقوق نظرا لتواضع المنتج الذي تقدمه القناة التى فشلت في اجتذاب جزء كبير من جماهير النادي العريضة .. حيث إن المتابعين للقناة اقل بكثير من المتابعين للقنوات الرياضية الاخري " دريم ومودرن سبورت " .. وهو ما يمثل اهداراً للمال العام يجب انه تحقق فيه الجهات المختصة . وهذه الصفقة التى أبرمها الخصم والحكم " البائع والمشتري " على اعتبار ان حسن حمدي هو رئيس وكالة الاهرام للدعاية والاعلان وفي نفس الوقت رئيس النادي الاهلي هي امتداد للصفقة الكبرى التى عقدها مطلع الموسم الماضي لشراء قميص النادي الاهلي مقابل 76 مليون جنيه وهو ثلاثة أضعاف المقابل المادي الذي عرضته الوكالة لشراء نفس القميص في موسم 2008 .. رغم ان النادي الاهلي وقتها كان ايضا يحقق البطولات ويشارك في بطولة كأس العالم للأندية .. ويمثل هذا المبلغ 3 أضعاف ما حصل عليه غريمه التقليدي الزمالك وثمانية أضعاف ما يحصل عليه قميص المنتخب المصري الذي حقق الفوز بثلاثة دورات أمم افريقية ... وربط بعض المراقبين هذه الصفقة الضخمة وقتها برغبة حسن حمدي في النجاح في الانتخابات والاستمرار في سدة الحكم بالنادي الاهلي من خلال اموال الاهرام بعد ان تأثرت حملته الانتخابية بتراجع ايرادات النادي وخلافه الحاد مع ياسين منصور الممول الرئيسى السابق لصفقات النادي الاهلي إضافة الى الخلل الواضح في العديد من الصفقات التى عقدها النادي ابان تولى البرتغالي مانويل خوزيه قيادة فريق الكرة مثل احمد حسن "دروجبا" - حسين ياسر المحمدي - حسين على - عطية البلقاسي والكثير من اللاعبين الذين كلفوا النادي اموالا طائلة وتم الاستغناء عنهم بتراب الفلوس. ولا يخفي على أحد الدور الذي تقوم به "عزبة الاهرام " في التعاقدات الجديدة مع اللاعبين على شكل هبات اعلانية يسيل لها اللعاب تمنح للاعب وتستميله بقوة نحو النادي الاحمر حتى لو كان متعاقداً رسميا مع كوكب " المريخ " ويخرج بعدها اللاعب يتغنى بالنادي الاهلي مؤكدا انه ولد مرتديا القميص الاحمر .. ولا يفضل اللعب لناد غيره " اللأفلام اللي كلنا عارفينها " ورغم ان المحكمة برأت ساحة رئيس النادي الاهلي في القضية التى رفعها ضده النائب مصطفى بكري والتى تتعلق بوجود فساد مالي في الاهرام بالتعاون مع الهارب بأموال الدولة ايهاب طلعت صاحب الشركة المصرية للوسائل الاعلانية والممول الرئيسي للصفقات المدوية في الاهلي " ابو تريكة وبركات وحسن مصطفى وعماد النحاس " ... تظل العلاقة بين الاهرام والنادي الاهلي منطقة محظورة.. تتغافل عنها أقلام الصحفيين والجهات الرقابية .