قال محمد طارق - أحد شهود العيان على مذبحة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية -:"كنت من المعتصمين برابعة العدوية وحضرت يوم الفض وحينما بدأ اقتحام الميدان في الساعة السادسة والنصف صباحاً كنت في خيمة في شارع الطيران في اتجاه الحرس الجمهوري سمعنا قوات الداخلية وهي تقول عبر مكبرات الصوت إن عملية الفض ستتم بسلمية وتستطيعون مغادرة الميدان ولكن الشرطة لم تترك من يريدون الخروج الآمن وضربتهم بالرصاص الحي". وأضاف طارق - في الحلقة الثامنة من برنامج شهود المذبحة الذي يذاع على الجزيرة مباشر مصر - أننا فوجئنا بقوات الداخلية تقوم بإلقاء كم هائل من قنابل الغاز الذي لم يكن مسيلا للدموع فقط ولكنه كان يحرق الجلد وأشعلوا النيران في الخيام وأطلقوا الخرطوش والرصاص الحي وتساقط الشهداء كالمطر. وتابع الشاهد أن كل من كان يحاول أن يسعف المصابين كان يتم قنصه من قوات الشرطة وكان يتم قنص الواقفين على المنصة أيضا وكان يتم استهداف المسعفين والمصورين ومثال ذلك الشهيدة حبيبة عبد العزيز. وأكمل محمد طارق شهادته قائلا:"حاولت علاج بعض المصابين بالغاز ولكني فوجئت بإصابتي بثلاث رصاصات في ذراعي وانتفخ بطريقة غريبة ثم تمت اصابتي برصاصتين في الصدر إحداهما في الرئة وسقطت على الأرض وكنت أتنفس بصعوبة ونطقت بالشهادتين، بعدها حملني الناس إلى المستشفى الميداني وفوجئت بالأعداد الرهيبة للشهداء والمصابين وشكل الإصابات فهناك من انفجرت رأسه أو صدره أو بطنه حتى إن الأطباء كانوا يقولون إن الرصاص المستخدم كان يهشم العظام كما لو أنك هشمت زجاجة إلى قطع صغيرة". وأضاف :" حينما زاد عدد الشهداء تم وضعهم فوق بعض لضيق المكان وكان يتم ابعاد المصابين عن الشهداء حتى لا يتم المرور من فوقهم أثناء نقل الشهداء ثم بعد ذلك نقلوا المصابين إلى مركز رابعة الطبي حتى امتلأت الأدوار جميعها وكان الأطباء يحاولون جاهدين انعاش أو اسعاف المصابين وكان بجواري اثنين مصابين استشهدا". وأوضح الشاهد الثامن على مذبحة الفض أنه بعد فك الحصار في الساعة التاسعة مساء وحينما حملوني ونزلت وجدت أن جميع الأدوار السفلى تم حرقها وكذلك المسجد والشوارع المحيطة وكلها رماد من آثار الحريق وكان ضباط القوات الخاصة واقفين متربصين بنا. وقال إن الشباب الذين حملوني بحثوا في الشوارع الجانبية عن سيارة اسعاف حتى وجدوا إحدى السيارات التي أخذتني واثنين آخرين من المصابين وأخبرنا المسعف أنهم يعتقلون أي مرافقين للمصابين في المستشفى وكان البلطجية يحاولون اقتحام سيارات الإسعاف لاختطاف المصابين وذهبنا لمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر ولم تقبل بدخولنا. وأضاف اتجهنا الى مستشفى صدر العباسية التي استقبلتني وأخرجوا دماء من صدري ثم أخبروني أنني في حاجة لعملية جراحية في الكتف وأخذني المسعف إلى عدد من المستشفيات التي لم تقبلني ربما بسبب تعليمات الأمن منها مستشفى أحمد ماهر والدمرداش ثم ذهبت إلى مستشفى الزهراء التي استقبلت أكبر قدر من مصابي فض رابعة وتم اجراء العملية لي ويشاء الله أن يستشهد أخ للطبيب الذي أجرى لي العملية.