* محمد شحاتة: ازدراء الغير والتحريض على الكراهية برسومات أو عبارات مسيئة.. جريمة سب وقذف * مدحت ماهر: الرسوم البذيئة وقذف الأعراض عنف لفظى يتحول إلى مادى وليس عملا سلميا أكد خبيران متخصصان فى القانون والسياسة أن احتقار وازدراء الغير والقذف والسب والتحريض على الكراهية والعنف، سواء برسومات أو عبارات أقوال، هى جرائم بنص القانون وخروج عن مفهوم السلمية ولا تعتبر تعبيرا عن الرأى. وقال الخبيران، فى تصريحات ل"الحرية والعدالة": إن هذا النوع من الرسوم هو شرارة لعنف لفظى يؤدى بالضرورة إلى عنف مادى، خاصة فى ظل حالة الشحن والتهييج الإعلامى فى اتجاه بعينه، يبرر العنف بأشكاله دون إدانة أو محاسبة. فمن جانبه، قال د. محمد شحاتة -أستاذ القانون الجنائى بجامعة الإسكندرية-: إن أى شىء يسىء للغير باحتقاره أو ازدرائه بين أهله وبيئته ومجتمعه، فهو جريمة سب وقذف، سواء بالكتابة أو بالرسم أو بالنشر فى المجلات أو على الأرض أو الجدران، وتعد مجرمة، والقانون لم يحدد الوسيلة وقال بعبارات أو أقوال أو أشياء أيا كانت، ولا تعد بهذا الشكل فنا أو تعبيرا عن حرية الرأى، بل خروجا على القيم المجتمعية نفسها. وأوضح شحاتة أن الرسم أو الكلام المنطوى على قذف وسب يتضمن جرائم عدة منصوصا عليها بقانون العقوبات، فهو إهانة وتجريح لشخص أو هيئة أو فصيل، كما أنه يتضمن تحريضا صريحا على كراهية فئة أو شخص بما يخل بالسلم الاجتماعى، وتشويها وتشهيرا وشحنا لهذا الطرف، وإتلافا لمِلك الغير الخاص بتشويه جدرانه وحوائطه. ومن جهته، يرى مدحت ماهر -المدير التنفيذى لمركز الحضارة للدراسات السياسية- أن مفهوم السلمية هو مقابل لمفهوم العنف، وعلى قدر اتساع مفهوم العنف بالحقب الأخيرة ليشمل العنف المادى والمعنوى والسلوكى والهيكلى، وأشكالا مختلفة من العنف، كذلك يشمل مفهوم السلمية معانى مكافئة وموازية، حيث ينطوى تحته السلم المعنوى والمادى والسلوكى. والحفاظ على السلم المعنوى شرط للحفاظ على السلم المادى؛ لأن العنف المعنوى واللفظى، سواء برسومات أو إشارات أو بألفاظ وبذاءات أو بسب أو قذف، قد يؤديا إلى عنف مادى وسلوك عنيف. وأوضح ماهر أن استخدام رسوم الجرافيتى أو غيرها من فعاليات للتعبير عن الرأى، هى أدوات مشروعة، ولكن بشوط ألا تتعدى أو تعتدى على حقوق وحريات الآخرين، أما إذا احتوت على بذاءات وشتائم وقذف للأعراض واستفزازات، فتعد بذلك خروجا على مفهوم السلمية، وأعمالا لا يمكن تسميتها ب"المشروعة"، خاصة إذا ثبت بالتجربة أنها عادة ما تتبعها عمليات حرق أو هدم أو اقتحامات متكررة وتهديدات مسبقة. وأضاف أن رسم الجرافيتى والشعارات والكلمات مشروع فى حدود الأدب وعدم قذف الأعراض أو السب والشتم وعدم التهييج والإثارة، وإذا خالف فاعلها ذلك تعد شرارة عنف تحمل مخاطر كبيرة قابلة للتصعيد فى ظل بيئة محتقنة أصلا، ويجب مواجهته وفقا للقانون، حيث يعد السب والقذف والتشهير برسم أو كلمة تنال من شخص باسم شخصه وهيئته جرائمَ مجرّمة قانونا. وعد ماهر أن الحفاظ على السلوك السلمى لا يكون إلا ببيئة يحكمها السلمية وليست محتقنة، وشهدتْ تكرار سلسلة أعمال تخريب وحرق لممتلكات خاصة بمحافظات عدة دون إدانة حقيقية، مما يجعل أى رسومات عدوانية شرارة فعلية لبدء عمليات عنف، وهو ما يجعلها مجرمة وفقا للقانون؛ لخطورة ما يترتب عليها خاصة فى ظل أجواء التهييج الإعلامى.