فهمي هويدي، كاتب حرصت دائما على متابعته بالرغم من اختلاف توجهاتنا، ولكن نحن نحترم الرأي والرأي الآخر، كما تعلمنا على يد زعمائنا في الوفد حسب طقوسنا المدنية وحرية التعبير والديمقراطية، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. فوجئت بأسلوبه غير الشفاف فهو يدس السم في العسل ويقلب الأحداث بلا شفافية ويغالط وينكر ويتناسى ما يحدث، بالرغم من وضوح الرؤية وتعاظم النتائج المحزنة وإسالة الدماء في الشارع المصري. كنت أتمنى أن هذا السلوك لا يخرج من فهمي هويدي فهو رجل له اسمه وقلمه وتاريخه ورجله والقبر مثلنا، فكلمة الحق طريقنا لننير قبرنا مع خلاصة أعمالنا. فهمي هويدي ضلع أساسي من أصوليي الاسلام.. مبسوط يا سيدي، فكتاباته بعد الثورة المصرية العظيمة التي أطاحت بالدكتاتورية العسكرية والديكتاتورية الدينية كان هدفها الدفاع بأسلوب أو بآخر عن الاخوان وحماس «سامحهما الله» وأخذ يدافع عن قرارات مرسي المهزوزة التي لا تخدم مصر ولكن تخدم الجماعة فقط، دافع بأسلوب التبرير والتماس الأعذار بينما ينتقد الإعلام الذي وقف وناصر ثورة الشباب وينتقد المعارضين لتيار الاسلام السياسي. غريبة أن تُنكر كل الجرائم التي ارتكبها مرسي ومكتب الإرشاد مبعوثو العناية الإلهية على الأرض ورجال حماس سارقو قوت المصريين المدعم. لم يتعرض هويدي إلى قضية الكربون الأسود المتهم فيها مرسي بالعمالة للمخابرات الأمريكية بعد أن وشى بزميله العالم المصري د. حلمي عبد القادر. لم يتعرض هويدي بكلمة عن خطف وقتل جنودنا البواسل، وما يفعله رجال حماس في سيناء وما يحدث من تهجير شعب غزة إلى سيناء وإصدار بطاقات الهوية المصرية المزورة لهم لتنفيذ المخطط الصهيوني - الأمريكي لتهجير أهل غزة الى سيناء وحل المشكلة الفلسطينية على حساب أرض مصر وشرف مصر. إن هويدي توجهاته واضحة ومعلنة ومعلنة منذ زمن بعد تأييده للجمهوريات المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي، فهو يتطلع الى وحدة العالم الإسلامي مع رفض الآخر وهنا الخطأ ويطمع في مشروع اقتصادي اسلامي يتم بين تركيا وايران وباكستان والجمهوريات السوفيتية وأفغانستان وباكستان وبذلك حسب قوله يخلق تجمعا إسلامي اقتصاديا قويا وفعالا ليضم ما يقرب من 400 مليون مسلم يمكن أن يغير موازين القوى في قارة آسيا. هل يجوز هذا التمني أو التخيل في بناء خلافة اسلامية يكون على حساب استقرار الشعوب وبنشر الفوضى والترهل الاجتماعي وذلك باختراق النظم الاجتماعية والاقتصادية ونبذ الآخر وطمس هوية الاتجاهات السياسية المختلفة؟ هذا لا يمكن أن يتم اليوم بهذه الطريقة بعد أن تطلع العالم كله الي الحريات والديمقراطية وحرية التعبير واستغلال التقدم العلمي المذهل الذي وصل اليه الغرب ودول محترمة كثيرة نجحت في أن يعيش شعبها عيشة محترمة آدمية بعيدا عن التعصب الأعمي والشللية الدينية المفرطة. فمثلا ماليزيا دولة صغيرة أصبحت كبيرة بقيادة حكيمة بعيدا عن التعصب الديني المتطرف تحولت الي دولة متقدمة ينعم فيها الشعب بالعمل والحياة المستقرة والاقتصاد المميز والازدهار التعليمي والعلمي والاجتماعي والصحي وكلهم مسلمون يحافظون علي دينهم وفرائضهم بعيداً عن العنف والتطرف والحسابات والدعايات الخاطئة لممارسة الدين والضحك علي البسطاء والفقراء بالمال والمأكولات باسم الله وباسم الدين. نحن لا نرفض أي آخر يحاول أن ينهض بالمصريين وكانت الفرصة معكم ولكنكم دمرتم مصر وحولتم شوارعها إلي ساحات قتال وبأموالكم وخيانتكم للوطن انتشر السلاح وأزهقت أرواح الشباب وخربتم الاقتصاد أكثر مما كان. لا يمكن أن تفرض الدولة الإسلامية التي يتمناها كل مسلم غيور علي دينه بقوة السلاح والقهر، إن الإسلام دين الوسطية، ودين العمل عبادة، ودين المعاملات وقبول الآخر. إن نظريات سيد قطب والخميني التي تعتمد علي تكفير المجتمع ومقاومته بالعنف حولت مصر الي مستنقع للإرهاب في كل مكان ولكن الشعب المصري واع للمؤامرة وخرج ثلاث مرات ليجهض مشروعكم الفاشل ويجهض مؤامرتكم مع الأمريكان والصهاينة وسينتصر الشعب عليكم بإذن الله. إن رفضكم لاستخدام المفاهيم والمصطلحات الغربية وتأييدكم لاستخدام «المصطلحات الإسلامية والتراثية» وطلبتم استخدام مصطلح «الاستقامة العلمية» بدلا عن «الموضوعية» وتحيزكم إلي الاستعانة بالنصح بدلا من «المعارضة».. كل هذا تؤيده سيادتكم وبذلك ظهر توجهك وإصرارك علي الابتعاد عن آليات الليبرالية الغربية ويحل محل المعارضة النصح والتوجه. ويحضرني هنا كلام الشيخ أبوإسماعيل الذي اعتبر الداعي للقومية المصرية منتسب أساسا للفراعين والعياذ بالله وهذا الكلام مرتبط بالرابطة الإيمانية السياسية والذي يحول دون الانحراف بها باتجاه الرابطة الفرعونية وهنا يتضح التحيز والمطالبة بالأصولية الإسلامية المعادية للحضارة المصرية ولقيم الحداثة. يا عالم.. لا ضرر من الاستفادة من الحداثة الغربية التي أوصلت شعوبها إلي قمة التطور والحضارة والعيشة الآدمية والتمتع بنعم الله التي خلقها ورفعت من شأن العلم، ومبدأ المواطنة وهما من دعائم الإسلام الذي لا يفرق بين المواطنين علي أساس الدين أو العرق أو اللغة، لذلك نجح الإسلام وغزا العالم بوسطيته أيام سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.. أما علي أيديكم أيها المتطرفون فقد ضربتم الإسلام في مقتل وقبلتم الرشاوي والدولارات لخراب مصر وفعلتم ما لم يستطع أعداء الإسلام مهما اجتهدوا أن يفعلوه لكي يشوهوا صورته السمحة. حسبي الله ونعم الوكيل فأنتم جميعا أعداء الإسلام فعلا تبحثون عن السياسة والمناصب وتتركون الدعوة والمحبة ولا تنفذوا تعاليم الإسلام ولا ما أنزله الله سبحانه وتعالي في كتابه. مرة أخري حسبي الله ونعم الوكيل المنسق العام لحزب الوفد