قال الرئيس التركي عبد الله جول إن بلاده ترتبط بمصر بعلاقات تاريخية وثقافية موغلة في القدم. وأضاف: "ونحن نرى في هذا البلد شريكا إستراتيجيا في له ثقله ووزنه في منطقتي الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، مضيفًا أنها اكتسبت بعدا جديدا وهاما بعد انتفاضة الشعب المصري.
وأكد جول ، في حوار لوكالة أنباء الأناضول التركية اليوم الأربعاء : "علينا حاليا أن ننمي هذه العلاقات ونطورها، من خلال تسخير كافة إمكانياتنا في الفترة الراهنة التي تبشر بنوع من الأمل المتنامي، يوما بعد يوم، وذلك حتى يتسنى لنا الوصول، بتلك العلاقات إلى أفضل مستوياتها".
وتابع جول: إنني على يقين تام بأن تركيا ومصر مؤهلتان للمساهمة بدور فعال ومؤثر في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، ولعل تحقيق وقف إطلاق النار في غزة قبل أشهر، لدليل واضح على ذلك.
وأشار إلى أن تركيا تقف بجانب مصر وهي تجتاز هذه المرحلة الحساسة والعصيبة التي تمر بها، وذلك بكل ما تملك من إمكانيات سياسية واقتصادية وتقنية، وهي على أهبة الاستعداد لتلبية أي مطلب مصري في هذه المجالات.
وأكد أن تركيا ستظل إلى جانب مصر دوما بغض النظر عن التطورات السياسية الحاصلة فيها، فهذا الدعم لكل الشعب المصري من أجل المساهمة في الجهود المصرية الهادفة لترسيخ الوحدة الوطنية والديمقراطية والرقي.
وأعرب جول عن سعادته لوصول حجم التعاون التجاري بين البلدين إلى مبلغ 5 مليارات دولار أمريكي في العام 2012.
وحول تقييمه للأحداث التي وقعت مؤخرا في مصر، قال إننا نثمن الجهود المصرية المبذولة في مرحلة التحول الديمقراطي، ونقيمها بشكل إيجابي.
وقال: "لعل التاريخ مليء بالأمثلة الخاصة بتضحيات جسيمة بذلها كثيرون، ليبقى المسار الديمقراطي في أفضل حالاته. وعلى السلطة الحاكمة، والمعارضة في مصر أن يكونوا على دراية بهذا الأمر، وعليهم أن تتضافر جهودهم لمواصلة المشوار في ذلك المسار".
وأكد جول أنه يتعين على كل من الفئة الحاكمة والفئة المعارضة في أي مكان التمسك بالمفاهيم الديمقراطية، وأن تتحرك وفق مباديء سيادة القانون، وهذا ما نأمل فيه أن يتم في مصر بشكل أفضل.
واستطرد جول: "أكاد أجزم أن الشعب المصري سيتجاوز هذه المرحلة والمحنة، وسيخرج منها أكثر قوة، لكني أدعوهم للتحلي بالصبر ".