بدأت الصحف السعودي تهييء للزيارة المتوقعة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، للكيان الصهيوني، من أجل الحصول على دعم تل أبيب في الخروج من مأزق جمال خاشقجي، وتجديد شرعية بن سلمان، بعد ان تلطخت بدماء جريمته في مقتل الكاتب الصحفي السعودي. وجاء تمهيد الصحف السعودية للزيارة المرتقبة، من خلال الهجوم على القضية الفلسطينية، وكانت أحدث الجولات من صحيفة “عكاظ” التي هاجمع القضية الفلسطينية والمقاومة، متهمة “حركة المقاومة الإسلامية حماس” بأنها المسئولة عن معضلات القضية الفلسطينية، كما اتهمتها بأنها تفتعل الحروب العبثية. واعتبرت الصحيفة السعودية أن الجمهوري العربي خضع طوال 50 عاما لفكرة الكفاح المسلح والبندقية، ضد الكيان الصهيوني، وكانت النتيجة لا تحرير ولا تنوير، بحد قولها. يأتي هذا بالتزامن مع الزيارة المرتقبة التي يعد لها محمد بن سلمان، بحسب ما كشفه موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، التي نسبت إليه التفكير في عقد قمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحت شعار “قمة السلام”؛ من أجل شرعنة هذا اللقاء الذي يأتي في إطار صفقة القرن وشراء رضا نتنياهو وترامب اللذين يدافعان عن “بن سلمان” بقوة. ونقل الموقع البريطاني عن مصادر مطلعة طلب ولي العهد السعودي من مساعديه المقربين دراسة الفكرة، وتقديم الأطروحات التي يتم ترويج هذا اللقاء بناءً عليها، ومن بينها تقديم ابن سلمان على أنه صانع سلام عربي رائد، ونصح مقربون من محمد بن سلمان في مصر والإمارات بلقاء نتنياهو، خاصة أن اللوبي اليهودي يعد صاحب تأثير كبير في القرار الأمريكي، ويعتقد محمد بن سلمان أن فرصة التقاط الصورة وحدها ستكون قوية بما يكفي للتأثير على الكونجرس الأمريكي الجديد الذي سينعقد لأول مرة في يناير القادم، والذي يتوقع أن يكون أكثر عداءً تجاه ولي العهد السعودي. ورحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي نيامين نتنياهو، خلال تصريحات صحفية، بزيارة محمد بن سلمان التي تحدث عنها في إطار عملية تطبيع ستهز الشرق الأوسط، مؤكدا ترحيبه بهذه الزيارة التي اعتبرها تطورًا مهمًا في العلاقات مع الدول العربية، كمدخل لتحقيق “التطبيع” مع العرب. وقال نتنياهو، مساء في مؤتمر عُقد في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بمشاركة سفراء إسرائيليين في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا: “ما يحدث في الوقت الحالي أننا في عملية تطبيع مع العالم العربي دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين”. على خطى السيسي وكعادة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في مصر في استقبال طوائف يهودية أمريكية وإسرائيلية، مؤثرة في القرار الصهيو الأمريكي، بدأ محمد بن سلمان في استقبال وفود يهودية منها وفداً مسيحيًا إنجيليًا للمرة الأولى كخطوة جديدة صوب التطبيع العلني بين المملكة و”إسرائيل”. وجاء على رأس الوفد الكاتب والناشط الإنجيلي الذي يعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جويل روزنبرج، وهو مدافع شهير عن “إسرائيل” وفق تعبير صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، إضافة إلى “مؤسس جمعية أصدقاء متحف صهيون في القدس” مايك إيفانز. وما دار بين الوفد وبن سلمان ارتبط مباشرة ب “إسرائيل” والفلسطينيين فضلاً عن العلاقات السعودية مع الولاياتالمتحدة. ورأت “جيروزاليم بوست”أن الزيارة مؤشر جديد على تنامي العلاقات بين “إسرائيل” والسعودية، رابطة الأمر بما أفادت به صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن نتنياهو طلب من كبار أعضاء إدارة ترامب مواصلة دعم بن سلمان على الرغم من الجدل الدائر حول تورطه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. عزله مدمر لإسرائيل وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية نشرت مقالاً تحليليًّا للكاتبة تسفيا جرينفيلد، تدعو فيه لضرورة التساهل مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في أعقاب مقتل “خاشقجي”، وتقول: إنه “الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ 50 عامًا”، معتبرة أن “عزله سيكون مدمّرًا بالنسبة إلى إسرائيل”. وتقول الكاتبة: إن الإسرائيليين ظلّوا 5 عقود يصلّون من أجل حضور زعيم عربي رئيسي يوافق على توقيع اتفاق مهم مع “إسرائيل”، مؤكّدة أن هذا القائد قد وصل أخيرًا ممثّلاً بمحمد بن سلمان. وتقول الكاتبة الإسرائيلية: إنه يعتبر من الضروري أن تتعامل إسرائيل مع محمد بن سلمان بنعومة، وإنه إذا ما وُضعت مبادرة السلام على الطاولة فإنها ستمنح ولي العهد السعودي الفرصة لممارسة الضغوط، وتضيف بأنه هو الزعيم الذي يرغب في إضفاء الشرعية على إسرائيل، وذلك قبل شروعه في التعاون المفتوح معها. وتقول إن الدعوات لإقالة هذا “الزعيم العربي” الذي “انتظره الإسرائيليون طويلاً تعتبر دعوات مدمِّرة، وتتناغم كثيرًا مع سياسة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، تجاه إسرائيل”. وتختم بالقول إن “أي شخص ينتظر عالمًا يسوده العدل بشكل كامل عليه أن يناضل طوال حياته مع الشر المطلق”.