الشهيد محمد حسن البنا رمز الشهامة وخدمة الناس من شهداء الدقهلية فى مجزرة عربة الترحيلات لسجن أبو زعبل السبت 17 أغسطس 2013م الدقهلية. الشهيد محمد حسن السيد أحمد حسن ، قرية ميت النحال مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، مواليد 25 يونيو 1990م، خريج كلية اللغة العربية جامعة الأزهر فرع المنصورة عام 2011م، وله خمسة أشقاء: محمود وأحمد وعبد الله ومنى وإسلام ، ووالده يعمل في شركة كهرباء. توفيت والدته وهو طفل وعمره 11 عام وتعلم منها مكارم الأخلاق وحسن معاملة الناس، كما اتسم محمد منذ صغره ببشاشة الوجه والتبسم والتودد لكل الناس، فضلا عن بره لوالديه وصلته القوية لرحمه، فكان دائم التردد والزيارة في كل الظروف المختلفة، ووصفه أقرانه بالرجولة والجدية في كل شئونه. تعرف على جماعة الإخوان المسلمين والتحق بصفوفهم فعليا وعمره 15 عاما، وتفجرت بداخله كوامن الخير والدعوة والحركة ونفع الناس وأداء واجبه نحو دينه ووطنه وإرشاد الناس للخير. فكان محمد أحد أبرز أعضاء الحركة الطلابية ومن نشطاء طلاب الإخوان في المعهد الأزهري الثانوي وكذلك في الجامعة. أسس مع آخرين حملة "شباب الخير" بقريته ، كما شارك في تنظيم حملات النظافة والتجميل والقوافل الطبية والدعوية والأسواق الخيرية، وهو القائم على أعمال لجنة الزكاة بالقرية. اشتغل محمد بتربية النشئ وتعليم الأشبال وبرز دوره في هذا الملف وشارك في تنظيم المخيمات والرحلات والدوريات الرياضية، وترك بصمة فى أشبال القرية وأحبوه وتأثروا به وبتوجيهاته. ومحمد هو أحد شباب مصر الوطني المسلم الذي خرج وانتفض في جميع الفعاليات الثورية والسياسية لنصرة الحق ولرفع راية الإسلام والهوية الاسلامية ودعم الفكرة الاسلامية ورموزها ومرشحيها في الانتخابات المختلفة. شارك فى ثورة يناير وتظاهر في المنصورةوالقاهرة واعتصم بميدان التحرير وميدان رابعة العدوية. وتميز محمد بنشاط في المجال الاعلامي فكان من الداعين لإنشاء صفحة للقرية على الفيس بوك وكان عضواً مسئولا في اللجنة الاعلامية للقرية. استشهاده نزل محمد أجازة من الجيش –حيث كان مجنداً للخدمة العسكرية- واعتصم بميدان رابعة العدوية من يوم عيد الفطر وظل كذلك حتى اعتقاله يوم مذبحة فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013م. وحين بدأت عمليات إطلاق النار على المعتصمين ، اتجه محمد لتصوير القناصة على مبنى المخابرات والتقط صوراً للداخلية من ناحية "طيبة مول" ، ثم اختفى وانقطع الاتصال به منذ العاشرة صباحا. وفى صباح اليوم التالي الخميس ، اتصل محمد بوالده وأخبره بأنه محتجز في إستاد القاهرة، ثم نقل إلى قسم شرطة مصر الجديدة وعرض على النيابة يوم السبت، وصدر قرار بحبسه 15 يوما ونقله إلى سجن أبو زعبل. وفى عربة الترحيلات، أدخلت الشرطة المعتقلين بأعداد كبيرة تكدست بهم سيارة الترحيلات ، وعذبتهم بطول الانتظار داخل السيارة لحوالى 8 ساعات تحت حرارة الشمس الحارقة كما روى أحد الناجين، وراحوا يصرخون في وجوه الأمن من شباك السيارة، فارتكبت الشرطة جريمة وفاجعة إنسانية بإلقاء قنابل غاز خانقة وحارقة داخل السيارة ثم أغلقت عليهم الباب، فأدت هذه الجريمة لقتل جماعي واستشهاد العشرات ومن بينهم الشهيد محمد حسن البنا في 18 أغسطس 2013م، وارتقى إلى الله شهيدا فائزا بخلد الجنة ونعيمها، وتبقى دماءه لعنة على المجرمين الذين لن يفلتوا من عقاب الله. وخرجت القرية في جنازة مهيبة للشهيد محمد ورفيقه في نفس المجزرة على مهنى ، وسط حالة اختلطت فيها أصوات الغضب والصراخ والحزن مع زغاريد النساء وتهنئة أهالى الشهيدين بالفوز وتحقيق أمنيتهما الموت في سبيل الله ورفعة الوطن ومناصرة الحق والوقوف أمام الظالم. وتلقى الأب المكلوم نبأ استشهاد ابنه صابرا محتسبا، ثم توضأ وصلى ركعتين وقال لأولاده "لا تبكوا واحتسبوا أخيكم شهيدا" ، وأمسك مصحفه وراح يجلس حيث كان يجلس ولده ويقرأ كتاب الله. تقول منى أخت الشهيد: لقد أثرت في كل من حولك ، وغيرت الكثير بضحكتك ، كنت تضحك وقت الضيق وتبتسم. ويقول أحمد شاهين: لم أبك على أحد لا أعرفه مثلما ذرفت دموعي على محمد حسن البنا ، وجدته شابا ملتزما، خفيف الظل، متحمسا. وكتب بلال من غزة بفلسطين: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره بقلب يعتصر ألما ويبكي دما، أستقبل خبر استشهاد أخي الحبيب المجاهد ابن جماعة الإخوان المسلمين في قاهرة المعز محمد حسن البنا، ويقول عبد العزيز أبو كحلة: عرفت عن محمد حسن الخلق وخفة دمه وقبوله عند كل الأصدقاء. ويقول محمد سمير: محمد كان معي فى مركز التدريب فى الجيش وأشهد قدام ربنا إن عمرى ما شفت منه حاجة وحشة وإنه فى قمة الأدب والاحترام. يقول أحد رفقائه: تعلمت من الشهيد كيف أكون بارا بوالدى فكان الشهيد برا بوالدته حتى بعد وفاتها ويذكرها فى دعائه، تعلمت منه كيف أبتسم حتى فى وجه من يخالفنى ، تعلمت منه كيف يرتبط العبد بربه ، تعلمت منه كيف أؤمن بهدفي وقضيتي وأعيش حياتى لتحقيق هذا الهدف والدفاع عن قضيتىي ، تعلمت كيف أساعد غيرى وأبر الفقراء ، إنه الشهيد صاحب الوجه البرئ المبتسم دائما الشهيد محمد حسن البنا. وكتب محمد صلاح: "محمد حسن البنا اسم شهيد جديد في الدنيا عاش يتمنا في الجنة يبقى الشهيد في رابعة صمنا سوى وجاهدنا نفس وهوى وعطشنا كان يرتوى بعرس ومولود جديد طول عمره بايع دنيته وللجنة كانت خطوته ولأخته كانت كلمته هتكوني أخت الشهيد شال مصحفه وياه وللحق سدد خطاه وماخافش ظلم الطغاه علشان يبقى الشهيد الي قتله هيشهد في النار عذاب أكيد وبإذن الله محمد في الجنة يبقى الشهيد".