فوجئ الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة، أثناء مغادرته ديوان عام المحافظة بوقفة حضارية نظمتها مجموعة إنقاذ القاهرة، والتي تضم مجموعة من المهندسين المدنيين المهتمين بالتراث المعماري؛ حيث اصطفت على جانبي الرصيف دون عرقلة حركة المرور، وذلك احتجاجًا على التدمير الممنهج للتراث المعماري للمدينة، وما تتعرض له القاهرة التاريخية من تشويه يصل لهدم المباني المسجلة كآثار والمباني ذات الطابع المعماري المتميز . وأكد الدكتور أسامة كمال تضامنه وتأييده لمطالب الوقفة، مشيرًا إلى أنه غير راض عن الوضع الذي آلت إليه المباني التراثية في القاهرة؛ حيث أصبح وضعًا مؤرقًا للغاية، ويحتاج إلى تدخل سريع كما يحتاج إلى تضافر جهود كل الجهات المعنية العاملة في مجال الحفاظ على التراث لإعادة القاهرة لرونقها القديم، لافتًا إلى أنه نظرًا لعمل جهات كثيرة بالتوازي في هذا الموضوع قامت المحافظة بإنشاء وحدة القاهرة التراثية لإحداث التكامل بين الجهات المختلفة . وأشار المحافظ إلى أن الوحدة بصدد إقامة ندوة موسعة في الأسبوع الأول الذي يعقب عيد الفطر بمشاركة المجتمع المدني والمجتمع المحلي وكافة الجهات المعنية بالتراث لمعالجة السلبيات المتعددة والإضرار الجسيمة التي لحقت بالآثار والتراث العمراني للعاصمة وذلك من خلال حوار فعال وتشكيل لجان لحصر التلفيات ووضع خطة عاجلة لتفعيل قوانين البناء والحفاظ على التراث واقتراح التعديلات على القوانين إن لزم الأمر . وطالب المحتجون محافظ القاهرة بتجميد تراخيص الهدم والبناء في القاهرة التاريخية لمدة عام، وإزالة الأدوار المخالفة ومنع توصيل المرافق للعقارات المخالفة، وتكوين غرف عمليات مهمتها تقييم ودراسة الوضع الحالي، وحصر المخالفات، وتفعيل قوانين البناء، وإدخال التعديلات اللازمة عليها، وإيجاد حلول بمشاركة المجتمع المحلي والمدني وجميع الجهات المعنية . ووعد المحافظ ببذل كافة الجهود لتحقيق هذه المطالب التي لا يختلف عليها أي وطني يخشي على تراث بلده الذي يعد إرثًا للأجيال القادمة، وأشاد المحتجون بلقاء المحافظ بهم وتوجهه إليهم ووعده بالاستجابة إلى مطالبهم.