على عكس ما جرى في مسرحية انتخابات السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، التي انتهت شهر مارس الماضي، وكانت طوابير الناخبين خاوية أمام اللجان تشتكي عدم رغبة الشعب في المشاركة بمسرحية تافهة يطبل لها إعلام العسكر، يحتفل المصريون اليوم الإثنين ب"شم النسيم"، وكانت صدمة كبيرة للإعلام العسكر الذي رأى طوابير طويلة للمصريين تتزاحم أمام محلات الفسيخ والرنجة، فهل فشل السفيه السيسي في الحصول على شرعية سمكة واحدة من أسماك الرنجة؟ وشهدت محلات الفسيخ والرنجة بمنطقة ميت حدر بالمنصورة ازدحامًا شديدًا من قبل المواطنين قبيل الاحتفال بشم النسيم، واصطف المواطنون في طوابير أمام المحلات لفترات طويلة من أجل شراء الفسيخ والرنجة، وهو مشهد يتكرر كل عام لكنه لا يتكرر في مسرحية انتخابات العسكر. يقول الناشط محمود النجار: "الطوابير أمام محلات الفسيخ النهاردة أطول من طوابير مسرحية الانتخابات الرئاسية.. هو ده الإقبال الحقيقي"، مضيفًا: "علشان الفسيخ ريحته على قلبنا أنضف من ريحة عباس الزفر"، في إشارة إلى السفيه السيسي. وأقبل المواطنون على المحلات لشراء الفسيخ بمناسبة حلول عيد شم النسيم، اليوم الإثنين، وتوافد العديد من المواطنين على الشراء، رغم ارتفاع الأسعار؛ حيث أكد أحد أصحاب المحلات أن الإقبال على شراء الفسيخ والرنجة والسردين والملوحة كثيف، وذلك دون الحصول على رشوة 50 جنيهًا التي وزعها الفسدة رجال الأعمال الموالين للانقلاب العسكري أثناء مسرحية انتخابات السفيه السيسي. طوابير الفسيخ واصطف العشرات من المواطنين في طوابير أمام محال الفسيخ والرنجة في الأسواق بالجيزة والسيدة زينب وفيصل وبولاق الدكرور، وسط انتشار باعة الليمون والبصل والعيش أمام المحال. فيما قال مراقبون ساخرين أنه يضرب شرعية انتخابات السفيه السيسي في مقتل، لأنها لم تحظَ بقبول المصريين وكانت اللجان معظم الوقت فارغة إلا من واحد او اثنين جاءوا بالترغيب عبر رشوة ال50 جنيهًا، أو بالترهيب عبر التهديد بالفصل من وظائفهم الحكومية. وتتراوح أسعار الرنجة ما بين 40 و50 و60 جنيها حسب جودتها، والفسيخ تبدأ أسعاره من 140 جنيها، والملوحة تتراوح ما بين 130 إلى 150 جنيها، والسردين من 40 إلى 60 جنيها، أما البطارخ فسعرها ما بين 100 إلى 120 جنيها. ويحتفل المصريون غدًا بشم النسيم، إذ تحرص الأسر المصرية على قضاء يوم في أحضان الطبيعة وتناول مختلف الأطعمة التقليدية مثل السمك المملح، وكان قدماء المصريين يحتفلون بهذا اليوم بالرقص والموسيقى ويتناولون أطباقهم المفضلة مثل "بط الصيد" والإوز، كما يأكلون السمك المملح "الفسيخ" والبصل الأخضر والليمون، وهو ما يأكله المصريون حتى اليوم. ارحل يا سيسي وأثار ضعف الإقبال على مسرحية الانتخابات الرئاسية التي ربحتها المقاطعة وخسرها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، انتقادات وسائل الإعلام الغربية التي قالت إن حلم السفيه السيسي القديم برئاسة مصر تحول إلى كابوس بسبب مشاهد لجان الاقتراع الخاوية. وقالت صحف دولية إنه بالرغم من فوز السفيه السيسي،الذي يزعم أنه ترشح نزولا عند رغبة الشعب، إلا أن هذا الشعب لم يقبل على انتخابه كما كان يتوقع، وظهر جليا عزوف الناخبين بالرغم من الإلحاح الإعلامي غير المسبوق وحثهم على المشاركة بالترهيب والترغيب. وعقدت وسائل الإعلام مقارنات بين انتخابات "الانقلاب" ونظيرتها التي تلت ثورة يناير ومنحت الرئيس المنتخب محمد مرسي شرعيته، من جانبها، أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الناخبين خيبوا ظن السفيه عبد الفتاح السيسي، حيث كان الإقبال على مراكز الاقتراع ضعيفا، عكس ما كان يتوقعه الجميع حتى السفيه السيسي نفسه.