تبدأ اليوم السبت الاجتماعات التحضيرية للقمة الإسلامية الثانية عشرة التي تستضيفها القاهرة يومي الأربعاء والخميس القادمين. وهذه أول قمة إسلامية تعقد بعد ثورات الربيع العربي ، وبالتالي كان لهذه الثورات وتداعياتها أثر كبير على القمة ذاتها وعلى العالم الإسلامي بأكمله. أولى آثار هذا الربيع هو الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد المضيف للقمة “مصر"، حيث تعاني البلاد من مخاض عسير للديمقراطية واضطرابات وتوترات وتحديات كبيرة تواجه أول رئيس منتخب في تاريخ مصر . ولكن الربيع العربي كان له أيضا آثار إيجابية على العالمين الإسلامي والعربي إذ خلق تغيرات كبيرة في خريطة القوى والتحالفات في العالم الإسلامي برمته. فقد حرر الربيع العربي إرادة الشعوب التي انتفضت وغيرت حكامها ، وهكذا أصبح لدى هذه الشعوب فرصة للاستقلال عن الهيمنة الغربية وأصبح متاحا أمامها أن تعيد بناء علاقاتها الخارجية لتصبح أكثر توازنا ، وتتجه نحو الشرق سواء الشرق الأسيوي البعيد الصين والهند أو الشرق الإسلامي المجال الحضاري الطبيعي للدول العربية. ومما لاشك فيه أنه مثلما بدأ الربيع العربي في إعادة تشكيل خريطة المنطقة فإنه يعيد إدخال البعد الإسلامي في المنطقة العربية ، فأصبحت تركيا أكثر ارتباطا بالمنطقة سواء بسبب الثورة السورية أو نتيجة للعلاقات بين حزبها الحاكم والحركات الإسلامية الحاكمة أو الفاعلة في المنطقة.