باتت صفقة القرن في منعطفها الأخير، فعراب الصفقة "جاريد كوشنر"، صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط "جيسون جرينبلات"، زارا الأراضي المحتلة والأردن والسعودية ومصر وقطر لعرض اللمسات النهائية لصفقة القرن تمهيدا لتنفيذها. وحسب تقرير بثته قناة "مكملين"، طبخت الصفقة في البيت الأبيض بمباركة من بعض الدول العربية، لكن من يدفع ثمن التكاليف؟. صحيفة هآرتس العبرية نقلت عن مصادر صهيونية وعربية قولها، إن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ستطلب من دول الخليج تقديم تمويل مالي بنحو مليار دولار بذريعة معالجة الأزمة الإنسانية في غزة من خلال إقامة مشروعات في منطقة شمال سيناء. إذا ملامح الصفقة أصبحت واضحة، لا قدس ولا عودة للاجئين الفلسطينيين، وما سيجري هو السماح بحكم ذاتي للفلسطينيين على الأجزاء المتبقية من الضفة، والسماح بكيان فلسطيني على غزة وأجزاء من شمال سيناء، هذا ما اتفق عليه 4 قادة وخامسهم السيسي. تأتي جولة كوشنر في ظل انقطاع أي تواصل بين واشنطن والسلطة الفلسطينية، بعد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، في الوقت ذاته يسعى البيت الأبيض لإبقاء الضغوط على السلطة الفلسطينية من خلال تجميد المساعدات الأمريكية المخصصة للفلسطينيين بنحو 300 مليون دولار. وعلى الرغم من ارتقاء آلاف الشهداء والتضحية بالغالي والنفيس من أجل القضية الفلسطينية، يستخدم ترامب سياسية العصا والجزرة بحق شعب مقاوم فرض عليه الحصار مقابل تمرير صفقة القرن. صفقة لم تُعلن بشكل رسمي، ولكن الواضح أن خطواتها أصبحت متسارعة وربما ستخرج للنور في الوقت القريب، فهل يقبل بها الشعب الفلسطيني؟.
