أتمنى أن تكون أرواح شهداء مجزرة بورسعيد قد استقرت الآن بعد أن اقتص لها القضاء المصرى، وأرجو أن تكون هذه بداية جديدة للقضاء المصرى لكى تنجز العدالة مهمتها رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بهم وبالبلد عموما. وإلى الألتراس الأهلاوى، أقول لقد قالت المحكمة كلمتها، وعليكم العودة للملاعب، وألا تكونوا طرفا فى أى مباراة سياسية حتى لا تخسروا ما بنيتموه عبر سنوات. اليوم تهدأ نفوس من ظنوا ظن السوء بكل شىء فى هذا الوطن، واعتبروا أن مؤامرة كبيرة لطمس الحقائق يتم تدبيرها بليل، وأسألهم وهم رفاق الثورة: كيف يطمس الحقائق من اكتوى بنار الظلم، وتلظى بجحيم الغبن والجور؟ أتمنى من كل قلبى رغم خلافى مع تصرفات البعض فى نادى القضاة أن يكون قضاء بلادى شامة فوق الرءوس، وأن يكون القضاة مفخرة لنا وللأجيال القادمة. اليوم نفتح صفحة جديدة مع أنفسنا، مع كل شىء حولنا ونسأل: هل يرضينا حالنا؟ هل يسعدنا ما آلت إليه أمورنا؟ إن فى النفس لحسرة وغصة وألم على ما شاهدته يوم الجمعة عبر الفضائيات وما سمعته من أخبار من داخل مصر ومن خارجها، ما هذه الرغبة الانتقامية؟ من أين أتتنا هذه الروح العدائية؟ لصالح من نحرق وندمر المحاكم ومبانى المحافظات ونعلق سير القطارات؟ هل يظن قادة الفضائيات وأرباب الأحزاب المتهالكة أنهم بمأمن من العذاب والنيران التى يشعلونها؟ لن يكونوا وسيثبت التاريخ والأيام المقبلة حجم تورطهم وسيدانون أمام الشعب والقضاء والتاريخ! كل من اعتدى على مؤسسة أو منشأة حكومية أو حزبية يجب أن تتعقبه الشرطة، وأن يقدم للمحاكمة فورا بتهمة الشغب، فليس معقولا أن يحاكم من يحدثون شغبا بالملاعب ولا يحاكم من يريدون تخريب مؤسسات مصر! هل يعتقد هؤلاء أن يد السلطة عاجزة عن الوصول إليهم، حتما ستصل إليهم بعد أن ينفض جمع وجمهرة من حرضوهم؟ ستقوم دولة القانون حتما وربما أسرع مما يتصور الواهمون فى جبهة الإنقاذ الذين خرجوا عن إطار المنافسة السياسية ليقرروا حرق البلد من أجل إخراج الإخوان المسلمين من الحكم كما يقولون، ولا أدرى عن أى حكم يتحدثون؟ يجب أن تكون الشرطة مؤهلة للعمل على حفاظ مؤسسات الوطن والشرعية باستخدام القانون، وألا يترك للبعض فهم الحرية على أنها فعل ما يريد دون حسيب أو رقيب. ---------------------- د. حمزة زوبع [email protected]