وقد يعن لك سؤال منطقى قبل الخوض فى موضوع الخطة، وهو: لماذا يترك الكاتب الأحداث الجارية و"فتنة" مستشار الرئيس والرئاسة ليحدثنا عن الخطة؟ أما كان بوسعه تأجيل الأمر ليعرض لنا رأيه فى هذه الفتنة؟ وأقول لك وبصراحة عزيزى القارئ: إن الأمر وإن بدا كبيرا إلا أن مصير البلد مرهون بتطبيق خطتها، أما فتنة المستشار الرئاسى فهى أمر طارئ ووارد الحدوث، اليوم وغدا وإلى قيام الساعة، فطالما هنالك سلطة فهناك دائما الفتنة، وقانا الله وإياكم شر السلطة والفتنة. تحدثنا عن التحديات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن، وهى تحديات جسام، وقلنا إن أهم تحد يواجهنا هو تحدى الفساد، وتحديدا الفساد الإدارى. اليوم نتحدث عن التوقيتات المهمة فى تاريخ الخطة، والتى تبدأ من تاريخ إصدار واعتماد هذه الخطة وحتى يونيو 2013 وهى فترة التعامل مع الأزمات الضاغطة على المجتمع، أى أنها فترة الحلول التكتيكية لا الإستراتيجية. وبقى على هذه الفترة حوالى ثلاثة شهور من المفترض أن نسمع يوميا عن حلول ولو مؤقتة لأزمات ومشكلات طارئة. ثم تأتى المرحلة الثانية والتى تبدأ فى أول يوليو 2013 وتنتهى فى آخر يونيو 2014 وهى مرحلة التأسيس لمرحلة الانطلاق والنهضة. هذا يعنى وببساطة أن مرحلة التمهيد والإعداد للنهضة ستبدأ فى الأول من يوليو 2013، وأى كلام آخر سوف لا يعتد به، ويتعين على الحكومة أن تخرج معلنة للملأ وللساخرين من مشروع النهضة أن البنية الأساسية للنهضة سوف تستغرق عاما وربع العام ومن بعدها سوف نجنى بعض ثمار النهضة ولو كانت بسيطة ولكنها ستكون مقنعة بإذن الله. التوقيت الثالث والمهم فى الخطة هو المرحلة من يونيو 2014 إلى يونيو 2017 وفى هذه السنوات الثلاث سوف تتحقق بإذن الله أهداف النهضة على المدى المتوسط، ثم يأتى التوقيت الرابع وهو فى الفترة من 2017-2022 وفى هذه الفترة ستتحقق الأهداف طويلة المدى للخطة. وقد يقول قائل: "يحيينا ربنا ويحييك" أو "يا ترى مين يعيش" أو "ابقى تعالى قابلنى"، وأقول للجميع: إن الخطط الإستراتيجية قد تستغرق عقدين أو ثلاثة عقود؛ لأن حياة الأمم وتقدمها لا يقاس بعدة سنوات، بل بعقود من الزمن تتغير فيها ثقافة الشعوب وتحدث الخطط أثرها المستدام الذى يحول مصر إلى دولة متقدمة؛ لأنها تملك أسباب ومقومات هذا التقدم وهو البنية التحتية للنهضة.