انتقد برنامج الحريات الأكاديمية والحقوق الطلابية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير الانتهاكات التي شهدتها الجامعات المصرية، خلال الفترة من 9 إلى 14 نوفمبر الجاري، مؤكدا ان هذا الأسبوع هو الأسوأ منذ بداية الدراسة في الجامعات حيث تجاوزت فيه سلطات الإنقلاب جميع المعايير الدولية والمحلية الضابطة للحريات الجامعية. واوضحت المؤسسة فى تقرير اصدرته اليوم الأحد ان باحثو برنامج الحريات الأكاديمية والحقوق الطلابية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير قد رصدوا هذا الأسبوع أشكال الانتهاكات التى تعرض لها الطلاب ، بدءًا باقتحام قوات الشرطة لحرم الجامعة، وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، وإطلاق الخرطوش على الطلاب، مما أدى إلى سقوط العشرات من المصابين بين صفوف الطلاب، وصولًا إلى اعتقال الطلاب من داخل الحرم، ومداهمة منازل آخرين فجرًا وإلقاء القبض عليهم. واظهر التقرير انتشار ظاهرة وجود مجهولين مدنيين مصاحبين لقوات الشرطة داخل الحرم الجامعي، أثناء الاعتداء على الطلاب، علاوة على ارتفاع حالات الفصل بين الطلاب بشكل ملحوظ في جامعات مختلفة، منهم رؤساء اتحادات لكليات وجامعات،كما يوجد حالات تم فصل الطلاب دون إجراء تحقيق مسبق. واكدت المؤسسة أن المرحلة الحالية تعد الأسوء، التي تشهدها الجامعات المصرية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما ترى أنها الأخطر على الإطلاق من حيث تهديد الحريات الطلابية والجامعية، والتأثير على استقلال الجامعات، بالإضافة إلى تهديد حياة الطلاب أنفسهم، وتهديد العملية التعليمية وانتظامها وجدواها، وهو ما يحتاج إلى حل فوري وجاد للوضع المتردي في الجامعات، عوضًا عن الحل الأمني العنيف الذي يزيد الأمر سوءًا. ورصد التقرير اهم الإنتهاكات التى وقعت فى الجامعات وفي مقدمتها جامعات “القاهرة، وعين شمس، والأزهر، والإسكندرية، والزقازيق، والمنصورة، وطنطا، وبني سويف، وبنها، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج وأسوان وقناة السويس”، ويتضمن التقرير فقط المعلومات التي استطاعت المؤسسة التأكد منها، من خلال شبكة طلاب المرصد الطلابي بالجامعات الموجودة بالقاهرة وبالمحافظات. وقد تضمن التقرير رصدا لاعتداءات قوات الأمن على الطلاب: والتى كان ابرزها خلال الإسبوع اعتدائات جامعة المنصورة في 12 نوفمبر، حيث اقتحم مجهولون بزي مدني مصاحبين لقوات الشرطة بوابة جامعة المنصورة، واشتبكوا مع مسيرة لحركة “طلاب ضد الانقلاب”، تطالب بعودة الرئيس “محمد مرسي” وإقالة رئيس الجامعة الدكتور سيد عبد الخالق، بإلإضافة إلى إطلاق قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع داخل الجامعة. واستمرت الاشتباكات لساعات بين الطلاب من ناحية وقوات الشرطة وبلطجية من ناحية أخرى، استخدمت فيها قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش، ما أدى إلى سقوط أكثر من 40 مصابًا، واعتقلت قوات الشرطة الطلاب بشكل عشوائي من ساحة كلية الصيدلة. اما فى جامعة الزقازيق فقد شهد 11 نوفمبر، اعتداءات من قبل الأمن الإداري لجامعة الزقازيق وبلطجية على مسيرة لحركة “طلاب ضد الانقلاب” وأطلقوا عليها الألعاب النارية والحجارة. فيما اقتحم مجهولون مبنى قسم ميكانيكا، للبحث عن طلاب للإخوان، شاركوا في احتجاجات مناهضة للسلطة الحالية وقاموا بتكسير المبنى. كما داهمت قوات من الشرطة، فجر يوم الأربعاء الموافق 13 نوفمبر، منازل بعض من الطلاب الأعضاء في حركة “طلاب ضد الانقلاب” بجامعة الزقازيق، وألقت القبض عليهم، على خلفية مشاركتهم في فعاليات احتجاجية بالجامعة الثلاثاء 12نوفمبر. الطلاب هم: عبد الله رشدي، نائب رئيس اتحاد طلاب كلية الحقوق، محمد صبحي، علي حسن، عبد الله سليمان، طلاب بكلية التربية، وعمرو الجندي، ومحمد عبد الشكور، طالب بكلية الهندسة. بينما داهمت الشرطة منزل رئيس اتحاد طلاب كلية التكنولوجيا والتنمية، محمد لبيب، لكنه لم يكن متواجدًا. 7 وفي 13 نوفمبر ، اقتحم مجهولون كلية الحقوق وهاجموا بعض الطلاب المنتميين لحركة “طلاب ضد الانقلاب”، واعتدوا على طالبتين بالكلية، وتم نقلهم إلى المستشفى، وقاموا بتكسير بعض القاعات. اما فى جامعة أسيوط فقد قامت ق فوات من الشرطة فى 11 نوفمبر، بإطلاق القنابل الغاز المسيل للدموع داخل الجامعة، لمنع مسيرة لحركة “طلاب ضد الانقلاب” من الخروج إلى الشارع. ووثق التقرير عدد من الانتهاكات الإدارية (تحقيقات ومجالس تأديب) فى عدد من الجامعت ضد مناهضى الإنقلاب كان اولها فى جامعة الزقازيق التى قرارت فصل كلًا من رئيس اتحاد كلية آداب، محمد السيد قطب، ونائبه أحمد جودة، أسبوعين عن الدراسة بدعوى وصفهم لأحداث 30 يونيو بالانقلاب كما صدر قرار بفصل رئيس اتحاد طلاب كلية تكنولوجيا وتنمية، محمد لبيب، لمدة شهر بعد مشاركته بسلاسل بشرية أمام مبنى الكلية، للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين. وفى جامعة دمياط أصدر عميد كلية العلوم جامعة دمياط قرارًا بفصل رئيس اتحاد طلاب الجامعة، إسلام أبو المعاطي، أسبوعين دون تحقيق، على خلفية اشتباكات بالجامعة. وحول انتهاكات جامعة الأزهر ذكر التقرير ان مجلس تأديب بكلية التجارة قد قرر فصل كلًا من رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة، أسامة زيد، ونائبه معاذ زكريا، لمدة شهر بدعوى التحريض على العنف. فى حين شهدت جامعة المنصورة قرار بتحويل 9 طلاب لمجلس تاديب، بدعوى سب أحد أعضاء هيئة التدريس على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، منهم “مصطفى طارق، سيد الزميتي، محمد قاسم، وعمرو إبراهيم أبو النجا”. ورصد التقرير ايضا انتهاكات جامعة القاهرة حيث أصدر مجلس تأديب بكلية الهندسة قرارًا بحفظ التحقيقات مع كلٍ من “هادي هشام عبد الحليم، عصام جمال النادي، إسلام أحمد محمد، أحمد أشرف فاروق، حازم أحمد حسن” لعدم ثبوت أي تجاوز من قبلهم، وكانت التهم الموجهة إليهم هي وضع لافتات “بانر” على واجهة مبنى الكلية.