رغم كل ما أراه وتراه عزيزى القارئ رغم كل ما تسمع وأسمع عنه، باطلا كان أو صحيحا رغم الدماء التى سالت والتى ربما تسيل رغم الآلام التى توجع وتدمى فى كثير من الأحيان رغم ضجيج الإعلام ورغم ثورة فيس البوك والإنترنت رغم تغريدات الأخ ضاحى خلفان الهالك ورغم أنف أحمد شفيق الهارب ورغم تخاريف البرادعى الذى لم أكن أتمنى أن ينتهى هذه النهاية رغم كل ما سبق إلا أننى أرى مصر بخير وعافية أراها تقوم من عثرتها وتضمد جرحها الغائر وأراها تنادى بصوت قوى وهى الضعيفة ورغم هزالها أراها تهز نخلة الحياة فتلقى على الجميع رطبا جنيا كل يوم تأتينى الرسائل عبر البريد الإلكترونى تثبت لى أننا شعب عظيم وإن اختلفنا، كريم حتى ونحن نتنازع، أصيل فلا ننسى أصولنا وما تربينا عليه. تنقلب سيارة ميكروباص فى شارع قصر العينى كما يقول "وليد خطاب" على فيس بوك فيهرب السائق خوفا من العقوبة، فيهرول الناس لينقذوا ركاب السيارة، وفى وسط زحام إخراج الناس يجد أحدهم هاتفا محمولا فيجرى مناديا على صاحبه فيعطيه إياه، ثم يختتم وليد القصة بقوله "أنا فخور بأننى مصرى". قارن هؤلاء الشباب والرجال بآخرين قاموا بإحراق سنترالات الهواتف ومحاولة تعطيل المترو وحرق الإطارات على الطرقات السريعة، واسأل نفسك: هل هؤلاء فخورون بمصريتهم حقا، أم أن مصر بريئة منهم ومن أعمالهم؟ ورغم كل ذلك أرى بلادى بعافية وأراها محروسة كما كانت على طول الزمان، قوية وعفية وأبية، لن يسيطر عليها أحد ولن ينال منها معتد سواء كان من داخلها أو من خارجها. أسأل نفسى وأنا أتابع التغريدات على تويتر فأرى إخواننا فى الخليج العربى وقد انتفضوا دفاعا عن مصر الثورة، وأسمع دعاء علمائهم ومشايخهم من فوق المنابر بالسلامة لمصر وشعبها، أسأل نفسى ما هذا الحب وما هذا العشق وما هذا الوله بمصر وأهلها! لكل ما سبق وما سوف يأتى، ولكل ما حدث وما سوف يحدث أشعر أن بلادى فى أمن، وإن شكا البعض من غياب الأمن، وأراها فى خير وإن ظن البعض قلة الخير وأراها محروسة حتى لو غابت عن شوارعها كل قوات الأمن. --------------- د. حمزة زوبع [email protected]