تتمردون منذ اللحظة الأولى لوصول الدكتور محمد مرسى لكرسى الرئاسة، دون إعطائه أبسط حقوقه فى الحكم وهو حق الفرصة الكاملة، وتناشدون الآن الجيش ممثلا فى الفريق السيسى بالانقلاب على الشرعية، والعودة لحكم البلاد من جديد، وتناسيتم أنكم أول من نادى بسقوط "حكم العسكر". ولكن فشلكم فى كل المعارك الانتخابية ويأسكم من خوض هذه المعارك ثانية، ومن السير معا على نهج الديمقراطية، دفعكم إلى قبول تجييش الحكم والعودة إلى الوراء، حتى ولو كان الثمن هو العودة لحكم المخلوع نفسه، كل ذلك فى سبيل التخلص من حكم الإخوان المسلمين. ولذلك أذكركم بأن المشير طنطاوى استلم الحكم والاحتياطى النقدى يبلغ 36 مليارا، وفى عام ونصف فقط تقلص الاحتياطى إلى 15 مليارا، يعنى المجلس العسكرى أنفق 21 مليارا فى 18 شهرا، فماذا كان سيتبقى من الاحتياطى النقدى لمصر لو استمر الجيش لمدة عام آخر أو حتى نصف العام، من المؤكد أنه سيصبح صفرا ومن ثم تفلس مصر. فى المقابل حكم الرئيس مرسى حتى الآن عاما كاملا، لم يقل فيه الاحتياطى دولارا واحدا بل ازداد من 15 إلى 17 مليارا، فلنتخيل معا لو سقط الرئيس مرسى لا قدر الله، كما يخيل إليكم شيطانكم، وعاد الجيش للحكم سنة أو أكثر فى فترة انتقالية جديدة، ماذا سيئول إليه حال البلاد والعباد؟!. وأتساءل كمواطن عادى، عندما يتحد النصارى والعلمانيون والشيوعيون والناصريون والفلول ضد الرئيس مرسى وضد الشرعية، هل هذا التوحد لهذه التركيبة البشرية يكون بطبيعته موجها ضد الإسلام أم ضد الإخوان كما تزعمون؟!. وإذا كان الرئيس مرسى الذى وصل للحكم بالصندوق وبإرادة الشعب، قد فقد شرعيته كما تزعمون، فماذا يتبقى من الشرعية لمن يريدون الوصول للقصر عن طريق البلطجية والمجرمين وأطفال الشوارع، مستخدمين فى ذلك كل الوسائل غير الشرعية والإجرامية بالقتل والتخريب وسفك الدم المحرم، بما يهدد أمن الوطن ومستقبله!. إنكم تكذبون وتكذبون وتريدون أن يصدقكم الشعب، بأنكم ستبدءون ثورة جديدة على النظام فى 30 يونيو، وهنا أذكركم وأذكر كل من وقع فى شرككم هذا، بقول الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بأنه "ينبغى التفريق بين المظاهرات الانقلابية الدموية التخريبية التى حرمها وجرمها الإسلام، وبين المظاهرات السلمية الاحتجاجية التى كفلها الإسلام بضوابطها الشرعية". فثمة فارق كبير بين أن ينقلب الشعب على الحاكم من تلقاء نفسه نتيجة إحساسه بظلم بيّن وفساد فاحش على مدار ثلاثين عاما، وبين أن تحاول نخبة فاسدة تقليب الشعب على الحاكم الشرعى للبلاد، باستخدام كل وسائل الترهيب والترغيب، وبث الدعاية السوداء فى الإعلام الموجه، وتوزيع المال الفاسد على البلطجية والمأجورين، من أجل إسالة الدم المحرم وإحداث الفوضى، ومن ثم يسقط النظام، هذا هو أحد الفوارق الواضحة بين الثورة البيضاء فى 25 يناير 2011 وهجمة المتمردين على الشرعية فى 30 يونيو 2013. فما سيحدث فى 30 يونيو، ما هو إلا هجمة للطامعين والفاشلين والعلمانيين وأصحاب المصالح، يهددون فيها صراحة بالعنف وسفك الدماء دون خوف من الله، أو رادع من ضمير أو أخلاق أو قانون، فقمة الفجر أن تجمعوا أطفال الشوارع والبلطجية وتوفروا لهم السلاح والمال والغطاء السياسى، ثم تصدروا ذلك للشارع المصرى والعالم بأنها ثورة شعبية على النظام، أين حمرة الخجل لدى ما كانوا يتصورون يوما أن يجلسوا على كرسى الرئاسة؟!. وأحذركم أيها الطامعون ومن معكم وكل الشعب المصرى، بأن إسقاط الرئيس الشرعى للبلاد فى 30 يونيو أو فى أى يوم آخر قبل اكتمال مدته، لهو سقوط مدوى لمصر كلها فى براثن حرب أهلية لا تبقى ولا تذر! ولكن الله أكبر. وأختم بالتساؤل: هل من يقف بقدميه دون رحمة على جثة الوطن، تحت دعوى إسقاط الرئيس الشرعى، يعد من الثائرين فى شىء لأجل هذا الوطن؟!. إن الشعب الذى لا يحترم اختياره لا يحترمه أحد فى العالم المتحضر!، حفظ الله مصر من كيد المتمردين!.