* الخبراء: ظاهرة مرفوضة تبحث عن نسبة المشاهدة والإعلانات فقط "للكبار فقط".. لم تعد هذه اللافتة حكرا على دور العرض السينمائى فقط وإنما امتدت خلال الأيام الماضية إلى البيوت من خلال بعض البرامج على الفضائيات الخاصة التى لجأت إلى تلك اللافتة؛ بحجة تناول قضايا شائكة وجريئة ولا تناسب كل أفراد العائلة، والحقيقة أن مقدمها يهرب من المساءلة المجتمعية لجرأته فى التعامل بألفاظ خارجة وإيماءات لا تليق بأن تقدم على شاشات التليفزيون؛ حيث يدخل إلى كل البيوت تقريبا وهو ما يشكل درجة من درجات الانحراف فى استخدام الإعلام لأدواته وبرامجه . واعتاد باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج"، أن يسبق تقديم حلقات برنامجه بعبارة "للكبار فقط"، بداية من حلقة الجمعة 4 يناير الماضى؛ حيث برر يوسف ذلك خلال تصريحات له بقوله: "فعلنا ذلك لتحذير الجمهور من أن الهزار الذى تتضمنه الحلقة قد يكون غير مقبول بالنسبة لهم، ولذا فإننا نوجه رسالة لهم بهذه الخطوة مفادها أنهم يشاهدون البرنامج على مسئوليتهم"، وتابع: "فعلنا ذلك أيضا منعا للإحراج، نريد أن نكتب الحلقات بلا ضغوط، ودون أن نشعر بحرج ولن نغير من طريقة كتابتنا". يأتى ذلك بعد الانتقادات الشديدة التى تعرض لها يوسف مؤخرا بسبب عبارات، اعتبرها البعض "ليست لائقة". وكذلك فعل الإعلامى عماد أديب الذى قدم أكثر من حلقة فى برنامجه "بهدووء" تحت لافتة "للكبار فقط" وتناول فيها موضوعات شائكة حيث دارت أحداث إحدى الحلقات حول قضية "الخيانة الزوجية بين الرجل والمرأة والحالات التى يمر بها الزوجيان وعن الخلع قانونيا واجتماعيا". وحدد محاور الحديث فى العناوين التالية لكى يحاول الزوجان الابتعاد عنها وهى: الإهمال بداية الخيانة، العاطفة والعلاقة الحميمة، الحياة بين الرضا والصبر، أنماط المرأة الخائنة، لماذا تخون المرأة وغيرها من الحلقات المشابهة لما سبق من موضوعات شائكة. صفحة "فضائيات" تفتح هذا الملف لتستطلع آراء الخبراء حول ظاهرة برامج "للكبار" وسط توقعات بزيادة نسبتها الفترة المقبلة إذا حققت نجاحا جماهيريا كما هو متوقع لأن الممنوع مرغوب. فى البداية الإعلامى سامح رجائى -رئيس قناة النيل للأخبار- يقول: لا أستسيغ هذه الظاهرة على الإطلاق، وأندهش ممن يقوم بها لأن شاشة التليفزيون التى تدخل إلى كل البيوت المصرية وتصل إلى كل مناطق العالم تختلف تماما عن دور العرض السينمائى التى يذهب إليها بإرادته كل من يريد أن يشاهد فيلما جديدا وهو يعلم جيدا مدى أن العمل الذى يذهب إليه به عدد من المشاهد الجريئة أو الألفاظ الخارجة عن الآداب وما إلى ذلك، ومن ثم لا تعجبنى هذه الظاهرة ولا أؤيدها. أما د. رجاء عبد الودود، أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنيا، فأوضحت أن هذا الموضوع بات يشكل ظاهرة بالفعل، وقد يختلف البعض حولها باعتبار الأمر اختلافا فى وجهات النظر، ولكننى أرى أن لها مردودا سلبيا فى بعض الأحيان عند بعض الأشخاص، كل بحسب ثقافته . وأرجعت "عبد الودود" هذه الظاهرة إلى ضعف هيبة الدولة وارتفاع مستوى الحرية فى مثل هذه البرامج وازدياد حالة الضبابية التى يعيش فيها المجتمع؛ ولذا فهذه الطريقة تعتبر سلاحا ذا حدين يمكن بها ترشيد مشاهدة الأطفال لهذه الموضوعات الشائكة، ويمكن أن تكون أسهل طريقة لجذب انتباههم لها؛ خاصة أن التليفزيون قد غزا جميع البيوت، ولم يقف عند حد معين، وأصبح يصل إلى جميع المشاهدين ولا يقف تأثيره عند فئة معينة، ومن هنا تكتسب هذه القضية أهميتها وخطورتها . من جانبه، يقول الدكتور محمد عوض، أستاذ الصحافة بجامعة الزقازيق، إن زيادة نسبة البرامج التى أصبحت مخصصة للكبار فقط تعد تحايلا على التجاوزات لبعض مقدمى وصناع هذه البرامج لعدم التزامهم بالأخلاقيات والنظام المتبع فى تقديم البرامج التليفزيونية؛ لأنه يصدر هذه اللافتة حتى إذا تعرض لأى هجوم مجتمعى يستطيع تلافيه بادعائه أن هذه البرامج موجهة إلى فئة معينة وتستهدف جمهورا بذاته وغيرها من الحجج الواهية . وأضاف أستاذ الإعلام: تعد كل هذه الأساليب محاولة من محاولات الاستحواذ على المشاهد لأن الممنوع مرغوب كما هو دارج فى الإعلام، وهذه الأمور تثير فضول الجميع محاولين متابعة القضايا الشائكة التى تطرحها مثل تلك البرامج، تماما كما تفعل بعض القنوات الفضائية من استضافة عدد من نجوم التمثيل والسينما فى برامج التوك شو واستدراجهم فى مسائل سياسية بحتة للحصول على أعلى نسبة مشاهدة ممكنة واستغلال الجماهيرية التى يحظى بها النجوم، وكذلك عدم خبرتهم فى المجال السياسى، وكلها أساليب موجهة لتحقيق أهداف ملتوية.