* زملائى فى المهنة وقفوا ضدى من أجل حفنة جنيهات * الجلاد ولميس وخيرى رمضان يبيعون مهنتهم من أجل مصالحهم * أطالب بمحاكمة كل الفاسدين فى مجال الإعلام حتى تكتمل الثورة فى هذه الأيام أصبح بإمكان جميع وسائل الإعلام -المحسوبة على الفلول- سواء المقروءة أو المكتوبة أو المسموعة أن تنتقد من تريد وما تريد، بداية من رئيس الجمهورية ومرورا برئيس الوزراء وأعضاء حكومته وجميع أفراد الشعب، وسواء كان ذلك النقد موضوعيا أو غير موضوعى، وليس فى محله؛ لكنها تفرد له مساحات واسعة وتسعى لتكراره على مسامع وأنظار المشاهدين؛ من أجل توصيل رسالة محددة تخدم مصالح هؤلاء الذين يمولون هذه القنوات أو الصحف. وعلى الطرف الآخر يوجد وسائل إعلام وإعلاميون شرفاء يريدون كشف الحقائق وتقديم النقد الموضوعى الذى يخدم مصالح البلد فى هذه المرحلة المهمة والفارقة؛ لكن النوع الأول من الإعلام يطالب الشرفاء بأن يغضوا الطرف عن ممتلكات أباطرة الإعلام ومصادر تمويلهم، أى على الشرفاء أن "ياكلوا عيش" حتى يأمنوا شر البطش بهم من أصحاب المصالح. هذه هى حقيقة المرة التى تعرض لها الزميل سامى كمال الدين بمجلة "الأهرام العربى"، بعدما نشر تحقيقا صحفيا، يبحث فى ماهية المهندس محمد الأمين مالك الإمبراطورية الإعلامية الضخمة وأشهرها قناة "cbc" وجريدة "الوطن"؛ حيث تعرض لحملة تشويه وصلت إلى حد قطع عيشه! وكان كمال الدين قد نشر فى تحقيقه أن محمد الأمين بدأ فى جامعة الإسكندرية، حيث درس الهندسة فيها وحصل على تقدير جيد جدا، ثم سافر إلى شقيقه بالكويت ليعمل مهندس موقع، ليترقى فى المناصب فى شركة مقاولات كبيرة (بنية تحتية ومرافق)؛ حيث تصنع الشركة قواعد التواليتات والحمامات، وغيرها من المرافق، وبعد فترة طويلة من العمل فى الكويت قرر الأمين العمل فى مصر من خلال شركة استصلاح زراعى حصل على موافقاتها من يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، ثم قرر إنشاء "عامر جروب"، وأن يكون فى الواجهة رجل الأعمال المصرى منصور عامر، حيث اشترى 4 قطع أراضٍ فى مارينا من خلال محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وحصل بينهما خلاف كبير، لا أحد يعرف خلفياته حتى الآن، فقد أصيب محمد الأمين بأزمة قلبية وهو فى مكتب محمد إبراهيم سليمان، فهل كان السبب سحب إبراهيم سليمان الصفقة منه بسبب مبالغ معينة أو اتفاقيات أخرى؟! ويضيف كمال من حق الشعب معرفة مصادر الملكية والتمويل والمبادئ التى تحكم وسائل الإعلام، وفى ضوء رجل بدأ بمليار جنيه لبث قناة، فالرجل أعلن أن القناة وقف وهدية منه للشعب، وقد أهدانا الرجل مجموعة من الإعلاميين والبرامج، كلهم قاموا بتشويه الثورة، ومن حق المهدى إليه أن يعرف سبب الهدية، فلا أحد يهدى دون سبب؟!! وفى السطور التالية يروى سامى كمال الدين ل"الحرية والعدالة" كواليس ما قبل وبعد نشر تحقيقه "محمد الأمين من قواعد التواليت إلى قمة الإعلام". • ماذا حدث لك بعد نشر تحقيقك عن محمد الأمين؟ لا أستطيع أن أصدق حتى الآن أن زميلا لى فى المهنة، أيا كان، قد يحاول أن يقطع عيشى لمجرد أننى هاجمت صاحب القناة أو الجريدة التى يعمل بها، ولكننى بعد أيام قليلة من نشر التحقيق فوجئت برفدى من إدارة تحرير مجلة كويتية أسبوعية كنت أعمل بها، وفى اليوم نفسه ألغى برنامجى السياسى الذى كان من المقرر أن أقدمه على شاشة إحدى الفضائيات الخاصة، التى يمولها أيضا رجل أعمال، رغم أننى سجلت 10 حلقات بالفعل من البرنامج . مَن يقود حملة الضغط والتشويه التى تتعرض لها؟ يقودها تحديدا رئيس تحرير جريدة "الوطن" مجدى الجلاد، ومذيع قناة "CBC" خيرى رمضان، وأنا أحترمهما على المستوى الشخصى؛ لكننى أختلف جملة وتفصيلا مع مواقفهما السياسية والمهنية، فهما ممن باعوا الثوار وثورتهم، وإن كنت أربأ بأى زميل إعلامى أن يدافع عن رجل الأعمال الذى يمد يده كل شهر ليقبض منه، من المفروض أن الأمين استعان بهؤلاء لكفاءتهم المهنية، لا من أجل أن يدافعوا عنه حينما يهم أحد بانتقاده. هل التقيت محمد الأمين من قبل؟ على الإطلاق لم أره فى حياتى؛ لكنه قال فى إحدى تصريحاته الصحفية: إن مجموعته الإعلامية هدية منه للشعب المصرى، فأردت باعتبارى مواطنا مصريا أن أبحث فى هذه الهدية التى كانت عبارة عن وجبة دسمة جدا من السياسة والدراما وشتى مجالات الإعلام، وأعتقد أن ال90 مليون مواطن مصرى لديهم علامات استفهام حمراء حول شخصية الأمين. وماذا اكتشفت فى هدية الأمين للشعب المصرى؟ قطعا هذا غير صحيح على الإطلاق، وستظل الشبهات مثارة حوله وحول أمواله، إلى أن يجاوبنا عن عدة تساؤلات أبرزها: لماذا لم يكشف لنا عن سر دفعه 100 مليون جنيه لوزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان؟ ولماذا أغمى عليه فى مكتب سليمان أيضا قبل الثورة ونقلته سيارة الإسعاف إلى المستشفى؟ الأعجب من هذا أن الأمين أطلق هذه القنوات هدية للشعب المصرى مقابل ثورته العظيمة، ومع هذا هو لا يستعين سوى بالوجوه الإعلامية التى شوهت الثورة وحاولت وأدها فى مهدها مثل لميس الحديدى مهندسة حملة مبارك الانتخابية، ومجدى الجلاد صاحب المقال الشهير "الحياة على أكتاف جمال مبارك"، الذى كان يطالب بمنح الفرصة لجيل جمال صاحب الرؤية الاقتصادية المميزة، فضلا عن المقدمة التى كتبها لحواره مع الرئيس المخلوع، وأنا بوصفى صحفيا أعرف أنه ليس عيبا أن يجرى أى إعلامى حوارا مع رئيس الجمهورية، ولكن العيب كل العيب كان فى المقدمة التى كتبها الجلاد لهذا الحوار، وأذكر جيدا أن الإعلامى حافظ الميرازى واجه الجلاد بحقيقة أن هذه المقدمة تم تغييرها على شبكة الإنترنت بعد الثورة، وأجريت عليها تعديلات كثيرة؛ لأن من خلالها حاول الجلاد أن يمسك العصا من المنتصف، وهنا تكمن خطورته؛ لأنه لم يكن بدرجة وضوح "أسامة سرايا وممتاز القط وعبد الله كمال" الذين دعموا مبارك على طول الخط. هذا فضلا عن خيرى رمضان الذى كانت كل تصريحاته قبل التنحى تشويها فى الثورة والثوار، كل هذه الشواهد تؤكد حقيقة واحدة هى أن الدور الذى لعبه عبد الطيف المناوى لوأد الثورة يلعبه الآن محمد الأمين من خلال استخدام السلاح نفسه.. "الإعلام". ما الصعوبات التى واجهتها فى أثناء جمعك معلومات تحقيقك الصحفى عن الأمين؟ كل العاملين فى مجال الإعلام يعانون بشدة من عدم وجود الحرية اللازمة فى مجال تدفق المعلومات الموجودة فى كل الدول المتقدمة، وبفضل وجود هذه الحرية تمكن الصحفى الأمريكى "سيمور هيرش" من تفجير قضية معتقل أبو غريب، وفضيحة نيكسون، أما هنا فى مصر فلم أجد شخصا واحدا يمنحنى معلومة يتيمة عن محمد الأمين، فلجأت إلى معارف لى فى دولة الكويت؛ حيث سافر الأمين وعمل طوال السنوات الماضية، وحصلت على معلومات التحقيق من خلالهم؛ لتبدأ حملة الهجوم علىَّ حتى من زملائى، رغم أننى حينما كتبت مقالا انتقدت فيه رئيس تحرير صحيفة قومية كبرى، كل زملائى فى الجريدة تبادلوا المقال، ونال إعجابهم، أما زملائى ممن يعملون لدى الأمين، فهاجمونى بضراوة؛ مما يؤكد أن ثمة علاقة غير شرعية تربط الصحافة بالمال. واستمرارا لأزمة الصحافة وحرية النقد ضد أباطرة الإعلام، أذكر أننى كتبت مقالا هاجمت فيه مجدى الجلاد، رفضت كل الصحف الخاصة نشره، فنشرته على موقع "شبكة الصحفيين العرب"، وقبل النشر أرسلت المعلومات التى لدى عن الجلاد إليه عبر البريد الإلكترونى، وطلبت منه الرد عليها؛ لكننى فوجئت به يوسط بيننا شخصا، وحينما قابلته عرض على تقديم برنامج على شاشة "سى بى سى"، وأخبرنى أن زوجته تمتلك أسهما فى جريدة "الوطن"؛ لكننى سجلت هذه الواقعة كاملة بالفيديو ولو نفاها مجدى سأرد عليه من خلال اليوتيوب. هل هناك شخصيات إعلامية بارزة أعلنت تضامنها معك؟ على الإطلاق التضامن كله لقيته من زملائى الشباب ومن عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، الذى لم ألتقه على الإطلاق؛ لكننى فوجئت به ينشر حقيقة الضغوط التى أتعرض لها عبر صفحته الخاصة على "فيس بوك"؛ مما رفع معنوياتى؛ لأنه من الجميل أن يقف بجوارى شخص لا يعرفنى على الإطلاق. هل سنرى لك تحقيقات أخرى تكشف فيها عن فساد الإعلام فى مصر؟ ولمَ لا؟!! لم يعد لدى شىء أخشى أن أخسره، وتحقيقى المقبل سيتضمن وقائع ضد رجل الأعمال حسن راتب وقناته الفضائية "المحور"، التى لعبت دورا مشبوها ضد الثورة من خلال مذيعيها سيد على وهناء السمرى، اللذين استضافا العميلة المزيفة "شيماء"، التى ادعت أنها تلقت تدريبا من الخارج لقلب نظام الحكم، واتضح فيما بعد أنها صحفية لدى سمير رجب الذى طردها، تصوروا موقف سمير رجب فى هذه الواقعة، الذى يعتمر حاليا فى دبى كان أشرف من موقف قناة "المحور". وأخيرا أنا أطالب بضرورة محاكمة كل الفاسدين فى مجال الإعلام وغيره، حتى تفعَّل فيهم قوة القانون وتكتمل أهداف ثورة 25 يناير.