أطلقت مجموعة شبابية من خلال موقعى التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر"مشروع توثيق الثورة المصرية" يحاولون من خلاله جمع وتوثيق كل صور الثورة منذ انطلاقة شرارتها الأولى فى 25 يناير 2011، مرورا بجميع الأحداث التى شهدها ميدان التحرير وكل ميادين مصر وخارج مصر، وتكون شاملة أحداث ال18 يوما الأولى من عمر الثورة والتى سبقت التنحى، بالإضافة إلى المليونيات والمظاهرات داخل مصر وأيضا مظاهرات الجاليات المصرية فى الخارج. المشاركون فى هذا المشروع الوثائقى طلبوا من كل المصريين المساهمة فى مشروعهم الذى لم يكن ليرى النور لولا إسهامات الثوار الواضحة عن طريق كتابة التواريخ أو الأماكن على الصور التى التقطوها من قلب الأحداث من خلال كاميراتهم الرقمية أو حتى كاميرات هواتفهم المحمولة ليخرج المشروع الوثائقى فى نهايته بشكل يوثق الثورة المصرية من كل جوانبها فى شهادة يقدمها هؤلاء الشباب عن الحدث الوطنى الأبرز فى تاريخ مصر المعاصر، لذلك حرص الشباب على ترجمة كل تعليقات الصور وتوصيفهم للأحداث التى تضمنتها للغة الإنجليزية؛ كى يعرف العالم كله المزيد عن الثورة المصرية السلمية . ومع حلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير نجحت الحملة فى أن تقدم للمصريين 14,250" صورة توثق مختلف مراحل الثورة المصرية وعرضتهم دفعة واحدة من خلال فيس بوك وتويتر وبدأت بتسلسل زمنى من الأحدث للأقدم . وثقت الحملة لعمليات التحرش الجنسى البشعة التى تعرضت لها عشرات الفتيات والنساء داخل ميدان التحرير منذ يوم 25 يناير الماضى وحتى كتابة هذه السطور، كما وثقت التظاهرة التى انطلقت فى محافظة الإسكندرية وميدان طلعت حرب يوم 12 من الشهر الجارى وكذلك مسيرة "الشارع لنا" التى انطلقت من السيدة زينب إلى ميدان التحرير للتنديد بهذه الظاهرة التى لم تشهدها الثورة فى انطلاقتها الأولى على الإطلاق إذ اصطف داخل الميدان وخارجه مئات الآلاف من الفتيات بجوار الرجال ولم يمسسهم أحد بسوء . وثقت الحملة أيضا كل أحداث العنف التى شهدتها الذكرى الثانية من الاحتفال بالثورة والتى اندلعت شرارتها الكبرى فى يوم الحكم فى قضية مذبحة استاد بورسعيد وما أعقبها من هجوم على أقسام الشرطة فى بعض المحافظات. وركزت على الأحداث الدامية فى مدينة بورفؤاد البورسعيدية والهجوم على قسم شرطة سيدى جابر بالإسكندرية وكذلك أحداث العنف التى تكررت أكثر من مرة فى محيط قصر الاتحادية جراء إلقاء المولوتوف والحجارة عليه ورد الأمن بقنابل الغاز المسيلة للدموع فضلا عن اشتباكات ميدان سيمون بوليفار وكورنيش قصر النيل . كما خصصت هذه الحملة ملفا كاملا لتوثيق شهداء أولتراس أهلاوى بالصور وتوثيق كل الأحداث التى شهدتها بورسعيد منذ ارتكاب هذه المجزرة وحملة التبرع بالدم التى انطلقت فى دمياط لإنقاذ مصابى بورسعيد جراء أعمال العنف والبلطجة، وملف آخر لجرافيتى الثورة فى الميدان وشارع محمد محمود وعروض عسكر كاذبون، وملف ثالث عن كواليس الخطاب الأول للرئيس مرسى فى الميدان واحتفالات الناس بفوزه وإزاحة مرشح الثورة المضادة أحمد شفيق وكواليس تصويت المصريين بالخارج، فضلا عن هجوم المصريين على شفيق فى المحافظات المختلفة . كما ركزت الحملة كثيرا على كل الفعاليات التى أقيمت فى ذكرى استشهاد وميلاد خالد سعيد باعتباره أيقونة الثورة . أما الأحداث المتعلقة بالثورة نفسها فوثقتها الحملة بترتيب زمنى دقيق وتوضح الصور كيف أن مظاهرات يوم 25 يناير 2011 كانت تعبر عن غضب شعبى مكتوم لم تشهد مصر مثيلا له من قبل؛ لدرجة أنها استمرت ولم تنقطع أو تضعف بعدما قطع النظام عن الثوار كل وسائل الاتصال وقطع خدمات الإنترنت، وركز التوثيق كثيرا على جمعة الغضب "التى شهدت مظاهرات ضخمه تجتاح البلاد وتغطى ميدان التحرير وكل ميادين الحرية فى محافظات مصر مع استمرار إغلاق خطوط الهاتف المحمول وشبكة الإنترنت وسقوط المئات من الضحايا والشهداء فى معارك الشوارع حتى نجح المتظاهرون فى احتلال ميدان التحرير ودبابات الجيش تدخل المدينة، ووثقت الصور ردود فعل الثوار على مراوغة مبارك يوم 29 يناير حينما أقال الحكومة وعين نائبا له للمرة الأولى فى تاريخ حكمه، وصمود الثوار فى الميدان رغم إعلان الطاغية يوم 1 فبراير أنه لن يرشح نفسه لفترة ولاية جديدة فضلا عن عشرات الثور الموثقة لموقعة الجمل التى ارتكبها بلطجية النظام فى حق أطهر شباب مصر، وفى محاولة جديدة للمراوغة وثقت الحملة يوم 7 فبراير الذى شهد الإفراج عن وائل غنيم مؤسس صفحة مناهضة التعذيب "كلنا خالد سعيد" على فيس بوك بعد 12 يوما من الاستجواب من قبل أمن الدولة وكيف أن ظهوره التلفزيونى فى اليوم نفسه حرك كثيرا من المصريين للانضمام إلى الاحتجاجات ليشهد يوم 8 فبراير الحشد الأكبر داخل الميدان، ومن أكثر الصور التوثيقية التى لاقت رواجا من جمهور الحملة تلك المتعلقة بترتيبات الزحف على قصر العروبة يوم 11 فبراير بعد أن أصم مبارك أذنيه عن مطالب الشعب، وأخيرا الاحتفال بنجاح الثورة بسلميتها فى إزاحة طاغية كتم على الأنفاس لثلاثة عقود سوداء .