نشرت الحكومة الروسية، يوم الخميس الماضي، مسودة اتفاق بين موسكو وسلطات الانقلاب يسمح للطائرات العسكرية الروسية بتأجير المجال الجوي المصري والقواعد الجوية العسكرية، وأحرجت المسودة حملة المباخر والمطبلين للانقلاب، الذين دافعوا في السابق عن عبارات الإيجار والتمليك التي نحتها السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ومنها (مسافة السكة)، (أمن الخليج خط أحمر)، (أمن الخليج من أمن مصر)، وبقدرة قادر تحول الجيش من جيش دفاعي عن الأمن القومي المصري، لجيش للإيجار على غرار مشروع "أوبر" للسيارات ويحمل أجندات ومطامع خارجية. يقول المطبلون في إعلام الانقلاب "لسنا مسئولون عن الفهم الخاطئ للبعض"، في حين يلطم المراقبون وجوه هؤلاء المطبلين بأن السيسي قام في السابق بتأجير قاعدة جوية لروسيا في 10 أكتوبر 2016، واستخدمت روسيا قاعدة سيدي براني، في عمليات عسكرية ربما كان مسرحها سوريا التي تأن تحت قصف الثلاثي روسيا وايران وعصابات بشار الأسد.
وكان السفيه السيسي قد استقبل الأربعاء الماضي، في لقاء قصير، وزير الدفاع الروسي الذي تدعم بلاده الانقلاب في مصر، والذي وصل إلى القاهرة في زيارة تستغرق ساعات، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، وزير دفاع الانقلاب، والسفير الروسي في القاهرة، سيرغي كيربيتشينكو، وعدد من المسؤولين العسكريين الروس.
وكشفت صحيفة "ازفيستيا" أن روسيا تجري محادثات لاستئجار منشآت عسكرية مصرية، وأنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، وأن روسيا في هذه المرحلة بحاجة لقاعدة عسكرية في منطقة شمال أفريقيا، تمكنها من حل المشاكل الجيوسياسية في حال ظهور تهديد لمصالحها وحلفائها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد السوفيتي كانت له قاعدة بحرية في مدينة سيدي براني المصرية حتى عام 1972، وكان يستغلها لمراقبة السفن الحربية الأمريكية.
طبل للسيسي!
وسارع إعلام الانقلاب وأذرعه والمشتاقين إلى عطايا عصابة العسكر، إلى تبرير تأجير الجيش المصري وقواعده، وقال الصحفي "محسن سليم" في مقال منشور على موقع صحيفة "الوفد"، :"نعم الجيش المصري، ومن منطلق المسئولية التي فُرضت عليه كأقوى جيش مسلح في المنطقة، بأحدث التقنيات الحديثة والأسلحة المتطورة، تحت قيادة السيسي، أُريد له أن يكون هو الحامي للمنطقة، يذود عنها حين تتعرض لتدخلات في شئونها الداخلية من دول خارجية، أو اعتداء على سيادتها".
وواصل "سليم" التطبيل على نغمة "الظروف الإقليمية"، مؤكداً أن سلطات الانقلاب يتعين عليها ملء الفراغ الناتج عن تراجع الخليج في أجندة أولويات السياسات والاستراتيجيات الأمريكية لصالح أقاليم أخرى، زاعماً أن تأجير الجيش ومعداته على غرار "أوبر" :"لن تغير من عقيدة الجيش المصري القائمة على حماية حدود الدولة المصرية وأمنها القومي، مع الوضع في الاعتبار محيطها العربي والإقليمي"، على حد قوله.
وللرد على المطبلين لسياسات السفيه السيسي يرى المراقبون أنه نستطيع أن نقرأ من هذه المسودة التي بموجبها قام السفيه بتأجير القواعد العسكرية، أن سلطات الانقلاب تخفي مشاريع لهلهة الجيش وتحويله إلى ميلشيات مرتزقة ومأجورين، وهو ما تحدثت عنه "بوابة الحرية والعدالة" في أكثر من تحليل وتقرير.
وبحسب المراقبين فقد خاب أمل السفيه السيسي في السعودية حيث كان يعتقد أن الجيش سيكون العمود الفقري لعاصفة الحزم من بدايتها، وهو ما لم يحدث حيث قادت السعودية العملية واحتفظت بالدور المحوري لنفسها ولم تخبر مرتزقة الانقلاب بمثل هذه الضربة إلا في وقت متأخر، ما يعني أن مشاركة عصابة السيسي كانت بروتوكولية ليس أكثر ولن يكون عائدها المادي كما المأمول عند السيسي، ومن ناحية إذا احتاجت العملية تدخلًا بريًا فإن الاعتماد السعودي الأقرب سيكون للباكستانيين والسودانيين، لذلك شعر السيسي بأن هوة خلافاته مع رياض "بن سلمان" اختلفت بعكس ما كانت في أيام رياض "عبدالله"، فيمم وجهه تلقاء موسكو طمعاً في تحريك الرز الخليجي كما كان في بداية انقلاب 2013.
بندقية للإيجار!
ويرى مراقبون أن عصابة الانقلاب مصرة على تصدير إعلام مطبل لسياستهم المدمرة عسكريا واقتصادياً، إعلام منكوب بفقدان التقییم الصحیح والموضوعیة وانتشار الكذب والدعایة الفجة للسفيه السيسي، فقبل القواعد الجوية التي أجرها السفيه لروسيا، طبل الإعلام ل 24 طائرة فرنسیة اشتراها السفيه بمليارات الدولارات من قوت الشعب، لم تغیر من میزان القوى مع العدو التقليدي كيان العدو الصهيوني، وبالطبع لم تمر تلك الصفقة بدون موافقة صریحة من الولایات المتحدةالأمريكية الداعم الرئيسي لانقلاب العسكر على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
الرسالة التي يريد السفيه السيسي واعلامه بثها للمصريين وهم على اعتاب مسرحية الانتخابات الرئاسية في 2018، سواء من تاجير القواعد العسكرية لروسيا او شراء أسلحة من فرنسا، ان عصابة الانقلاب تتعامل مع الولایات المتحدة "راس لراس" وتتحداها، وهذا – برأي خبراء عسكريين- خداع وهمى من نوع البلا بلا رسخه المخلوع مبارك على مدى ثلاثین سنة فى فكر المصریین لاعطائهم نوع من "الفشخة الكذابة" والاستعلاء.
وهكذا حول السفيه السيسي وعصابة الانقلاب جيش مصر إلى بندقیة للایجار لتادیب شعوب المنطقة التي تفكر بالثورة في سوريا وليبيا واليمن والخليج وحمایة انظمة سايكس بيكو المتهالكة، مقابل وضع ثلاثة ارغفة عیش حاف او معها القلیل من الفول والطعمیة على مائدة الفقیر المصرى.
وبحسب خبراء عسكريين سينغمس السفيه السيسي أكثر في مغامرات عسكریة تمولها السعودیة والامارات، وهذا هو السبب الحقیقى لشراء الرافال الفرنسیة وتأجير القواعد الجوية لروسيا وتعویم الاقتصاد المصرى المنهار؛ لیصبح قادرا فقط على وضع بندقیة للایجار وجیش للایجار وكلها فركة كعب وها تنولها، ومسافة السكة یا حكام الخلیج وننقذكم من ایران والحوثیین وحزب الله!.