إذا كانت وزارة الداخلية لم تستطع حماية مقر الرئاسة ومقرات الإخوان، وإذا كان من حق المعارضة أن تتظاهر عند قصر الرئاسة، فمن حقنا أن نتظاهر عند مقرات الأحزاب الممولة للبلطجة ومحاصرة رموزهم وعدم إخراجهم من بيوتهم. إذا تخلت الشرطة عن واجبها؛ فإن مقرات جميع الأحزاب بلا استثناء من الممكن أن تكون هدفا لمتظاهرينا، وسيكون كل من يتظاهر عند مقراتنا هدفا مشروعا؛ لأنه هو من بادر بالاعتداء، أما إذا أفاقت الشرطة من نومها، وقامت بواجبها، فسوف نحتفظ بأعصابنا، ونصبر حتى يُقدم المجرمون ومحرضوهم للنيابة، وعلى القضاء ألا يتخلى عن دوره، وألا يفرج عن المتهمين قبل تقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الأخيرة فى حقهم. وإذا كان التظاهر أمام الاتحادية مشروعا، فتظاهرنا أمام الفضائيات ورموزها الفاسدين مشروع أيضا، وإذا كان البرادعى وحمدين وموسى الفلول يعتقدون أنهم بعيدون عن متظاهرين؛ فإنهم مخطئون وواهمون. أما إذا عاد الجميع إلى رشده، واستخدم عقله، واستجاب للحوار، فأهلا وسهلا، وله الحرية المطلقة، أما الاستقواء بالبلطجة للضغط على الرئيس والإخوان فلن ينفعهم لجوؤهم، ولن يغنيهم جمعهم. ما يسمى بالقوى الوطنية أضعف بكثير مما تصوره الفضائيات، وهذا ما ثبت طوال حكم مبارك، ولولا تدخل الإخوان الحاسم لكانت ثورة يناير فى مهب الريح؛ لأن الجميع يعلم أن نزول الإخوان إلى الميدان كان القول الفصل فى رحيل مبارك، وقد حاولت بعض القوى الوطنية الوقوف فى وجه مبارك ففشلت وتراجعت، وبعضها دخل فى "حجر" السلطة. هل نحتاج إلى تأكيد هذا؟ أما ميليشيات البرادعى وموسى وحمدين فهى تعلم تمام العلم أنهم أوهن من "بيت العنكبوت"، ولن يستطيعوا الصمود فى وجه العدالة وقوة المجتمع الذى لا يمكنه الصبر طويلا أمامهما. البرادعى وحمدين وممدوح حمزة وعمرو موسى وإبراهيم عيسى سيقفون يوما ما -وسيكون قريبا- خلف القضبان، وسيحاكمون على جرائمهم وتحريضهم ضد الرئيس وضد الإخوان ومقارهم، لن يفلت أحد، حتى وإن عفا عنهم الرئيس فلن نعفو عنهم، وسيعلمون أن الشعب المصرى لن يغفر لهم أبدا. وكلمة أخيرة: إذا كنتم تزعمون أنكم أغلبية ولديكم الملايين، فلماذا لا توجهونهم إلى صناديق الاستفتاء لكى يقول الشعب الذى تدعون أنه معكم "لا"؟! أعتقد أنكم أقلية متفاوتة ومتباينة وخائفة؛ لذا فأنتم ترفضون الحوار، وتخشون التصويت؛ فعن أى قوة تتحدثون؟! وعن أى ديمقراطية تتكلمون وتبشروننا؟ --------------------- د. حمزة زوبع [email protected]