من المفاهيم المغلوطة نسبة الإرهاب السياسي أو الدولي أو إرهاب الدولة - حسب تعدد الإطلاقات - إلي الجهاد في الإسلام، سواء من بعض المسلمين أو من غير المسلمين، حيث لوحظ أنَّ أناسًا قصار النظر يقدمون علي أعمال وممارسات تضر بالآخرين علي زعم أنه نوع من الجهاد في سبيل الله - سبحانه وتعالي-، وفي المقابل لا تكف الآلة الإعلامية في أوروبا وأمريكا وغيرها علي اتهام الإسلام وأتباعه بالإرهاب، ويحاول البعض منا وفينا الاعتذار والمنصف الواعي يربأ بهذا الدين الحق أن يقف موقف الدفاع، أو يقف أتباعه موقف الاعتذار. وإذا كانت هذه السطور لعرض رؤية شرعية للإرهاب فحري بنا تناول القضية من جهة المصطلح ومدلوله ومن ثم ذكر الحكم الشرعي. * أبدأ بمصطلح الإرهاب الدولي أو السياسي - إن صح التعبير - أو إرهاب الدولة وهو السائد حاليًا لدي الأوساط القانونية والسياسية وغيرها. * تعددت وتنوعت تعاريف الإرهاب وكلها لم يتفق عليها لدي أهل الإصطلاح، فلكل وجهة، ويحسن بنا ذكر بعض هذه التعارف. * استراتيجية عنف محرم دوليًا تحفزها بواعث عقائدية " أيديولوجية" أو تتوخي إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلي السلطة للقيام برعاية مطلب معين أو لمنظمة؛ بغض النظر عما إذا كان مقترفوا العنف يعملون من أجل أنفسهم أو نيابة عن الغير. * الإرهاب السياسي: شكل من أشكال العنف السياسي يقوم بممارسته أفراد أو جماعات أو دول. * الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة. يمكن القول أن غياب الاتفاق الدولي علي الحد الأدني لتعريف ومفهوم الإرهاب وقف حائلاً ومانعًا دون تبني تعريف مقبول لدي الكل لمصطلح الإرهاب!. * ويبدو من إطلاق أو استعمال لفظ الإرهاب بمعناه المتداول الآن يعني:- استخدام أو استعمال طرق عنيفة كوسيلة الهدف منها نشر الرعب للإجبار علي اتخاذ موقف معين أو الامتناع عنه. وإذا ارتضينا هذا المعني لا المصطلح، فيبدو أن ملامح الإرهاب تتسم بسمات أهمها:- الإرهاب وسيلة وليس غاية. الوسائل المستعملة تتميز بالعنف وبالتالي توجد فزعًا وخوفًا. الإرهاب موجه ضد سلامة أفراد وحقوقهم وحرياتهم. وعلي هذا فالإرهاب بهذا " جريمة" ، وتختلف إختلافًا جوهريًا عن حرب المجال الحيوي - أي احتلال أرض بغرض التوسع - أو ضد الاستقلال السياسي لدولة أو ضد سلامة أراضيها. وللحديث بقية