أكد الرئيس التركي عبد الله جول أن مصر تلعب دورا رياديا في العالم العربي، وهي شريك إستراتيجي تربط بينها وبين تركيا علاقات تاريخية وثقافية موغلة في القدم، معربا عن أن رئاسة مصر للدورة الجديدة لمنظمة التعاون الإسلامي سيكون لها أكبر الأثر في ترسيخ دورها الريادي في المنطقة وفي العالم الإسلامي. وقال جول في تصريحات صحفيه له اليوم من القاهرة: إن مصر شريك إستراتيجي لنا لما لها من ثقل ووزن في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، معبرا عن ثقته التامة بأن زيارته الحالية لمصر ستكون مثمرة وفاعلة تسهم في ترسيخ العلاقات بين البلدين . وأكد الرئيس التركي أن مصر هي في طليعة الدول التي تخدم السلام والاستقرار والأمن في المنطقة برمتها، كما أنها تلعب دورا مهما في السلام العالمي، ولها دورها الرائد في العالم العربي، مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسي يطلع بدور مهم في هذه الحقبة من التحولات التاريخية التي تشهدها المنطقة. وأضاف جول أن العلاقات التركية المصرية الممتازة بطبعها، اكتسبت بعدا جديدا ومهما بعد ثورة 25 يناير من أجل الحصول على الحرية والكرامة والديمقراطية، وعلينا أن ننمي هذه العلاقات ونطورها، ونسخر كافة إمكانياتنا حتى نصل بتلك العلاقات إلى أفضل مستوياتها. وقال الرئيس التركي: "نثمن الجهود المصرية المبذولة في مرحلة التحول الديمقراطي، ونقيمها بشكل إيجابي، فمجيء رئيس منتخب للبلاد لأول مرة، وإقرار الدستور عن طريق الاقتراع، وإجراء الانتخابات النيابية في العام الماضي بشكل ديمقراطي وكلها أمور جوهرية، تؤكد أن البلاد تسير بخطى ثابتة في مسار التحول الديمقراطي، الذي يكون طويلا بعض الشيء، مما يقتضي نوعا من الصبر والتضحية". وتغليب مصلحة البلاد لعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب إلى جانب مصر وشعبا. وحول العلاقات السياسية بين البلدين قال الرئيس التركي عبد الله جول: إن هذه العلاقات في أحسن مستوياتها، وقد وقع مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين هذين البلدين، على 39 وثيقة خلال العامين الماضيين، مما يظهر مدى التنامي الكبير في العلاقات البينية، قائلا: "يمكنني القول إننا عازمون على الارتقاء بعلاقاتنا الاقتصادية والتجارية والثقافية بكل ثبات لتصل هي الأخرى إلى مستويات تعكس عمق العلاقات السياسية". وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستستمر في دعمها لمصر وهي تجتاز هذه المرحلة الحساسة والعصيبة التي تمر بها، وذلك بكل ما تملك من إمكانيات سياسية واقتصادية وتقنية، وهي على أهبة الاستعداد لتلبية أي مطلب مصري في هذه المجالات. وأشار جول إلى تخصيص بلاده 2 مليار دولار بهدف استخدامها فى تمويل العديد من مشروعات البنية الأساسية فى مصر، وقال: إن الهدف هو رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار، والتي بلغت 5 مليارات دولار أمريكي في العام 2012. وأضاف جول أن العلاقات الوثيقة شديدة الترابط بين قادة البلدين، نشاهدها كذلك بنفس الترابط بين شعبينا الشقيقين، وتلعب الصحافة والسياحة دورا بالغ الأهمية في تعضيد أواصر تلك العلاقات، مشيرا إلى أن السياح الأتراك لم يغفلوا في أي وقت من الأوقات، حتى في أصعب الظروف، أهمية مصر السياحية والثقافية. ونوه بأن اختيار وكالة الأناضول للقاهرة كمقر للمكتب الإقليمي للوكالة اختيارا حكيما وصائبا؛ قائلا: إن "العاصمة المصرية القاهرة، تعد بمثابة قاطرة قيادة العالم العربي، وهي في الوقت ذاته مركز إشعاع ثقافي وحضاري كبير في المنطقة بأسرها.