وفي حين أدلى المندوب الأمريكي بكلمة مقتضبة، اكتفى بالدعوة خلالها إلى "وقف التحريض" و"تخفيف" الحصار على غزة، دافع المندوب الإسرائيلي عن تصرفات بلاده، معتبرا أن الطوق المضروب على القطاع "يحظى باعتراف دولي،" وشدد على أن لتل أبيب حق التصدي للأسطول في المياه الدولية بحجة أن بين الناشطين عناصر مرتبطة بنشاطات "جهادية" وأخرى على صلة بتنظيم القاعدة، واضعاً قتل الناشطين في سياق "الدفاع عن النفس." و أثار العدوان الاسرائيلى علي قافلة المساعدات وقتلها 20 من نشطاء السلام علي متنها ردود فعل غاضبة ومستنكرة في كافة انحاء العالم، فقد استدعت خارجية كل من تركيا والسويد وإسبانيا السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على سفن الأسطول. ففي ستوكهولم، تم استدعاء السفير الإسرائيلي لدى السويد إلى مقر وزارة الخارجية، علماً بأن 11 شخصاً من ركاب إحدى السفن الست المشاركة في الأسطول هم مواطنون سويديون، بينهم عضو في البرلمان السويدي. وقالت متحدثة باسم الخارجية السويدية في تصريح إن الوزارة دعت السفير الاسرائيلى إلى لقاء حول الحادث، موضحة أنها لا تستطيع تقديم مزيد من التوضيحات في الوقت الحالي بشأن هذا الاجتماع. وفي بروكسل أعربت وزيرة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون، عن أسفها العميق إزاء سقوط قتلى في عملية الاستيلاء الإسرائيلية على السفن الست، وطالبت بإجراء تحقيق وافي فى ملابسات هذه العملية والسماح فورا بنقل الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة. أما فرنسا فقالت إن لا شيء يبرر اللجوء إلى كل هذا العنف. وفي بريطانيا قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تحاول الحصول على مزيد من المعلومات حول العملية الإسرائيلية ضد أسطول الحرية. وفي اليونان استدعت وزارة الخارجية السفير الإسرائيلي لديها، وأعلنت عقب لقائه تأجيل زيارة قائد القوات الإسرائيلية المشتركة إلى اليونان، والغاء مشاركتها في مناورات عسكرية الجانب الاسرائيلى. وفي تلك الأثناء، انتقد وزير الخارجية البلجيكي، ستيفن فانيكر، الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" التضامني المتجه إلى قطاع غزة. وفي الوقت ذاته، استدعت الخارجية الدنماركية السفير الإسرائيلي لديها. ادانة واستنكار عربي. عربياً، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة الثلاثاء "للنظر في الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل وسقوط العديد من القتلى والجرحى من المشاركين في قافلة "أسطول الحرية." وأدانت جامعة الدول العربية في بيان لها بشدة "العمل الإرهابي الذي اقترفته قوات الاحتلال الإسرائيلي والذي يؤكد بكل جلاء الطبيعة العدوانية لإسرائيل واستخفافها بكل القواعد والقوانين الإنسانية والدولية." ومن جانبه أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي، أن الجامعة العربية ستتخذ "الموقف العربي الواجب اتخاذه لمواجهة العدوان الإسرائيلي عقب الجريمة الشنعاء التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي." وفي رام الله، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، المجتمع الدولي إلى "إدانة الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق المتضامنين على متن أسطول الحرية، والتحرك الفعال لرفع الحصار عن قطاع غزة." وفي مصر استدعت وزارة الخارجية الخارجية السفير الاسرائيلي اسحاق ليفانون في أعقاب عملية الاستيلاء على السفن، واستنكر المتحدث باسم الخارجية المصرية العملية الإسرائيلية. في عمان، استدعت وزارة الخارجية الأردنية القائم بالأعمال الإسرائيلية وأبلغته احتجاجها، وأدان "الجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية فجر الاثنين باقتحام قافلة الحرية الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة" والتي كانت تحمل مساعدات إنسانية وطبية إلى أهل القطاع المحاصر من قبل إسرائيل. كما ادان الرئيس مبارك العملية الاسرائيلية التي ادت الي سقوط ضحايا ابرياء.، داعيا الفلسطينيين الي اللجوء الي المصالحة الوطنية لانهاء الحصار علي غزة. وفي الإمارات، أدانت الخارجية الإماراتية الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته ب"الاعتداء الإجرامي وغير الإنساني الذي ارتكبته إسرائيل ضد قافلة الإغاثة الإنسانية" مشيرة إلى أنه يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي. اسرائيل تحذر رعاياها من السفر الي تركيا. ورداً على التطورات المصاحبة لاستيلاء الجيش الإسرائيلي على سفن "أسطول حرية"، أصدر مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلي تحذيراً للإسرائيليين من مغبة السفر إلى تركيا، طالباً ممن ينوون السفر إليها تأجيل خططهم بهذا الشأن. كما دعا الإسرائيليين الموجودين في تركيا حالياً البقاء في أماكنهم وتجنب الظهور العلني في مراكز المدن. مظاهرات غاضبة. شهدت العديد من دول العالم مظاهرات غاضبة ومنددة بالبلطجة الاسرائيلية وبعدوانها الوحشي علي مدنيين ابرياء وعزل يحملون مساعدات انسانية لشعب محاصر. ففي غزة توافد الاف الفلسطينيين بينهم مئات النساء والصبية الى المرفأ في تظاهرات دعت اليها حركتا حماس والجهاد الاسلامي. وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تندد بالهجوم الاسرائيلي وتدعو الى الثأر. وفي خان يونس في جنوب قطاع غزة نظمت هيئة العمل الوطني التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تظاهرة مماثلة توجهت الى مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر دعا خلالها المشاركون الى "انقاذ" افراد قافلة السفن. وسادت اجواء الحداد كافة الاراضي الفلسطينية فيما تمت الدعوة الثلاثاء الى اضراب شامل بما في ذلك الجامعات والمدارس التي تخوض امتحانات نهاية العام الدراسي الحالي. وفي القدسالمحتلة عم اضراب شامل المدينةالقدس احتجاجا على مهاجمة "اسطول الحرية". وقد اغلقت المحال التجارية ابوابها وبدت القدسالشرقية مثل مدينة الاشباح. وفي الناصرة، شارك مئات في تظاهرة عفوية جرت للتنديد بالهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية الذي كان يحاول كسر الحصار على غزة، حسبما افاد شهود عيان. وشارك قيادات واعضاء كنيست عرب ورئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي في التظاهرة التي انطلقت التظاهرة في منطقة العين في المدينة. وتظاهر انصار التيار الصدري في بغداد بدعوة من الزعيم الشيعي رجل الدين مقتدى الصدر للتنديد باسرائيل وحدادا على "شهداء قافلة غزة". وتجمع المتظاهرون امام فندق بابل في الجادرية، وسط بغداد، حاملين اعلاما عراقية وفلسطينية وهتف بعضهم "كلا كلا اسرائيل". وشارك عدد من النواب المنتخبين في التجمع بالاضافة الى عدد من شيوخ العشائر ورجال الدين. كما تظاهر الاف الفلسطينيين واللبنانيين في بيروت ومناطق اخرى من لبنان احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على قافلة السفن المتجهة الى غزة والمحملة بالمساعدات والناشطين المؤيدين للفلسطينيين. وتجمع مئات الاشخاص قرب مقر الاممالمتحدة في وسط بيروت حاملين الاعلام الفلسطينية والتركية، ومنددين "بالاجرام الاسرائيلي". وفي القاهرة قامت العديد من القوي السياسة بمظاهرة امام مقر وزارة الخارجية وامام نقابة الصحفيين طالبت بطرد السفير الاسرائيلي من مصر. وندد المتظاهرون بالتواطؤ العربي للانظمة العربية مع الدولة العبرية. ونظمت مظاهرات في عدد من المدن السورية وتجمع مسؤولون امام السفارة التركية في دمشق لاظهار التضامن مع تركيا التي كان عدد من مواطنيها بين أفراد قافلة السفن. واصدر لبنان وسوريا بيانا مشتركا في اعقاب اجتماع بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري في دمشق ادانا فيه "الاعتداء الهمجي على المدنيين العزل". المصدر وكالات الانباء