دعا الصادق الغرياني، مفتي ليبيا، المُدن الليبية إلى حمل السلاح لمواجهة مشروع حفتر والقوى الدولية لتخريب وتهجير وقتل الليبيين، وخصّ منهم خمسة مدن هي: مصراتة والزاوية والزنتان وتاجوراء وسوق الجمعة. وتقدم المفتي الصادق الغرياني لليبيين بالتهنئة بمناسبة الذكرى الثامنة ل"ثورة فبراير المجيدة"، داعيا الله أن يقبل من مات منذ قيامها إلى الآن، كما دعا المواطنين إلى رص الصفوف وجمع الكلمة، وأن يكونوا يدًا واحدة ضد من وصفهم ب"الظالمين"، وبألّا يرضوا بالرجوع إلى ما أسماه عهد الظلم والطغيان. وعن ولاءات حفتر، حذر الغرياني من مشروع الغرب، موضحًا أنه “لو فعل شخص عُشر معشار ما فعله حفتر من قتل وتهجير وتخريب لأصبح مطلوبًا للعدالة الدولية، لكن لما كان حفتر هو مشروعهم لتدمير ليبيا يغضون الطرف عنه، وعلى الثوار جمع الكلمة وعدم انتظار رئيس الحكومة ولا رئيس الأركان، ولا وزير الدفاع، وأن يهبوا لوحدهم مثل هبّة 17 فبراير”. وقال الغرياني، في استضافته الأسبوعية عبر برنامج “الإسلام والحياة”، المذاع على “قناة التناصح”، إن الناس لا بد أنهم أدركوا أن ما تُدمر به ليبيا منذ انقلاب حفتر مدينة تلو أخرى هي شعارات الكرامة والجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب لا حقيقة لها. وأضاف أن ما وصفه ب”شعار مكافحة الإرهاب” أصبح سلاحا للخلاص من كل مقاومة، في أي بلد تتولد للدفاع عن الوطن والخلاص من الاستبداد والقهر. وكمثال للحرب المزعومة على المدن الليبية، قال: “درنة كانت مصدرا للثقافة والنهضة والعلم، والآن دُمرت وقُتل شبابها، فكيف كانت وكيف هي الآن، مشروع حفتر صار الآن لا يخفى على أحد، ويتفق الموافق والمخالف على أنه ليس مشروعًا وطنيًا، بل هو أداة لمشروع أجنبي ويُدعم لتحقيق ذلك بالمال والسلاح والمخابرات”. في سياق متصل، قال الغرياني: إن “ليبيا لا يزال فيها الكثير من ثوار وطنيين، لكن ينقصهم التنظيم والتوجيه والقيادة، داعيا إياهم إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم، ونصرة الحق، وعدم تضييع تضحيات الشهداء والعودة إلى حمل السلاح”. الكرامة واستغرب الغرياني مقولة “جيش الكرامة” وقال: “أين هي الكرامة والناس يعانون من أزمات تتفاقم يومًا بعد يوم، أمنية ومعيشية وارتفاع في الأسعار وانعدام في السيولة، وانقطاع في الكهرباء والمياه وتدن في كل الخدمات اليومية الضرورية لحياة البشر، وذل مستمر، فلم تبق لهم كرامة”. وأضاف “مضت خمس سنوات ولم نر شيئا من الكرامة ولا جيشا ولا شرطة ولم يتوقف الإرهاب، ما قيمة الاحتفالات إذا كنا لا نقف ضد الظالمين ونردعهم، فالثورة تحتاج إلى عمل لا إلى مجرد شعارات وبيانات”. ودعا الغرياني "ثوار مدن الثورة" في ليبيا، التي قال إنها ثارت ضد القذافي، مثل غريان ومصراتة والزاوية والزنتان وتاجوراء وسوق الجمعة.. وغيرها، إلى أن تتجمع وتوحد صفها وتجابه ما أسماه "خطر حفتر" مجتمعة؛ حتى لا تُؤخذ وثوارها واحدة بعد الأخرى، ويقضى عليهم كما أخذ من قبلها. عودة الثوار كما دعا ثوار المدن إلى المواجهة، محذرا من أن “الهزيمة والرجوع عن الثورة في منتصف الطريق أشد ضررا على أهلها مما كانوا يلاقونه قبل قيامها، وكل المدن عليها أن تتوحد في وجه تمدد حفتر السرطاني، يا من تنصرون المظلوم، فَرض عليكم أن توحدوا صفوفكم وتواجهوا الخطر المحيط بكم جميعا، قبل أن يجرفكم السيل”. وخص الغرياني، فى حديثه مدينة غريان، التي قال إنها كانت مفتاح النصر فى "الثورة"، مطالبا "ثوارها" بعدم التخاذل، وأن يراجعوا أنفسهم، وأن لا يستسلموا ل"الظالم"؛ لأنه لن يرحمهم ولن يرحم غيرهم، قائلا: "من مات منكم مات لأجل نصرة الحق ومن عاش، عاش كريما عزيزا”، كما خص أيضا مصراتة بحديثه وقال إن الدور سيأتي عليها؛ لأنها “ثارت ضد القذافي”. وختم قائلا: “يا ثوار يا أحرار يا من تقفون مع الوطن وترفضون الظلم وتقفون مع المظلوم، وحدوا صفوفكم والسلاح ما زال بأيديكم، فقفوا صفا واحدا ضد حكم العسكر”.