ارتكبت إسرائيل أمس مجزرة جديدة أسفرت عن مقتل20 شخصا وإصابة50 من المشاركين في أسطول الحرية التي كانت متجهة لكسر الحصار علي قطاع غزة. وفيما نددت عواصم العالم بالاعتداء الإسرائيلي الوحشي علي قافلة المساعدات الأوروبية وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا لبحث تداعيات الأزمة, عم الاضراب الشامل مدينة القدس وتظاهر الآلاف في غزة احتجاجا علي الجريمة الإسرائيلية,و قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قطع زيارته لكندا والعودة إلي بلاده.. معلنا دعمه القوي للجيش الإسرائيلي الذي ارتكب الجريمة التي كان لها وقع الصدمة في العالم. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا أمس لبحث التطورات في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي علي اسطول الحرية الذي كان متجها الي قطاع غزة, وفق ما افاد دبلوماسي غربي. واوضح هذا الدبلوماسي ان الجلسة سيتخللها نقاش علني. وكانت السلطة الفلسطينية قد دعت إلي عقد اجتماع طاريء لمجلس الأمن الدولي, وذلك لبحث الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف سفن أسطول الحرية صباح أمس, وتسبب في مقتل نحو20 متضامنا, ومحاسبة إسرائيل علي هذه الجريمة وقال غسان الخطيب الناطق باسم الحكومة الفلسطينية- في تصريح خاص لراديو سوا الأمريكي- إن السلطة الفلسطينية اتصلت بالقيادة اللبنانية بصفة لبنان الرئيس الحالي لمجلس الأمن.. مضيفا أن لبنان وافقت علي إجراء الاتصالات اللازمة مع أعضاء مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة بشأن هذه الجريمة الإسرائيلية. وتابع الخطيب أن السلطة الفلسطينية اتخذت مجموعة من الإجراءات وأجرت عدة اتصالات بهدف حشد أكبر قدر من الإدانة الدولية لذلك الحادث, إضافة إلي إعلان الحداد العام في فلسطين. في المقابل قرر نتانياهو قطع زيارته الخارجية والعودة علي الفور إلي إسرائيل. وأعرب نتانياهو عن دعمه للاعمال العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد اسطول الحرية الذي يبحر لفك حصار غزة. ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية في موقعها علي شبكة الانترنت عن مكتب رئيس الوزراء ان نتانياهو اجري محادثة هاتفية من كندا مع كبار المسئولين الدبلوماسيين والأمنيين الإسرائيليين, وأعرب لهم عن دعمه الكامل للأعمال العسكرية. وقد تلقي الرئيس التركي عبد الله جول اتصالا هاتفيا من الرئيس أبو مازن تركز حول الهجوم الإسرائيلي علي قافلة المساعدات الإنسانية' أسطول الحرية لغزة. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية التركية أن أبومازن قدم تعازيه للرئيس جول في ضحايا الهجوم الإسرائيلي, واصفا ما قامت به إسرائيل بأنه قرصنة دولية. وأضاف البيان أن أبومازن عبر عن شكره العميق لتركيا لمساعدتها الشعب الفلسطيني. علي صعيد ردود الافعال الدولية قالت الولاياتالمتحدة إنها تشعر بأسف بالغ لسقوط قتلي ومصابين نتيجة اقتحام قوات كوماندوز إسرائيلية سفن مساعدات كانت متجهة لقطاع غزة مما أسفر عن سقوط قتلي وجرحي. وقال وليام بيرتون المتحدث باسم البيت الأبيض: تشعر الولاياتالمتحدة بأسف بالغ نتيجة الخسارة في الأرواح والإصابات التي وقعت وتعمل حاليا لمعرفة الملابسات المحيطة بهذه المأساة. وعبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن اسفه للخسائر البشرية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي علي الاسطول الدولي الذي كان متوجها إلي غزة ودعا إسرائيل إلي التصرف بما فيه احترام التزاماتها الدولية. وأدانت إسبانيا رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي الاعتداء الإسرائيلي علي أسطول الحرية, الذي ضم ست سفن محملة بالمساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة. ووصف رئيس الحكومة الإسبانية خوزيه لويس ثاباتيرو هذا الاعتداء الذي جري في المياه الدولية بالقرب من قطاع غزة بأنه أمر خطير ومثير للقلق. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كمبالا عن صدمته حيال الهجوم الإسرائيلي علي اسطول الحرية المتوجه إلي قطاع غزة وأدان أعمال العنف. وفي تطور آخر, عقد سفراء الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعا استثنائيا أمس في بروكسل اثر مهاجمة الجيش الإسرائيلي اسطول المساعدة الدولية. وقال الناطق باسم الهيئة التنفيذية في الاتحاد جون كلانسي ان سفراء الاتحاد الأوروبي نظموا اجتماعا خاصا في بروكسل. واضاف ان رؤساء بعثات الدول الأعضاء في بروكسل يواصلون النقاش مع السلطات الإسرائيلية. ودعت سوريا إلي عقد اجتماع فوري لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي علي اسطول الحرية, بحسب وكالة الأنباء الرسمية( سانا). وافادت الوكالة بأن سوريا تقدمت عبر مندوبها الدائم لدي الجامعة العربية يوسف أحمد بمذكرة رسمية للجامعة العربية تدعو إلي اجتماع فوري لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي علي أسطول الحرية المتجه الي قطاع غزة. وندد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالعمل الاجرامي والمجزرة التي أضافتها إسرائيل أمس إلي سجل إجرامها وارهابها المنظم, بعدما هاجمت قافلة السفن المتجهة إلي غزة لكسر الحصار عن القطاع. وأكد سليمان, في بيان له أذاعه مكتب اعلام الرئاسة اللبنانية, أن اقتحام سفينة تضم متطوعين من بينهم لبنانيون وتحمل مواد إنسانية وأغذية لشعب محاصر جريمة ضد الإنسانية ولا يقره عقل أو منطق أو ضمير وهو ما تضرب به إسرائيل منذ قيامها عرض الحائط ولا تقيم أي اعتبار أو احترام للحاجات الإنسانية. وعبر الفاتيكان عن تالمه وقلقه إثر الهجوم العسكري الإسرائيلي علي أسطول دولي مؤيد للفلسطينيين كان يحاول الوصول الي غزة لكسر الحصار عليها, كما أعلن الناطق باسمه الاب فيديريكو لومباردي لوكالة فرانس برس. وقال لومباردي انه عمل مؤلم جدا لا سيما بسبب خسارة غير مجدية للارواح. الفاتيكان يتابع الوضع بكثير من الانتباه والقلق.