عطّل الوفد الأمريكي بمجلس الأمن الدولي قراراً لإدانة الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول "الحرية" في المياه الدولية والذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. وقال مراسل "الجزيرة": "إن الولاياتالمتحدة عطلت مشروع البيان الرئاسي الذي تقدمت به تركيا بدعم عربي إلى مجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلي ورفضت إدانة إسرائيل، وعطلت مطالبة البيان بتحقيق مستقل في الهجوم خلال ثلاثين يوما". وكانت تركيا قد وافقت على تخفيف لغة البيان ليكتفي بالإعراب عن الأسف للأرواح التي فقدت خلال الهجوم الإسرائيلي، كما تخلت عن مطالبة الأممالمتحدة بالتحقيق في الحادث. وفي وقت سابق أجمعت بيانات أصدرها أعضاء المجلس قبل الجلسة على إدانة الهجوم الإسرائيلي والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة. وقد كانت الجلسة مفتوحة لمدة ساعة ونصف، ثم أغلقت لمناقشة مشروع البيان. ووصف مندوب مصر لدى الأممالمتحدة ماجد عبد الفتاح الذي كان يتحدث باسم حركة عدم الانحياز التي ترأسها بلاده، الهجوم الإسرائيلي بأنه "غير مبرر" وأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي". وطالب المندوب المصري في تصريح للصحفيين بنيويورك، إسرائيل بالإفراج فورا عن الركاب الذين كانوا على متن الأسطول والمحتجزين لديها وتعيدهم إلى أوطانهم، كما دعا إلى إجراء تحقيق "مستقل ونزيه" في الهجوم الإسرائيلي. من جهته, عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أسفه العميق لسقوط قتلى في الهجوم. وقال البيت الأبيض في بيان مقتضب: "إن أوباما عبر لنتنياهو عن ضرورة معرفة كل الحقائق والمعلومات عن هذا الهجوم في أقرب وقت ممكن". وزعم بيان صادر عن مكتب وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي إيهود باراك أن "الهجوم الإسرائيلي على سفن الأسطول -والذي تم في المياه الدولية- ليس فيه أي خرق للقانون الدولي والقوانين البحرية". واتهم البيان المتضامنين على متن إحدى سفن الأسطول بأنهم هاجموا الجنود الإسرائيليين بكل ما كانوا يملكون من أدوات وجرحوا بعضهم، وقال إن الجنود دافعوا عن أنفسهم. وبدوره قال نتنياهو إن الجنود الإسرائيليين صعدوا إلى إحدى السفن من أجل التأكد من خلوها من السلاح، لكن ناشطين هاجموهم بالسكاكين والهري، حسب زعمه. وتابع "لقد ضربوهم وطعنوهم، وهناك تقرير حتى عن استخدام سلاح ناري". وفي وقت سابق من يوم أمس وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية بأنه "إرهاب دولة"، وأكد وقوف بلاده إلى جانب المحاصرين في قطاع غزة. وقال أردوغان في اتصال هاتفي مع قناة التركية العربية من تشيلي التي كان في زيارة رسمية لها قبل أن يقطعها ويعود إلى بلاده،: "إن القضية تدار من داخل تركيا أولا بأول، وإن هناك سلسلة من الاتصالات تجري بين أنقرة وعدد من الدول، بما فيها اتصال جرى مع الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس". ورفض أردوغان المبررات التي سوغت بها إسرائيل مهاجمة قواتها لسفن الأسطول، وقال "أريد أن أقول للعالم ولرؤساء الدول والحكومات إن هذه السفن التي انطلقت من تركيا ومن دول أخرى تم تفتيشها بطريقة صحيحة وفقا لقوانين الملاحة الدولية، وقد كانت محملة بمساعدات إنسانية فقط، ولم يكن على متنها سوى متطوعين مدنيين". وقد لقي الهجوم الإسرائيلي تنديدا دوليا واسعا، حيث دعت المفوضة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إسرائيل إلى إجراء تحقيق كامل في القضية، كما عقد سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد اجتماعا طارئا لبحث الموقف.