قال صبحي جمعة المتحدث الرسمى باسم القوة الوطنية المتحركة التابعة لما يعرف بعملية "فجر ليبيا" إن هدوء يسود منذ صباح اليوم الأربعاء الجبل الغربي في غرب ليبيا، بعد أيام من القتال شبه المستمر مع القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. ونفى جمعة في حديثه للأناضول صحة أخبار تتداولها وسائل إعلام غربية عن تقهقر لقوات فجر ليبيا وخروج مدن بالجبل الغربي عن سيطرتها. وقال "قواتنا لا تزال تسيطر بالكامل على "ككلة، ويفرن، والقلعة"، و"ثوار مناطق جادو وغريان ونالوت هم ضمن قوات فجر ليبيا". وتدور منذ أيام معارك في مناطق ممتدة من أقصى غرب ليبيا وصولا إلى العاصمة طرابلس، ردا على مشاركة مسلحي مدن ككلة وغريان والقلعة ويفرن وجادو ونالوت، في الجبل الغربي (جبل نفوسة)، الذي تقطنه أغلبية من الأمازيغ، ضمن قوات "فجر ليبيا"، في قتال ضد كتائب الزنتان الموالية لحفتر في طرابلس، وتمكنت "فجر ليبيا" من السيطرة على العاصمة قبل أسابيع. و"فجر ليبيا" هي عملية عسكرية في طرابلس، تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا" المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" وثوار طرابلس وبينها كتائب إسلامية. وبحسب جمعة فإن الممرات الاستراتيجية ك "بئر الغنم وشكشوك وممر الرابطة" بباطن الجيل الغربي "تحت سيطرتنا وهي طرق تسهل علينا الامدادات لاستمرار القتال". واستدرك بالقول "لكن الثوار لا يزالون يرغبون في حقن دماء الليبيين بأن يسلم الخارجين عن القانون وأصحاب الثورة المضادة أسلحتهم". ومن جانبه، قال أحد قادة فجر ليبيا، رفض الكشف عن هويته، إن القائد الميداني، سامي شهوب، توفي اليوم متأثرا بجراحه بعد إصابته في معارك مدينة ككلة قبل 3 أيام. وعن أعداد القتلى، أضاف أن تحديد الأعداد متعذر فالجبهات متعددة والقتال يسفر عن قتلى وجرحى كل يوم معظمهم ينقل لطرابلس ومصراته وغريان، مرجحا أن تكون أعداد شهداء معارك الجبل الغربي في صفوف فجر ليبيا قد تجاوزت المائة قتيل منذ بدء القتال بالجبل الغربي. واندلعت المعارك في الجبل الغربي في 11 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمدينة "ككلة" بين ثوار المدينة الموالين لعملية فجر ليبيا من جهة، وبين كتائب الزنتان وجيش القبائل (ورشفانة) المواليين لقوات حفتر الذين حاولوا اقتحام المدينة، لتتسع جبهات القتال بين قوات فجر ليبيا وكتائب الزنتان وجيش القبائل شاملة مناطق "شكشوك والكسارات وبئر الغنم والرابطة وبوشيبة" في كر وفر بين الجانبين دون تحقق نصر يذكر لأي من الجانبين. والجبل الغربي هو سلسلة جبال صخرية تقع في المنطقة الشمالية الغربية لليبيا، وهو جزء من سلسلة جبال أطلس، تبدأ من تونس، وتقطن هذه المنطقة أغلبية أمازيغية من قبيلة نفوسة، وتضم نحو 23 منطقة أبرزها غريان ويفرن والقلعة والزنتان وترميسا وترهونة وككلة والجوش وتيجي، وتحولت خلال الأيام الماضية إلى بؤرة صراع جديدة يتناغم مع حالة صراع ميداني وسياسي واسعة تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر قذافي في 2011. وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).