لما عدد من أمناء الشرطة يدمرون صالة مطار برج العرب ومكاتب شركات الطيران، ويغلقون ممراته، ويعطلون السفر نهائيا، ويتسببون فى خسائر تقدر ب2 مليون جنيه، ولا تقوم وزارة الداخلية باعتقالهم وطردهم من الخدمة وخصم المليونى جنيه من رواتبهم، التى تظاهروا أصلا للمطالبة بزيادتها، ولا تحيلهم النيابة إلى المحاكمة، يبقى أكيد وزير الداخلية ورئيس الوزراء والنائب العام "مش شايفين شغلهم صح"! ولما تجد كوبرى 15 مايو فوق الزمالك شبه معطل يوميا ويسير بخطوة النملة؛ لأن هناك فواصل حديدية محطمة وبارزة به وحفرا عميقة تعوق سير السيارات وتوقفها تماما، ولا أحد فى حى الجيزة أو إصلاح الطرق يكلف نفسه ولو بوضع حتى "شوية" أسفلت مؤقتا لتسيير حركة السيارات المكدسة حتى المحور وتربك كل المنطقة، فأكيد المسئول عن هذا "مش شايف شغله" ويجب طرده من الخدمة فورا! وعندما تمر على ميدان التحرير بعد فتح الأهالى له بالقوة ولا تجد عسكرى مرور واحدا ينظمه بخلاف شوارع رئيسية عديدة لا تجد بها عسكرى مرور، بينما الضباط وكبار الرتب الذين كانوا يقفون فى الشارع فى عهد مبارك اختفوا وتبخروا، وأصبحوا لا يُروا إلا فى مكاتبهم المكيفة، ويتركون جنودا صغارا بلا أى ردع يتحايلون على السيارات كى تلتزم بالإشارات، فأكيد "الناس دى مش شايفة شغلها" ويجب عقابها بشدة. وعندما تجد كل شوارع مصر بلا أى خطوط مرورية تحدد أين تقف السيارات فى الإشارات، مع أن هناك إدارة مخصصة فى المرور وظيفتها وضع العلامات البيضاء لمرور المشاة وتوقف السيارات، ولكنهم يجلسون فى مكاتبهم يلعبون "سيجه"، فلا بد من وقف مرتباتهم على الأقل؛ لأنهم "مش شايفين شغلهم". ولما تسير على طريق محور 26 يوليو أو الطريق الدائرى وتجد هذا الكم الرهيب من الإهمال.. أجزاء من سور الكوبرى والدائرى منهارة، والأتربة تعلو مترا على جنبات الطريق مع زلط وحجارة وزجاج يتسبب فى حوادث، ورادارات لا تعمل رغم سهولة إصلاحها.. وعمل بلطجية ثقوبا فى الكوبرى لعمل مطالع ومنازل غير رسمية تفاجئ القادم بسرعة كبيرة بسيارة تصعد أمامه فجأة لتقع عشرات الحوادث.. فأكيد شرطة المرور والطرق "مش شايفة شغلها" ويجب عقاب المتخاذل منهم بشدة. وعندما تجد كبارى مصرى التاريخية مثل كوبرى إمبابة الذى دونه لتوقفت حركة القطارات بين الوجه البحرى والقبلى، أو كوبرى روض الفرج أو قصر النيل أو الجلاء وغيره، عبارة عن مزابل وحفر وأسوار ساقطة وأعمدة إنارة مظلمة منذ ثلاث سنوات، فأكيد هناك أكثر من مسئول يحتاج إلى الصفع بقوة وعقابه وعزله، وتعيين شباب صغار مكانهم أكثر نشاطا وحيوية للقيام بواجباتهم؛ لأن هذه الواجبات لا تحتاج إلى ميزانية كما يدعى بعضهم! وعندما تجد مواقف عشوائية يخلقها بعض البلطجية فى ميدان التحرير والانتظار بخمسة جنيهات، أو يحطمون لك السيارة، وصبية يركبون "التوك توك" يقفون فى بدايات ونهايات كل شارع رئيسى ويخنقونه بمواقف عشوائية تسد الطرق الرئيسية، ولا يوجد ضابط مرور ينظمهم أو يبعدهم، فأكيد شرطة المرافق والمرور "مش شايفين شغلهم كويس" وسرعة ترخيص التكاتك ومصادرة من يسير منها دون رخصة! وعندما تجد بعض سائقى التاكسى الأبيض يصعدون أعلى كوبرى أكتوبر ليقطعوا الطريق بالعرض فى الاتجاهين، ويعطلوا كل القاهرة، ويذهب لهم بعد خراب مالطا بعض الضباط ل"التحايل" عليهم بدلا من إرسال قوات تدخل شرطية وأوناش لإزالة عرباتهم من الطرق، وتقديمهم للمحاكمة، أيا كانت مظالمهم وشكاوهم صحيحة أم لا، فأكيد الشرطة متخاذلة ولا تقوم بدورها، وتشجع بهذا أى شخص على غلق الكوبرى أو قطع طريق القطار. وعندما تجد تجار أراض جشعين يسابقون الزمن فى كل شارع لهدم العقارات القديمة وبناء أبراج بدلا منها، بينما رخصة البناء لا تسمح سوى بأربعة أدوار، ولا تجد مسئولى الأحياء يسارعون لوقف هذا التسيب بحجة أن "مصر كلها بتعمل كده.. وهنلاحق على مين ولا مين!!" فأكيد الموظفون "دول" مجرمون ويتقاضون رشى من هؤلاء المخالفين، ويجب على وزير الإسكان إبعادهم فورا وتقديمهم للمحاكمة، وإزالة هذه الطوابق المخالفة، وعدم السماح لمن بناها بالمخالفة أن يهنأ بالأموال الطائلة التى جناها ولو بعد سنين! "شوفوا شغلكم أو ارحلوا.." وعلى الشعب "أن يشوف شغله" أيضا ويبلغ أو يتصدى بنفسه لمظاهر الفوضى.. وخدوا العبرة من تجار وسط البلد والتحرير الشجعان الذين طردوا البلطجية والسوابق من ميدان التحرير وطهروه بأنفسهم بعد تخاذل الشرطة.