القصاص حلم طال انتظاره، ومازال يراود أهالي الشهداء ومصابي الثورة خلال عقد جلسات محاكمة المخلوع مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من معاونيه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية قتل الثوار إبان ثورة 25 يناير، والمعروفة إعلاميا بمحاكمة القرن. ولم تمنع الشمس المحرقة أهالي الشهداء ومصابي الثورة من الحضور من الصباح الباكر من كافة محافظات مصر، مطالبًا بإعدام المخلوع والمتهمين بالقضية. التقت «بوابة الحرية والعدالة» عددا منهم أمام أكاديمية الشرطة؛ وقال والد الشهيد محمد رمضان شهيد جمعة الغضب بالإسكندرية والمتحدث الرسمي باسم أسر شهداء المحافظة: "أتيت إلى مقر المحاكمة للمطالبة بالقصاص العادل وأرى أن هيئة المحكمة ضعيفة، والدليل على ذلك دخول دفاع المتهمين من الباب الرئيس بسيارتهم الخاصة وإهانة المحكمة المدعين بالحق المدني عندما أوقفتهم لمدة ساعة كاملة خارج باب الأكاديمية". وتساءل: "كيف يحكم قاض في قضية كبيرة مثل ذلك وهو في البداية لا يعدل بين المحامين، بالإضافة إلى أن بعض القضاة ورثوا الجينات الوراثية من مبارك ونظامه، ويدينون بالولاء للمخلوع الذي ساعدهم على تعيينات أبنائهم فى السلك القضائي". ووجه رسالة لرئيس المحكمة قائلاً: "اتق الله فمبارك انتهى عصره.. تخيل لو ابنك الذي استشهد هل ستقف لترى الأوراق المزورة تقدم لتضيع حقه". كما وجه نداء لأهالي الشهداء: "كل فرد فيكم يعلم جيدًا من قتل ابنه ولا تتأثروا بإعلام مبارك الذي يحاول أن يقنعنا أنه ليس المسئول عن قتل أولادنا". من جانبها أشارت والدة الشهيد أحمد عادل أحمد شهيد جمعة الغضب 18 عاما، إلى أن نجلها طاله رصاص الغدر عندما خرج مع الشباب إلى ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، مطالبا بالعدالة الاجتماعية وضرب بطلق ناري في صدره خرج من ظهره. وشددت على ضرورة القصاص العادل لابنها وكل الشهداء قائلة: "لا أمل لى في قضاء مبارك والزند الذي نهب أراضي الدولة بمطروح وقضاء عبد المجيد محمود الذي قبل الرشاوى والهدايا من المؤسسات الصحفية". ووجهت كلمتها للقضاة قائلة لهم: "قاضيان في النار وقاض في الجنة". فيما أوضحت والدة الشهيد معاذ السيد أحد شهداء جمعة الغضب بشبرا الخيمة، أن الأمل فى أن الله سينصرهم لم يعب عنها وستظل تحضر المحاكمة، قائلة: "إذا أضاع القضاة حق أولادنا والقصاص لهم سأفوض أمري إلى الله فهو الحكم العدل ولن يخذلنا الله"، مطالبة بإعادة هيكلة القضاء لكي يطمئنوا لأحكامهم بعد سلسلة مهرجان البراءة للجميع.