استنكر الكاتب والمفكر-فهمي هويدي- أجواء الكراهية الشديدة التي يتم بثها ليل نهار من قبل سلطة الانقلاب وأجهزته الإعلامية، متعحبا من أن هناك في ظل ذلك من يتحدث عن مصالحة أو الحوار الوطني، أو الوفاق الوطني وغيرها من المعاني التي تفقد دلالاتها كل يوم في ظل قراءة الواقع وما يحدث فيه. وأضاف-هويدي- في مقال له تحت عنوان:"الوحش الذي استيقظ فينا" والذي نشره موقع-الجزيرة نت- أنه ليس سرا أن الهدف النهائي لحملة الكراهية تلك هو القضاء على الإخوان والخلاص منهم بصورة نهائية عند الحد الأدنى، والخلاص من التيار الإسلامي في مجمله عند الحد الأقصى. مؤكدا أن هذا الهدف الكامن أعلنت عنه أصوات بلا حصر خلال الأسابيع الأخيرة، بعضها تسرع وذكر أن 'الجماعة' انتهت بالفعل، وبعضها أكد أنها تلقت ضربة قاضية أخرجتها من التاريخ بغير رجعة، وبعضها ذهب إلى أن المجتمع لفظها إلى الأبد، إلى غير ذلك من التعبيرات التي تحدث بها البعض عما يتمنونه وليس عما هو حاصل بالفعل. ومن جانبه قال –هويدي- معقبا: أنه وعلى مدار التاريخ لم يحدث أن حركة عقائدية لها شعبية إسلامية أو غير إسلامية انتهت بقرار أو بإجراءات إدارية أو حملات أمنية من أي نوع، وحين تكون الحركة إسلامية في بلد متدين بطبيعته مثل مصر فإن القضاء عليها واقتلاعها بالكامل يعد من رابع المستحيلات، وهذا ليس رأيا خاصا، ولكنه رأي أي باحث منصف له علم بالسياسة أو بالاجتماع أو بالتاريخ. وهو معنى عبرت عنه كتابات عدة في العديد من الصحف الغربية وفي بعض الصحف العربية والمصرية. وأضاف –هويدي- ما يعني أن الهدف إذا كان إصلاح علاقة الجماعة بالمجتمع إذا كان ذلك قد حدث فيه بعض الخلل، فإنه من اللائق بذلك الجهد وتوجيهه إليه، فقال:" إن الجهد الهائل الذي نشهده هذه الأيام لشيطنة الإخوان لتبرير القضاء عليهم بما في ذلك الادعاء بأن الاشتباك معهم بمثابة حرب جديدة على الإرهاب، لو بذل عُشره لاحتوائهم وتشجيعهم على مراجعة أخطائهم وتصحيح علاقتهم مع المجتمع بمؤسساته المختلفة، لكان ذلك أجدى وأنجح وأقرب إلى تحقيق المصلحة العليا للبلد. وأختتم هويدي مقاله قائلاً : " ناهيك عن سوء التقدير والتعبير في استخدام مصطلح الحرب على الإرهاب الذي أريد به دغدغة مشاعر الغربيين. ذلك أن الحرب الوهمية التي استخدمت نفس المصطلح في التجربة الأميركية كانت ولا تزال أفشل حروبها، ولم تحقق الهدف منها رغم مضي نحو عشر سنوات على انطلاقها، فضلا عن أن كثيرين يعتبرون أنها عممت الإرهاب في العالم ولم تقض عليه".