"الدولة تحشد الناخبين في آخر أيام الانتخابات، الوطنية تلوح بالغرامة، مسئولون يعدون بمكافآت مالية وهدايا أمام اللجان"، مانشيت صحيفة المصري اليوم الذي جلب عليها غرامة قدرها 150 ألف جنيه، مانشيت ليس فيه كلمة واحدة جارحة أو بذيئة أو تخالف الواقع أو تصريحات عصابة الانقلاب وأذرعها والمسئولين، وهو ما جعل صحيفة "اليوم السابع" الموالية للانقلاب، تحذف خبرا كانت نشرته على موقعها الإلكتروني يتناول وضع السفيه عبد الفتاح السيسي من ترشحه في عام 2022. وانتهت مسرحية الانتخابات الرئاسية، التي لم يأمن فيها السفيه عبد الفتاح السيسي وجود منافس صوري له، لأنه متحفظ على لفظ المنافسة، فعمد إلى اختيار كومبارس كلما أطل على الناس بشرهم بخسارته لكنه يأمل في نسبة رسوب محترمة!. وكانت" اليوم السابع" نشرت خبراً تحت عنوان "عمرو أديب: 2022 ما فيش عبد الفتاح السيسي، وأنا مسئول"،وذلك بالتزامن مع تقارير صحفية تضمنت تعديلات متوقعة في دستور العسكر 2014، تسمح للسفيه قائد الانقلاب بأن يترشح لأكثر من ولايتين. وزعم عمرو أديب، الإعلامي الموالي للانقلاب، أن "انتخابات العام 2022 ستكون أصعب، لأنه لن يكون هناك السيسي في تلك الانتخابات"، وأضاف خلال حلقة تلفزيونية من برنامج "كل يوم" على فضائية (أون) "نحن نحتاج إلى 10 أو 15 مرشحا مصريا، لأن هذه الفترة هي الثانية للسيسي وهي الأخيرة، فيجب أن تحضر كل الأطراف"، مناشداً "الأحزاب والكتل السياسية، بأن تعد العدة لما بعد رحيل السيسي في 2020″. من جهته أحال ما يسمى ب"المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام"، الذي تديره حكومة الانقلاب، رئيس تحرير جريدة المصرى اليوم، ومحرر للتحقيق في واقعة نشر عنوان بالجريدة فى آخر أيام مسرحية انتخابات السفيه السيسي، من قيام عصابة العسكر بالتدخل وحشد الناخبين للتصويت فى آخر أيام المسرحية. كما قرر المجلس الذي يهمين عليه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، الموالي للانقلاب، تغريم الجريدة 150 ألف جنيه، وإلزام الصحيفة بنشر اعتذار للهيئة الوطنية للانتخابات فى نفس المكان والمساحة، وفرض غرامة قدرها 50 ألف جنية على موقع مصر العربية، بعد نشرها تقرير بالموقع المحجوب الخميس الماضى بعنوان:" نيويورك تايمز: المصريون يزحفون للانتخابات من أجل 3 دولارات ". وشهدت مسرحية الانتخابات هذه المرة تطورا ملحوظا في أداء أذرع السيسي الدينية حيث تحول المسيحيون من مرحلة نعم تجلب النعم التي أطلقها البابا تواضروس إلى مرحلة نزول كشافة الكنيسة في استعراض بالشوارع إعلانا عن تأييد المخلص الجديد!. وكذلك تطور حزب النور من مرحلة أكل الميتة اضطرارا إلى مساندة السيسي جهارا ولجأ إلى استخدام آخر معاقله فحرك علماء الدعوة السلفية بعد أن فقد الناس الثقة في رموز الحزب وجاء أداء دعاة الأوقاف في المرتبة الثالثة بعد حزب النور ودولة الكنيسة. وأكدت المسرحية الانتخابية أن الانقلاب على ثورة 25 يناير تم وفق أجندة غربية وبرعاية إسرائيلية مباشرة وكان دور الخليج هو دفع الفاتورة والاستثمار في الدم الحرام، وظهر هذا من خلال غض الطرف من أصحاب الديمقراطيات العتيقة عن مسلسل الاستبداد، وقهر العباد وحكم الفرد بقوة صندوق الذخيرة وليس صندوق الاقتراع بل أصابهم الخرس تجاه اعتقال مراسلة مجلة التايمز الشهيرة لمدة عشر ساعات ثم ترحيلها مباشرة من قسم الشرطة إلى المطار ومنعها من تغطية الحدث!