بهذا الكم من الكيد والحقد وبهذا الحجم من الغل والكره تُحارب مصر. وكأن تشويه الإسلاميين أصبح في بلادنا عرضا مستمرا.. الانقلابيون من المفسدين العلمانيين والليبراليين ومن دار في فلكهم في غيابة الغل يغطون، وفي بحر الحقد يسبحون، وفي نيران الغيرة يصطلون! منذ أن تسلم د. مرسي حكم البلاد لم يغسلوا وجوههم مرة، ولم يستعيدوا حياؤهم لحظة وإنما ظلوا في برودهم وزاد عنادهم، وعظم حقدهم، يفترشون الكذب والافتراء ويلتحفون الغباء والعَداء! حتى وصلوا بنا إلى هذا التفويض البغيض القديم الجديد.. كيف؟ تفويض لم يحدث ولم يُنفذ إلا مع الفراعنة القدامى وأتباعهم (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى..) (غافر:26). إنه منطق الطغاة، إنه ديدن البغاة.. هذا طاغية قديم جديد يريد أن يعبِّد الطريق لإفساده، ويمهد الطريق لنزواته، ويؤمن المسيرة لجبروته، وذلك بالتخلص من الإصلاح وأهله!. إنه يطلب تفويضا صوريا شفويا، مع أن كل شيء بيده لكنه يريد لمعانا اكثر واستكبارا أعم، عندما يعم الطغيان، يعمي الأبصار، ويصم الأذان ويبدد الإيمان، عندها يكون التهديد للخالق والمخلوق سيان (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ.. ) لماذا يا ملعون؟! (إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ). هل تصدقون فرعون الملعون يدعي الإصلاح ويرمي موسى عليه السلام بالإرهاب والإفساد. هذا منطق كان وكائن وسيكون. ولو رأيتم الاحتفال التفويضي في ميدان التحرير وما صاحبه من قيان يرقصون بجوار الانقلابيين على إحدى المدرعات والأغاني التي انطلقت والأهازيج التي نصبت والخمور التي انتشرت لعلمتم أن الحدث لم يختلف كثيرا، تفويض بغيض يكرس للقتل ويمرر للاعتقال ويمهد للقضاء على حقوق الانسان، لذلك كانت المجزرة في فجر اليوم التالي مباشرة. التفويض الممنوح والدم المسفوح والشرف المجروح في الكنانة مخطط وممنهج ومدفوع الثمن، وقد ظهرت مؤشراته عبر شبكة بين واشنطن ودبي وتل أبيب والقاهرة. ألا يعتبر هؤلاء المفَوَّضين والمفَوِّضِين مما حدث لسابقيهم على مدار عقود ماضية فأصابهم ما أصابهم من ذل ونكسة وما لحق بهم من عار ودمار وعوار. إن القفز على الشرع وقتل الشرعية ومحاربة الدين وضرب العلماء ووأد الإنسانية لهو فساد في الأرض عظيم، ومن ثم ضياع للأملاك، وضيق في الأرزاق، وسقوط للأخلاق، إنه سعي دنيء، وعمل رديء، وخُلُق وضيع، يُنافي الفطرة، ويُفسد الجيل، ويغضب الحق، ويبلطج الدولة، ولذلك فهو يأخذ مرتكبه إلي خزي الدنيا وعذاب الآخرة!! (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:41). والمفسد يوما سيسود وجهه، ويكسى سرابيل القطران، فينطلق وهو يقول: ( ... يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ . ولَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ القَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) (الحاقة: 25-29). الذين يوقدون الحروب بين فئات الشعب مجرمون ومخربون ومفسدون، وفي النهاية "إِنَّ اللّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" (يونس:81). حمى الله مصر وحفظ شعبها ونجا رئيسها الشرعي المنتخب