صواريخ سكود، التي يبلغ مداها 430 ميلاً، توشك أن تقلب التوازن العسكري في الشرق الأوسط ما بين إسرائيل وجيرانها العرب، لذلك جاء التهديد الأمريكي للبنان قويا وشديد اللهجة علي لسان وزيرة خارجيتها. فالبيت الأبيض، كعادته، يسارع إلي اتخاذ الإجراءات التي تكفل وتضمن أمن إسرائيل. فقد توعد لبنان بخطر كبير إذا صحت الأخبار التي تناولتها وكالت الأنباء عن قيام سوريا بإمداد "حزب الله" بصواريخ سكود طويلة المدى. وفي هذا الشأن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اتهم سوريا بنقل صورايخ سكود طويلة المدى إلى حزب الله اللبناني، مؤكداً بذلك الشائعات التى ظهرت في الأسابيع الأخيرة في المنطقة، ولكن سوريا نفت هذا الاتهام، واصفة إياه بمحاولة من إسرائيل لصرف الانتباه عن سياساتها المتبعة في الأراضي الفلسطينية. وتقول الصحيفة أن نقل صواريخ سكود، التى يبلغ مداها 430 ميلاً، من شأنه قلب التوازن العسكرى فى المنطقة، خاصة أن حزب الله، الجماعة التي خاضت حرباً مع إسرائيل عام 2006، كان قادرا على ضرب مدن وقرى تقع في عمق إسرائيل. وقد كانت صحيفة " الرأي" الكويتية قد مهدت لهذه الأزمة عندما ذكرت أن أسباب التوتر الذي ساد مؤخراً، كان عبارة عن رسائل تحذير إسرائيلية بعد ورود معلومات استخباراتية حول عزم سوريا تزويد حزب الله بصواريخ سكود طويلة المدى، وأن إسرائيل هدَّدت بقصف أهداف في سوريا ولبنان في حال تمَّ تمرير هذه الصواريخ، لكن السوريين قاموا فعلياً بنقلها ما دفع إسرائيل للتوجّه بالشكوى إلى الإدارة الأميركية. ويبدو أن التهديد الأمريكي شديد اللهجة ل"بيروت" كان وليد المخاوف الإسرائيلية من استعدادات حزب الله المكثفة، ربما، لشن حرب جديدة تخشاها تل أبيب بعد تجربتها المريرة مع الحزب في 2006.