قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية فى عددها الصادر الأحد الماضى، أن الحرب الغربية ضد تنمية إفريقيا مستمرة ولن تنتهى، مشيرة إلى أن التنافس الصينى الفرنسى وراء الحرب على مالى. وأضافت الصحيفة فى تحليلها للحرب الدائرة حاليا فى مالى: "هى أحدث حلقة من سلسلة زعزعة الاستقرار فى القارة الإفريقية؛ حيث إن التدخل العسكرى الغربى بقيادة فرنسية فى مالى يثير التوتر والعنف الداخلى والخارجى، كما يهدد بخلق التطرف والإرهاب ضد الغرب لدى الجماعات المعتدلة" . وأشارت الصحيفة إلى أن أساس التوتر وسيطرة المسلحين على شمال مالى كان نتيجة العمليات التى شنتها منظمة حلف شمال الأطلسى "ناتو" فى ليبيا أثناء الثورة الليبية، مشددة على أن الغرب يتبنى دائما خطوات لها آثار سلبية مستقبلية تهدف لمنع تنمية إفريقيا وخلق أجواء التوتر فيها. وأوضحت الصحيفة أن التدخل الغربى فى إفريقيا أحدث اضطرابا فى الدول الإفريقية المجاورة؛ حيث تُعتبر الجزائر من الدول المتضررة جراء تدخل الناتو فى ليبيا وتدخل فرنسا فى مالى. ورأت الصحيفة أن القوى الغربية تسعى إلى تقسيم إفريقيا إلى دويلات لضمان نفوذها، مشيرة إلى مقولة المفكر السياسى الأمريكى "نعوم تشومسكى": "لا توجد حرب ضد الإرهاب.. هناك استيلاء على موارد الطاقة والمواقع الحيوية". وأضافت الصحيفة أن الحملة على مالى قد تأتى من دافع المنافسة الشرسة بين فرنسا والصين لأجل استغلال ثروات إفريقيا، والعمل على بسط النفوذ السياسى لأجل استمرار الاستغلال الاقتصادى لإفريقيا.