عبارات متشابهة رددها تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في لقاءات متعددة جمعته بالمسيحيين المصريين في الداخل والخارج، أكد فيها دعمه ومباركته قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه بأنه رجل كل العصور، وأنه قدم الوعد وأوفى به. وكانت أنباء قد تداولت عثور منظمة الهلال الأحمر الليبي على أكثر من 116 جثة لمواطنين مصريين أكثرهم مسيحيين، توفوا بسبب الجوع والعطش وحرارة الشمس أثناء هجرتهم بصورة غير قانونية من مصر إلى ليبيا، وتم دفنهم في الصحراء غرب حقل البستر شرق ليبيا، وأن هويات الجثث تنتمي لمحافظتي المنيا وأسيوط. تقول الناشطة القبطية هبة عادل : "النهاردة الهلال الأحمر الليبي لقوا جثث 116 مصري كانوا هربانين من جنة السيسي علشان بس يعرفوا يعيشوا كويس .. تاهوا وماتوا فى الصحرا وأغلبهم مسيحيين من المنيا وأسيوط علشان اللى بيقولوا المسيحيين متنعمين فى ظل حكم العسكر .. كلنا واحد وكلنا بنشرب من نفس الكأس اللي بيسقيه لنا الظلمة". ووصف الكاتب الصحفي صلاح بديوي مدير تحرير جريدة الشعب سابقًا، الوضع بالقول : "من المنطقي أن يؤيد تواضروس السيسي فهو كان شريكه في الانقلاب على إرادة الشعب وعلى ثورة 25 يناير، وهو بذلك يستمر في دفع المسيحيين نحو الحائط، ويجرهم إلى نفق مظلم ليس في صالحهم أو صالح مصر". على حد تعبيره. وتقول الناشطة منال محمود: "مين اللى قال المسيحيين متنعمين ؟ ده "……" السيسي هما اللى بيرددوا الأكاذيب ديه كل المصريين و غير المصريين مكوين بناره وهو حصلت انفجارات و قتل زى اللى حصلت لهم إلا في عهده ، و هل الغلا مش طايلهم ، كلنا فاهمين كويس الحقيقة و عارفين هما بيدافعوا عن المجرم الطاغية ده ليه و لسة عاوزينه رغم إنه قتلنا و جوعنا و شردنا و غورنا فى داهية". الفقر لا يعرف الدين ويقول الناشط أكمل الصاوي : "أما الفقر اللي بيبقي ناتج عن فساده واستبداده فمش بيميز بين مسلم وبين مسيحي . وزي ما في مسلم بيموت على مركب هجرة غير شرعية ، في مسيحي بيبقى شايف إن الموت أحن وأرحم من النظام اللي حارمه من أبسط أولويات الحياة". مضيفاً : "لكن وإعمالاً للحق فالكنيسة وعلى طول الخط عمرها ما اتعلمت من الدرس . كل مرة تحط إيديها في إيدين النظام وبرده تخسر ورغم كدة ما زالت على عهدها ، مازالت شايفة إن حقوقها اللي شايفاها مسلوبة ممكن تيجي عن طريق دعمها لنظام فاسد وده كان السبب اللي خلى الكنيسة حاليًا تفقد السيطرة على شبابها عكس ما كان في السابق". وتابع : "ملحوظة .. الأمر لا يقتصر فقط على الكنيسة في دعمها للفاسد . فالأزهر هو الآخر يفعل نفس الشيء لكن لأسباب أخرى . فالأزهر والكنيسة حاليًا ما هما إلا وجهين لعملة واحدة". ويقول الناشط يوسف سعد : "الأخوة المسيحيين زيهم زي المسلمين مواطنين مصريين واللي بيجرى على المسلمين بيجرى عليهم سواء كان خير (وده مش موجود ) أو شر وإذا كان فيه بعضهم بيؤيد السيسى فيه أكتر منهم من المسلمين المنافقين برضه معاه وعندك الإعلام كلهم مسلمين وما أعرفش غير المنافق مفيد فوزي هو اللي مسيحي ويمكن يكون معاه واحد أو اتنين قصاد مئات المسلمين . لازم يكون عندنا سعة أفق في التفكير ونعرف إن المؤامرة على الشعب كله مسلم ومسيحي لصالح فئة قليلة ناهبة البلد". وتبدو هذه العلاقة في الوقت الحالي معرضة لهزات متصاعدة بتزايد جرائم العنف ضد المسيحيين وممتلكاتهم وكنائسهم، وتظاهر سلطات الانقلاب – المتورطة في جرائم العنف تلك – بعدم الاستطاعة وتوفير الحماية التي وعدتهم بها مقابل دعمهم لها، وقد تنوعت مظاهر الغضب المسيحي المتصاعدة ضد الانقلاب فشملت الهجوم المباشر على السفيه السيسي والهتاف برحيله، كما حدث في زيارته للكنيسة يوم 7 يناير 2016 للمشاركة مع المسيحيين في احتفال عيد الميلاد، وتكرر ذلك في المظاهرات الغاضبة عقب تفجيرات كنائس البطرسية في 11 ديسمبر 2016.