* نصير شمة: كتاب خاص عن إنجازات البيت وتكريم 14 من رموزه ارتبط بيت العود العربى بالموسيقار والفنان العراقى الكبير نصير شمة الذى أسس وأنشأ "بيت العود" ليكون بمنزلة صرح موسيقى كبير تمتد فروعه فى كل أنحاء العالم ليتحرك طبقا لرسالة ومبادئ واحدة وهى نشر الموسيقى والأخلاق والحب، وذلك فى بيت الهراوى خلف الجامع الأزهر، حيث تأسس هذا المشروع الفنى الثقافى منذ أكتوبر عام 1998 وما زال يمارس دوره بكفاءة حتى الآن. وبمناسبة مرور 15 عامًا على إنشاء بيت العود، أكد نصير شمه أنه بصدد التجهيز لاحتفالية كبرى سيتم تحديد موعدها لاحقا، وستكون خلال شهر يونيو المقبل على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. وأضاف شمة فى تصريحات خاصة ل"الحرية والعدالة": "سيتم إصدار كتاب خاص عن بيت العود حول أهم الإنجازات التى حققها والفعاليات والأنشطة التى شارك فيها، وكذلك نجهز فى الوقت الحالى لإقامة معرض لأهم الأحداث والأساتذة الذين اشتركوا فى البيت منذ إنشائه، فضلا عن تكريم العديد من الشخصيات الموسيقية المصرية والعربية التى أسهمت فى مسيرة بيت العود أو كانوا فى لجان تحكيم المسابقات التى تخرج من خلالها طلبة البيت، وسيكون عددهم 14 شخصية على رأسهم الدكتور عاطف عبد الحميد عميد معهد الكونسرفتوار والموزع راجح داوود والدكتور حسين صابر والموسيقار عبد الحميد عبد الغفار والمايسترو سليم سحاب والعازف الكبير سعد محمد حسن وممدوح جبال" . وتابع: "الاحتفالية الموسيقية التى سيقيمها البيت بمقره بمنزل إبداع بيت الهراوى ستكون فى الثامنة مساء الأحد 14 إبريل الجارى، وهى تعد احتفالية داخلية للمتميزين من خريجى البيت ويشارك فيها نخبة من الفنانين المتفوقين موسيقيا من طلبة بيت العود من مختلف المراحل العمرية التى تبدأ من 6 سنوات وحتى ما بعد سن ال60، كما سيقدم فنانو بيت العود المشاركين فى الحفل باقة متنوعة من أجمل الألحان الشرقية التى تبرز مواهبهم ومهارتهم فى العزف". وعن وضع البيت بعد تقلص ميزانيته نظرا لانفصال وزارة الآثار التى كانت تقوم بتمويل أنشطته عن وزارة الثقافة قال شمة: "للأسف كانت الأوضاع المالية قبل الثورة أفضل مما هى عليه فى الوقت الحالى؛ نظرا لأن انفصال وزارة الآثار عن الثقافة أدى إلى كسر ظهر الأنشطة التى كنا نقوم بها وقمنا بتقليص عدد من الفعاليات والأنشطة التى كنا نحلم بتقديمها وأصبحنا (نغزل) على قدر ما هو متاح لنا ومع ذلك لم ينطفئ بريق البيت ولا أنشطته التى يقوم بها لتحقيق رسالته الفنية الراقية التى أنشأ من أجلها" وأشار إلى أن قناة بيت العود العربى تحتوى على كل أعمال أساتذة بيت العود وتنقل حفلات البيت مباشرة على الهواء؛ حيث يشارك فيها طلاب بيت العود، ولمزيد من التواصل على مستوى العالم كل الدروس على الهواء مباشرة. جدير بالذكر أن مدة الدراسة ببيت العود عامان، يتلقى فيهما الطالب العديد من المهارات سواء فيما يتعلق بطرق العزف والتدوين أو فلسفة وفكر الإبداع الموسيقى، يقدم الطالب بعدها حفلا موسيقيا هو مشروع التخرج بالنسبة له يعتمد بعدها كعازف منفرد لآلة العود وبقدر الاهتمام بتخريج العازف المتميز والقادر على تقديم حفل موسيقى "ريستال" بمفرده، بقدر المحافظة على روح وجماليات الموسيقى الشرقية التى تكمن فى روح الارتجال التى لا يخلو حفل بيت العود منها، تدعيما لنشاطات الآلات الشرقية فى المجتمع وإحياء لقيماتها التى أوشكت على الاندثار فى ظل الغزو الفكرى الغربى. هذا بالإضافة إلى الصالون الموسيقى الذى يستضيف كبار الفنانين المصريين والعرب للحديث فى شئون الموسيقى وثقافتها، لمناقشة عدد من المحاور العلمية تتضمن ستة بحوث موسيقية متخصصة عن عالم العود ورموزه فى الوطن العربى يقدمها أعضاء بيت العود، على أن تطبع هذه الأبحاث من خلال سلسلة إصدارات . ويوجد أيضا ملتقى العود الدولى الذى من المخطط له أن يتم تنظيمه ليستضيف عازفى العود بأنحاء العالم على أن يقام كل عامين، وكذلك الملتقى الدولى لصناعة العود الذى يقام كل عامين بالتبادل مع ملتقى العود الدولى وهو يمثل سوقا لصناعة العود فى كل أنحاء العالم . يشار إلى أن نصير شمة كان قد أعلن فى وقت سابق عن تدشين 4 تخصصات فنية جديدة ضمن مخطط الدراسة فى "بيت العود العربى" الذى يشرف على فروعه المنتشرة فى القاهرة وعدد من العواصم العربية، وأنه ظل يخطط منذ فترة لتوسيع نشاط التعليم ليضم آلات أخرى إلى جانب العود حتى تكتمل الرسالة المطلوبة من الكيان . وقال شمة: الدروس الأربعة الجديدة تمنح شهادات معتمدة من بيت العود العربى وموثقة من وزارة الثقافة المصرية للدارسين العرب والأجانب بشرط استمرارهم فى الدراسة لمدة عامين متواصلين، كما تمنح شهادة أدنى لمن يرغبون بعد الدراسة لمدة 3 أشهر مكثفة. وتستند منهجية بيت العود العربى على دراسة تقنيات العزف المختلفة باستخدام أقصى ما يمكن أن يأتى الطلبة من مهارات وأساليب أداء وتلوين، كما تستند أيضا على يسير التعامل مع مؤلفات مختلف مدارس العود المتواجدة ورموزها. وهناك مناهج عدة تدرس فى بيت العود العربى منها كتب الأساتذة والفنانين: جميل بشير، ودراسات سالم عبد الكريم، والشريف محيى الدين حيدر وتلامذته وروحى الخماش ومؤلفات منير بشير، رياض السنباطى، محمد القصبجى، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش وجورج ميشيل، مسعود جميل بك، عزيز دده، وجميل بك الطنبورى، وآخرون وكذلك كل أعمال عازفى العود المعاصرين من مختلف الدول العربية، إضافة إلى منهج نصير شمة الذى وضعته عبر التدريس المتواصل لعدد كبير من السنوات، الذى يعتمد على إيجاد الحلول العملية لكل المشاكل التى تواجه العازفين.